وقع صاحب رائعة « وجع التراب»، أغنية «جنيريك» المسلسل التلفزيوني المتميز للفنان و المخرج المقتدر شفيق السحيمي، ليلة السبت الماضي، 17 يونيو، بمقر مجلس جهة الدارالبيضاءسطات بالعاصمة الاقتصادية، على أمسية فنية موسيقية رائعة ومتميزة، كشفت للحضور الذي غاصت به القاعة الكبرى، البديعة و الفسيحة للمقر، عن ثقافة موسيقية موسوعية عميقة يمتلكها هذا الفنان المتمكن، الذي لا ينظر إلى من حوله ببصره..، ولكن بقلبه، بفنه وموسيقاه، التي تقشعر لها الأبدان وتهتز لها القلوب…. موسيقى وميلوديات مخر بها عباب بحار الألحان وحول هدير أمواجها إلى نوتات موسيقية تنفذ إلى أعماق الأعماق.. موسيقى كلها كلمات وعبر .. تشع نبضا وحيوية تخاطب الشعور والوجدان والإحساس.. هذا الإحساس، إذا كان مستشعرا،بجلاء، في جانبه الذاتي، فإنه، كذلك، حاضرا بشقه الوطني في هاته الليلة التي كانت من تنظيم جمعية فضاء الإبداع بشراكة مع مجلس جهة الدارالبيضاءسطات، الذي حضرها رئيسه مصطفى الباكوري وبعض نواب مجلسه، عبد الحميد اجماهيري، أبو الغالي، والمستشار بنبي.. ، حيث أبى الفنان النكادي رفقة مجموعته الموسيقية الموهوبة، إلا أن يمتع جمهور الليلة ب» كشكول» غنائي خفيف، نهل من كل ألوان الإبداع الموسيقي التراثي الوطني، بلمسة « نكادية» شخصية على مستوى التوزيع والأداء.. في إشارة دالة ورمزية إلى أنه إذا كانت الأرض واللغة والدين والدم الذي يسري في العروق و التاريخ والعادات والأعراف.. تجمعنا، فإن الموسيقى، كذلك، توحدنا… هكذا قدم النكادي ومجموعته الموسيقية المتميزة على مدار حوالي ساعتين من الإبداع خمس عشرة قطعة موسيقية، كانت عبارة عن جولة ممتعة في عالم الميلوديا المحلية، و العالمية، حط من خلالها، عبر مسار في طريق «وحدة وطنية موسيقية»، في منطقة الريف مع موسيقى جبالة، والصحراء المغربية مع الموسيقى الحسانية ، وجبال الأطلس مع رائعة « إيناس إيناس» للفنان الكبير الراحل محمد رويشة ومع موسيقى عبيدات الرمى وكناوة وغيرها … كل ذلك كان في توليفة متناغمة زادها جمالا، غنى وتنوعا..ما أضافه لها النكادي من خصوصياته، ومن بنات أفكاره وإحساسه وقريحته، كوصلته الموسيقية « سقوط الأقنعة»، التي اعتبرها ثمرة «إحساس غريب» يتجسد في «خيبة أمل، في أن كل ما حلمنا به في الماضي لا نعيشه حاليا»، وأيضا وصلة « طنجة «، المدينة الجملية ذات البحرين، لكنها « مدينة المهاجرين المشردين الضائعين المشردين..» يقول النكادي.. بني ملال، التي لها في نفس فناننا شجون..، كانت لها وصلتها الموسيقية في هاته الأمسية المتميزة، حيث أبدع فيها أيما إبداع، موسيقى وغناء، مثلما أبدع وأطرب من زجل الشاعر والزجال المغربي المعروف أحمد لمسيح والثنائي المصري الملتزم أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، الذي غنى له «مر الكلام زي الحسام.. يقطع مكان ما يمر، أما المديح سهل ومريح، يخدع.. لكن بيضر، و الكلمة دين من غير ايدين..، بس الوفا عالحر..»، التي تفاعل معها جمهور القاعة تصفيقا وترديدا ، كما غنى ل»ماما أفريكا» وعزف السالسا و الجاز.. رغبة في إرضاء جميع الأذواق، بما فيها أذواق بعض الجسم الصحافي، حيث أبى النكادي إلا أن يهدي له معزوفة موسيقية هادئة رائعة في شخص الزميل عزيز مجدوب.. هاته الأمسية الرمضانية كانت فرصة كشف من خلالها عبد الفتاح النكادي عن بعض من جديده الموسيقي الذي احتواه ألبوم يتواجد حاليا في الأسواق تحت عنوان « نبض الروح» الذي كانت شعار هاته الأمسية الرمضانية الرائعة، التي تعرف من خلالها الحضور على صوت مغربي شاب واعد ، حرص نجم « الحفلة» الذي ينظر بقلبه ويسمع بأحاسيسه ومشاعره,..، أن يقدمه في هاته الليلة الراقية، وهي الفنانة نجوى فارق، التي أبانت وإن في لحظات جد محدودة، عن أنها صوت مغربي قادم بقوه في عالم الغناء و الطرب.. يتميز بقوة أدائه ودفء إحساسه وسمو عواطفه.