نوقشت يوم الإثنين 21 يوليوز 2014م الموافق ل 23 رمضان المبارك 1435ه ابتداء من الساعة 11:30 صباحا بقاعة الأدب العربي كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، أطروحة جامعية في الأدب العربي تحت عنوان «بيبليوغرافيا الملاحق الثقافية بالمغرب، «ملحق فكر وإبداع» لجريدة الاتحاد الاشتراكي ? قراءة كمية ونقدية ?» للباحثة لطيفة الحبي، من طرف لجنة علمية تتكون من الأساتذة: د. المفضل الكنوني رئيسا د. محمد أوراغ مشرفا ومقررا د. أحمد شراك مشرفا ومقررا د. محمد يحيى قاسمي عضوا د. جمال بوطيب عضوا وقد دامت مدة المناقشة أربع ساعات ابتداء من 11:30 صباحا إلى 3:30 بعد الزوال. وبعد المداولة منحت اللجنة العلمية شهادة الدكتوراه للباحثة: لطيفة الحبي بميزة مشرف جدا مع تنويه خاص من جميع أعضاء اللجنة العلمية. وقع اختياري لملحق جريدة الاتحاد الاشتراكي «فكر وإبداع» الذي يمتد من سنة 2004 إلى حدود منتصف سنة 2009، كنموذج للملاحق الثقافية والصحافة الثقافية عموما، يستند بالأساس إلى أسباب موضوعية ومنطقية، منها: * اعتقادي الراسخ بأنه ملحق وازن في الثقافة المغربية، طبعا إلى جانب ملاحق كثيرة لجرائد وطنية أخرى لاتقل أهمية وغنى وتنوعا لأنها تضم كما إبداعيا وفكريا لايستهان به ولاينبغي إغفاله أوتناسيه. * امتلاك الجريدة أقصد ملحق ثقافي يذكرنا بمرحلة غنية مليئة بالثراء الفكري والأدبي، إلى جانب العلم الثقافي الذي يعود إلى فترة الستينات من القرن الماضي. * تجسيده تجربة مميزة داخل المشهد الثقافي المغربي بامتلاكه لصفحة يومية ثابتة، وملحق ثقافي أسبوعي يصدر بشكل مستمر. * يعد فضاء من الفضاءات الاستراتيجية في التحسيس بالقراءة وتحبيبها وتعميمها بين عموم القراء وخصوصهم باحثين وكتاب ومثقفين، ولعل الماستر المتخصص: الكتابة ومهن الكتاب قد لعب الدور الموجه لمثل هذه الدراسات. * يقوم بدور ثقافي من خلال نشر الآداب والإبداعات والأعمال الثقافية، وتبادل الخبرات والمهارات الفنية والجمالية. وقد أضحى موضوع الثقافة يشكل عنصرا مهما داخل الملحق الثقافي للجريدة، إذ يسجل حضورا يتردد بين الفينة والأخرى من خلال الكثير من السجالات التي تعبر عن حراك ثقافي. ومن ثم تعتبر الثقافة مصدرا مؤسسا «للجريدة» والإعلام بشكل عام، حيث نجد العشرات من المثقفين والأساتذة الجامعيين باختلاف اتجاهاتهم السياسية والثقافية أغنوا الإعلام المغربي بمشاركاتهم وساهموا بشكل أو بآخر في ترسيخ هذه العلاقة بين الإعلام والثقافة. ويمكن القول إن الملاحق أو الصفحات الثقافية الحاضرة من خلال الإعلام الثقافي لها حضور مميز يجسد تجربة لها خصوصية مميزة وفريدة تستحق التشجيع، وذلك لاحتضانها لكل ماهو إبداعي وفكري ونقدي. انطلاقا من هذه الاعتبارات السالفة الذكر كان اختياري لموضوع البحث، والدافع الأساس للمضي قدما، والتشبث بمشروع في غاية الأهمية والصعوبة. ولعل هذا السياق هو ماحفزني وجعلني أبحث طيلة خمس سنوات في هذا البحث. هندسة البحث: تبعا للمواصفات المنهجية والتقنية المعمول بها داخل الأبحاث البيبليوغرافية، قسمت هذه الأطروحة إلى مقدمة، ومدخل، وقسمين، وفصول، وخاتمة. في المقدمة تحدثت عن أهمية الموضوع، وقيمته، ودواعي اختياره، والصعوبات التي اعترته، والخطوات المنهجية المعتمدة فيه. وفي المدخل قدمت لنبذة موجزة حول مفهوم البيبليوغرافيا والملاحق الثقافية في المغرب. أما القسم الأول: فخصصته لبيبليوغرافيا مواد الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي «فكر وإبداع»، الذي احتوى على فهرسة مواد الملحق وهو يغطي الفترة الزمنية الممتدة من 2004م إلى حوالي منتصف 2009م، والتي قوامها سبعة ومائتي (207) عدد. ويمثل هذا القسم حجر الزاوية بالنسبة للبحث نظرا لأهميته المعرفية فكريا، وإبداعيا. وتجدر الإشارة إلى أن عدد المواد بلغ عشرين مادة، موزعة على (2578) عنوانا، وقد وزعته إلى الفصول التالية: _ الفصل الأول: سرديات (رسائل/ رواية/ شذرات/ قصة/ مسرح) _ الفصل الثاني: زجل و شعر _ الفصل الثالث: فكر ونقد (حوارات/ رسائل جامعية/ قضايا فكرية وأبحاث ودراسات/ متابعات وقراءات وندوات ومحاضرات/ ملفات/ مناقشات وسجالات/ نقد أدبي وفني) _ الفصل الرابع: دراسات عامة (إصدارات/ ترجمة / دفاتر الكتاب/ شهادات وبورتريهات وشخصيات وأعلام/ فضاءات وأمكنة/ نصوص مفتوحة). ولقد صنفت العمل وفق المنهجية التالية: * ترتيب الأسماء ترتيبا ألفبائيا، مع اعتماد الإسم العائلي ثم الإسم الشخصي للكاتب. * ترتيب إنتاج كل كاتب ترتيبا كرونولوجيا من الأحدث إلى الأقدم. * كتابة الإسم العائلي والشخصي بخط غليظ و الفصل بينهما بفاصلة. * تنظيم المعطيات على مستوى كل مادة حسب الإسم العائلي والشخصي للكاتب، وعنوان المقال ووضع سطر تحته، ورقم العدد، والصفحة، ثم التاريخ وذلك بتوثيق اليوم والشهر والسنة. * تحمل المعطيات البيبليوغرافية أرقاما حسب الترتيب التصاعدي من 1 إلى (2578). * بالنسبة للأعمال المشتركة أو المساهمين في العمل الواحد، كل يأخذ حقه في التصنيف على حدة. * تقسيم الملحق إلى عشرين مادة وتصنيفها بدورها وفق ترتيب ألفبائي داخل كل فصل على حدة. بينما القسم الثاني: فقد عرضت فيه بيوغرافيا وقراءة كمية ونقدية للملحق الثقافي «فكر وإبداع»، ويضم أربعة فصول. -الفصل الأول: قمت فيه برصد بيوغرافية حول الكتاب الذين نشروا إنتاجاتهم في الملحق الثقافي «فكر وإبداع» لجريدة الاتحاد الاشتراكي، الذي يمتد زمنيا من سنة 2004 إلى حوالي منتصف سنة 2009، وهي فترة غنية بالإنتاجات الفكرية والإبداعية والسجالات والجدالات، التي تشي بحراك ثقافي استطاعت من خلاله إنجاز تراكم كمي وكيفي مكنها من الانتشار. لكن ما أود الإشارة إليه هو أن هذا العمل يعد نواة بيوغرافية أولى من أجل الاستئناس، لاأدعي فيها الإحاطة بكل شيء، ولكن أعتبرها لبنة أولى في سبيل التعرف، لأترك المجال مفتوحا لدراسات مستقبلية تتمم هذا العمل، وتنير الجوانب التي أغفلتها، أولم أنتبه إليها بشكل من الأشكال، وقد أنجزته وفق المعايير التالية: * ترتيب الأسماء ترتيبا ألفبائيا. * ذكرتاريخ الازدياد ومكانه. * ذكر الشهادة والتخصص والمؤسسة المتخرج منها. * ذكرالمهنة ومؤسسة العمل. * بالإضافة إلى معلومات أخرى مختصرة. وتجدر الإشارة إلى أن العدد الأكبر، أو الأغلبية الساحقة من كتاب الملحق ينتمون إلى المؤسسة العتيدة «اتحاد كتاب المغرب»، وهناك عدد من الشعراء ينتمون إلى «بيت الشعر في المغرب»، وهناك فئة قليلة لا تنتمي إلى اتحاد كتاب المغرب، ولا إلى بيت الشعر في المغرب، علما أن بعضهم ينتمون إلى جمعيات وطنية أخرى. وقد توصلت في الأخير إلى بيانات واحد ومائتي (201) كاتب من أصل ستون وستمائة (660) كاتب، ونظرا لعددها الكثير لم أتمكن من الإحاطة بمجملها، لأن الوقت والمساحة المخصصة للبحث لاتسمح بذلك. -الفصل الثاني: تناولت فيه كشافا تحليليا، خاصا بالمعطيات البيبليوغرافية، لكل كاتب على حدة. -الفصل الثالث: أعددت فيه قراءة كمية، من خلال إعطاء تعريف لكل محتدى وتصنيفه على حدة، من خلال وضع جداول إحصائية تحدد التطور الكمي للمواد المدرجة داخل ملحق «فكر وإبداع» من سنة 2004 إلى سنة 2009، وضم بدوره أربعة عناصر: 1_ سرديات: تضم ثمان وعشرين رسالة، و ثلاث روايات، و ثمان شذرات، و مائة وخمسة وستون قصة، ونص مسرحي. 2_ زجل وشعر: يضم ثمان وعشرين قصيدة زجلية، وثلاثمائة وسبعين قصيدة فصيحة. 3_ فكر ونقد: اشتمل على خمسة وتسعين حوار، وأربع عشرة رسالة جامعية، وقضايا فكرية وأبحاث ودراسات وعددها ثلاثمائة وتسعة وعشرون، و متابعات وقراءات وندوات ومحاضرات وعددها خمسمائة وواحد وخمسون، و ملفات وعددها ثلاثمائة واثنان وخمسون، و مناقشات وسجالات وعددها ستة عشر، ونقد أدبي وفني وعدده ثلاث وثلاثون. 4_ دراسات عامة: احتوت إصدارات وعدده مائتان وثمانية، ترجمة وعددها ستة، ودفاترالكتاب وعددها سبعة، وشهادات وبورتريهات وشخصيات وأعلام وعددها ستة وتسعون، و فضاءات وأمكنة وعددها ستة، ونصوص مفتوحة وعددها مائتان واثنان وثلاثون. -الفصل الرابع: خصصته لقراءة نقدية، وضمنته ثلاثة عناصر. 1_ الخطاب الإبداعي: برز فيه الشعر والقصة. 2_ الخطاب النقدي والفكري: طرقا مجموعة من المواضيع والقضايا التي تشغل بال المفكرين والفلاسفة والأدباء، كما ساهما في التعريف بمجموعة من الأعمال العلمية والأدبية. 3_ دراسات عامة: اشتملت نصوصا مترجمة تظهر مدى انفتاح الملحق على ثقافات أجنبية، بالإضافة إلى نصوص مفتوحة ذات ملامح عامة عصية على التجنيس. كما عرفت بمجموعة من الإصدارات، وبعض الأمكنة والفضاءات وبعض الشخصيات والأعلام. وقد أدرجت في خاتمة البحث أهم النتائج والخلاصات المحصل عليها من خلال القسمين والفصول السالفة الذكر. وذيلت البحث بفهرس عام لكتاب الملحق الذين وصل مجموع عددهم ستمائة وستون (660) كاتبا، أدرجت فيه جميع المواد لمعاينة الحضور الكمي لكل كاتب من خلال مجموع إسهاماته داخل الملحق، ثم بيبليوغرافيا الأطروحة، ففهرس الموضوعات. وأثناء مقاربتي لهذين القسمين والفصول التي اشتمل عليها البحث تسلحت بخطوات منهجية اعتمدت فيها على الجمع والإحصاء والتوثيق والوصف والتحليل والإستنتاج. نتائج وخلاصات: من أهم النتائج التي تم التوصل إليها من خلال هذه الأطروحة هي: _ إعداد ببليوغرافيا خاصة بالملاحق الثقافية المغربية عموما، والملحق الثقافي «فكر وإبداع» لجريدة الاتحاد الاشتراكي خصوصا هو بالأهمية بمكان، نظرا لما قدمه من إنتاجات فكرية وإبداعية ونقدية. _ سجل الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي حضورا إعلاميا للمثقفين المغاربة، والأساتذة الجامعيين الذين يمثلون تجربة مهمة في الكتابة والنشر وتحليل الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي من خلال كتاباتهم، وإبداعاتهم وخطاباتهم الأكاديمية. _ يعد ملحق «فكر وإبداع» وجهة مفتوحة لاستقطاب الكتاب مما ساهم في تطوير الأدب، واتساع دائرة قرائه، ولولا الملاحق الثقافية لما استطعنا التعرف على الكثير من الكفاءات الثقافية المعاصرة، فلها يعود الفضل في تعريف القراء بالمتابعات والقراءات التي تشمل كل المتابعات الإخبارية والتعريفية بفعاليات الندوات العلمية والثقافية، وبفعاليات منظمات المجتمع المدني، خاصة المؤتمرات والملتقيات ولقاءات دولية ووطنية وجهوية، وقراءات عبارة عن نقود لإصدارات إبداعية تارة، وفكرية تارة أخرى. _ حضور سجالات ومناقشات تحمل عنوان مناقشات وهي قضايا تكون قابلة للأخذ والرد، وتتعدد فيها الاجتهادات والرؤى، حيث أن كل مساجل يحاول إفحام غريمه بمجموعة من الحجج. _ ضمت بيبليوغرافيا الملحق شعراء عرفوا بغزارة الإنتاج، أثثت أسماؤهم فضاء الملحق، وهي في أغلبها أسماء مغربية لامعة نشرت بعض قصائدها في المجلات المغربية، وصدرت لها دواوين. _ وباختصار فإن المتن المجموع هنا عبارة عن معرض شعري متنوع المدارس والاتجاهات والأجيال وهو بحق دليل مفيد للطلبة والباحثين الذين يرغبون في دراسة الشعر العربي المعاصر، وبخاصة الشعر المغربي الذي يمثل الجزء الأكبر من هذه البيبليوغرافيا. _ نلاحظ أن ببليوغرافيا الملحق الثقافي «فكر وإبداع» لا يمكن الاستهانة بقيمتها العلمية نظرا للخدمات الجليلة التي يمكن أن تقدمها للبحث العلمي والأكاديمي، وكما هو معلوم فالأدب المغربي تزداد الحاجة إليه يوما بعد يوم، ونظرا للتراكم الكمي والكيفي الذي حققته على مستوى جميع الأشكال الأدبية: السردية، والنقدية، والفكرية مكنها من الانتشار والتداول. _ لذا صار الأدب المعاصر في المغرب يستحق الكثير من النقاش والتحليل والمراجعة، إلا أن هذه الأطروحة حاولت أن أقدم فيها قراءة كيفية، وهي عبارة عن قراءات وتحليلات أولية للمواد المنشورة في المتن الذي وضعت له البيبليوغرافيا. _ وأنا لا أزعم الإحاطة التأملية والعميقة لهذا المحتوى، وإنما فقط أريد أن ألفت نظر المتتبع والمهتم بالشأن الثقافي ببلادنا إلى بعض القضايا والأسئلة والإشكاليات التي طرحتها تجربة الملحق الثقافي «فكر وإبداع» لجريدة الاتحاد الاشتراكي، كمكون من مكوناته الثقافية المعاصرة. _ وفي الواقع إن هذه القراءة النقدية هي إطلالة على نسيج ومكونات ومعمار الثقافة المغربية بعد الاستقلال، من وجهة نظر خاصة يعكسها الاتحاد الاشتراكي. ولقد توصلت من خلال هذه الرحلة بين محتويات البحث وكذا المحاولات التقديمية التي لن أدعي فيها الكمال والدقة والشمول، أن من طبيعة أي مجهود فردي أن تعتريه بعض الهنات والنقص والهفوات نظرا لعدم توفر الخبرة والتجربة الكافيتين، والفطنة وبعد النظر اللازمتين، التي غالبا ما يتسم بها المتمرسون الكبار في مجال البحث العلمي والأكاديمي. وبالتالي فهذا البحث المتواضع في أمس الحاجة إلى باحثين قادمين يراجعون وينقحون ويصححون، ويتعمقون فيه أكثر، وآمل أن أكون قد وفقت إلى حد ما في تحقيق بعض الأهداف المرجوة من هذا البحث، وأن يكون عونا ومرجعا وفاتحة خير لبحوث أخرى من أجل توسيع وتطوير دائرة البحث البيبليوغرافي التي تبقى في حاجة لمن يكملها، وأملي في ذلك كبير، والله من وراء القصد وبه أستعين. وأخيرا أجدد شكري وامتناني للأستاذين الجليلين الدكتور محمد أوراغ والدكتور أحمد شراك اللذين أشرفا على هذه الأطروحة، راجية من الله العلي القدير أن يجدا بعضا من غرسهما الطيب، كما أجدد شكري وامتناني لأساتذتي الأجلاء أعضاء اللجنة العلمية الموقرة على تفضلهم بقراءة البحث ومناقشته، مؤكدة لهم اعتزازي بتوجيهاتهم النيرة، وتصويباتهم السديدة التي سأستفيد منها حتما في تجاوز الهنات والنقص والقصور الذي اعترى هذه الأطروحة.