كلف جلالة الملك، في خطاب العرش الذي ألقاه أول أمس، كلا من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بتعاون مع بنك المغرب، ومع المؤسسات الوطنية المعنية، وبتنسيق مع المؤسسات الدولية المختصة، بإنجاز دراسة موسعة حول الثروة الإجمالية للمغرب «للوقوف على حقيقة الوضع و لقياس القيمة الإجمالية للمغرب، ما بين 1999 و2013 . وقد أكد مصدر خاص ل «الاتحاد الاشتراكي» أن الدراسة التي دعا جلالة الملك الى إنجازها ستقدم على شكل تقرير مفصل ستشتغل عليه مجموعة من المؤسسات بما فيها القطاع الخاص وسيكون من أولوياتها تحديد مكامن الثروة وإبراز قيمة الرأسمال غير المادي للمغرب، و اعتمادها كمعيار أساسي خلال وضع السياسات العمومية. وأضاف مصدرنا أن الدراسة ستنكب على تقييم الثروة الاجمالية للمغرب بما فيها مجموع الرصيد الذي لا يدخل في حسابات الناتج الداخلي الخام ولا في المحاسبات الوطنية وضمنه الرصيد التاريخي والديني والثقافي وجودة الحياة و وجودة المؤسسات و الحكامة و الرأسمال البشري والابداع الثقافي والفني والبحث والتطوير الابتكار واقتصاد المعرفة . كما ستشمل الدراسة أسباب سوء توزيع الثروات وعدم وصولها الى جميع المواطنين . وقد أكدت الدراسة الأخيرة للبنك الدولي حول الثروة غير المادية أن المغرب يحتل صفوفا متقدمة بارتفاع رصيده غير المادي، حيث يساهم الرأسمال غير المادي ب78 في المائة في خلق الثروة وهو مستوى متقدم بالنظر الى كون متوسط الدول المتقدمة في هذا المجال يتراوح بين 60 و80 في المائة ، وعلى سبيل المقارنة كان رصيد الجزائر في دراسة البنك الدولي ناقص 18 في المائة. وقد أكد جلالة الملك على «إننا نتطلع لأن تقدم هذه الدراسة تشخيصا موضوعيا للأوضاع، وتوصيات عملية للنهوض بها». وحتى لا يبقى التقرير الختامي لهذه الدراسة حبرا على ورق، أو مادة للاستهلاك الإعلامي فقط، يضيف جلالة الملك، « قررنا أن يتم نشره على أوسع نطاق، داعين الحكومة والبرلمان، وكل المؤسسات المعنية، والقوى الحية للأمة للانكباب على دراسة التوصيات البناء التي يتضمنها، والعمل على تفعيلها». كما ذكر جلالة الملك بأنه سبق للبنك الدولي أن أنجز في 2005 و2010 دراستين لقياس الثروة الشاملة لحوالي 120 دولة، من بينها المغرب، وقد تم تصنيف بلادنا في المراتب الأولى على الصعيد الإفريقي، وبفارق كبير عن بعض دول المنطقة .« غير أنني، يضيف جلالة الملك، بعد الاطلاع على الأرقام والإحصائيات، التي تتضمنها هاتان الدراستان، والتي تبرز تطور ثروة المغرب، أتساءل باستغراب مع المغاربة : أين هي هذه الثروة ؟ وهل استفاد منها جميع المغاربة، أم أنها همت بعض الفئات فقط ».