كثيرة هي الحوادث التي تقع خلال فترة الصيف، والتي يكون بعضها نتيجة لممارسات شخصية تؤدي إلى مضاعفات ونتائج سلبية، كالتعرض للشمس لفترات طويلة، أو بسبب عدم أخذ الاحتياطات الكاملة أثناء السباحة في البحر مما قد يعرض اندفاع الشخص ولامبالاته إلى الغرق، في حين أن البعض الآخر يكون نتيجة لمسلكيات الغير كتناول أطعمة ملوثة بالمطاعم، سيما وان عددا كبيرا من المواطنين وخلال العطلة تكون وجباتهم اليومية الثلاث كلها في الخارج بالمطاعم وعند أصحاب الأكلات الخفيفة، التي قد تكون مفتقدة لشروط النظافة الصحية مما قد يؤدي تناولها إلى تسممات متعددة قد تكون وبالا على المتضرر منها. حوادث العطلة الصيفية المتعددة سنحاول خلال ملف اليوم التطرق لبعض جوانبها وسبل التعامل معها وتفاصيل الإسعافات الاولية عند التعرض لحالة من هذه الحالات، وذلك تعميما للفائدة. بالنسبة للتسمم الغذائي فهو حالة تسمم مرضي تصيب شخصا واحدا أو مجموعة من الأشخاص بعد تناولهم نفس الأكل أو الماء الملوث، ويؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض نتيجة لذلك. وهناك أكثر من 250 نوعا من الميكروبات المختلفة التي يمكن أن تلوث الطعام أو الماء، وتشمل هذه الميكروبات البكتيريا والفيروسات والفطريات ... ويحدث التسمم الغذائي إذا توفر واحد أو أكثر من العوامل التالية: وجود ناقل للميكروب في الطعام، أو وجود حيوانات أو حشرات محيطه بالأكل، تلوث أسطح وسائل تجهيزات تحضير الطعام المستخدمة، تلوث أيدي أو ملابس العاملين في إعداد الطعام أو تلوث أدوات المطبخ المستخدمة، إبقاء الطعام عاريا لفترة من الزمن. أبرز أنواع التسمم الغذائي أولا التسمم الغذائي الميكروبي: وتسببه كائنات دقيقة عديدة منها: البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، الطفيليات، عن طريق السموم التي تفرزها الجراثيم في الأغذية، أو داخل الجهاز الهضمي للإنسان، أو نتيجة لتكاثر هذه الجراثيم في الأطعمة. وتتجسد أعراضه في القيء، الإسهال، الغثيان، الألم الحاد، وارتفاع درجة الحرارة، وتظهر هذه الأعراض ما بين ساعتين و 48 ساعة. ثانيا التسمم الغذائي الكيميائي: ويحدث بواسطة المبيدات الحشرية، التي ترش بها الفواكه أو الخضروات، أو عن طريق تلوث الطعام نتيجة رش المبيدات داخل المنزل، أو عن طريق المنظفات المنزلية. كما يحدث بواسطة بعض المعادن، كالزئبق والرصاص، بتفاعل المواد الغذائية مع الأواني المحفوظة بها، من معلبات وأواني الطبخ ...، إذ أن بعض أواني الطبخ النحاسية غير الجيدة الصنع تؤدي إلى بعض أنواع التسمم الغذائي. وتتمثل أعراضه في الحكة، ضيق حدقة العين، سرعة التنفس، سرعة دقات القلب، عرق، اضطراب في الرؤية، صداع، حدوث تشنجات في بعض الحالات. وتظهر هذه الأعراض خلال دقائق بعد تناول الطعام الملوث. الميكروبات المسببة للتسمم الغذائي المكورات العنقودية: وهي عبارة عن بكتيريا كروية الشكل تتكاثر على شكل تجمعات عنقود العنب، أو على شكل سلاسل صغيرة. وهي غير متحركة وتتحمل تركيزات عالية من الملح، وينشط نموها في وجود الهواء، ويقل عند عدم وجود الهواء. ويقوم الإنسان بحملها بواسطة الجلد من خلال الجروح، على سبيل المثال، أو بواسطة الجهاز التنفسي، كالزفير والسعال والعطس. سالمونيلا التسمم الغذائي: وهي عبارة عن بكتيريا عضوية هوائية، ولا هوائية، لونها أبيض رمادي متحركة، وتعيش في درجة حرارة تراوح ما بين 14و15 درجة مئوية، وتوجد في جسم الإنسان والحيوانات والطيور، كالدواجن ومنتجاتها. كما توجد في المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي. ومن أبرز مسببات نقل العدوى نجد الحشرات ومنها الذباب والصراصير، كما أن من بين العوامل المساعدة على وقوع التسمم الغذائي نجد عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، التسخين الخاطئ أو التبريد غير الكافي، عدم طهو الطعام جيدا، تناول الخضروات أو الفواكه من دون غسلها ... طرق الوقاية من التسمم الغذائي النظافة الشخصية للعاملين بإعداد الطعام عن طريق: تنظيف اليدين جيدا وتقليم الأظافر، ارتداء القفازات أثناء إعداد الطعام، غسل اليدين جيدا عند إعداد أكل غير مطبوخ كالسلطات، الاهتمام بنظافة الملابس، تجنب العمل حين الإصابة بالأمراض أو الجروح. نظافة موقع إعداد الطعام، وذلك بإغلاق جميع الفتحات التي يمكن أن تتواجد فيها القوارض أو الحشرات، تنظيف أرضية وجدران وسقف المطبخ، استعمال التهوية اللازمة للمطبخ، الحرص على صناديق القمامة، تنظيف معدات المطبخ... الإسعافات الأولية لمرضى التسمم الغذائي عند الإصابة بأعراض التسمم الغذائي، يجب التأكد من الأعراض أولا ، فإذا كانت تشمل القيء، والغثيان، وألم البطن، والإسهال، وانتفاخ البطن، وارتفاع درجة الحرارة، يجب على المصاب اتباع الآتي: تناول الكثير من السوائل، وأهمها الماء، لتعويض السوائل والأملاح المفقودة بسبب القيء والإسهال، التي قد تؤدي إلى الإصابة بالاجتفاف. في حال ارتفاع درجة الحرارة يمكن تناول دواء مخفض بسيط للحرارة. عدم تناول أي من مضادات الإسهال، ومحاولة تجنبها قدر الإمكان، وبالأخص في حال وجود دم يصاحب عملية الإخراج وارتفاع درجة الحرارة. ويجب عيادة الطبيب في الحالات التالية: في حال استمرار الأعراض لأكثر من ثمان وأربعين ساعة. عند الشعور بالغثيان أو الدوار عند الوقوف. الإسهال الشديد، مع خروج دم مرفوق بارتفاع درجة الحرارة. عند إصابة أكثر من شخص بالأعراض نفسها بعد تناول الوجبة ذاتها. إلى جانب حوادث التسممات الغذائية، فإن أكثر الحوادث انتشارا في فصل الصيف هي الغرق، الذي يحدث عادة عندما يمنع الماء أي الهواء من الدخول إلى صدر الإنسان عن طريق الفم والأنف مما يعوق التنفس والدورة الدموية. ما هي الإسعافات الأولية للغريق؟ 1 - افتح مجرى الهواء إذا كان المصاب فاقدا للوعي: تخلص من الأجسام الغريبة في الفم و البلعوم وأزل الملابس الضاغطة. ارجع الرأس للخلف و اسحب الذقن للأمام. 2 - افحص التنفس «لاحظ، اسمع، تحسس»، فإذا كان المصاب يتنفس ضعه في وضعية الاستشفاء. 3 - إذا لم يكن يتنفس ابدأ عملية التنفس الصناعي ( من الفم إلى الفم): - أغلق أنف المصاب، خذ شهيقا عميقا، ضع فمك على فم المصاب بحيث يدور حوله ويغلقه تماما. ثم أعطي دفعتين من الهواء. - افحص نبض المصاب. - إذا كان قلب المصاب ينبض استمر بإعطاء التنفس بمعدل كل 4 ثواني دفعة من الهواء. - عندما يعود التنفس إلى حالته الطبيعية ضع المصاب في وضعية الاستشفاء. 4 - إذا لم يكن هناك نبض، ابدأ بعملية الضغط الخارجي على الصدر: يوضع المريض مستلقيا على ظهره على سطح صلب، ويكون مكان الضغط في الموقع الصحيح عند التقاء الضلوع من الجانبين مع عظم القص عند منتصفه السفلي وليس على الأضلاع، كما يكون الضغط عموديا للأسفل. اضغط 30 مرة متتالية ثم أعط المصاب دفعتين من الهواء ثم اضغط 30 مرة واستمر هكذا...، بعد 5 دورات افحص النبض و التنفس، استمر بعملية التنفس والضغط الخارجي على الصدر حتى يعود النبض و التنفس للمصاب، ضع المصاب في وضعية الاستشفاء، إذا كان هناك مُسعفان (شخصان اثنان) يعطي أحدهما دفعة من التنفس والآخر يضغط خمس عشرة ضغطة. 5 - يوضع المصاب في وضعية الاستشفاء بحيث يكون على جنبه وفمه باتجاه الأسفل حتى لا يسمح للقيء بالتراكم في فمه و مسالكه التنفسية، ويسحب لسانه للأمام حتى لا يغلق الحلق. كما أنه يمنع إعطاء المصاب ( فاقد الوعي) أي شيء عن طريق الفم. (*) ممرض متخصص في الإنعاش والتخدير