بداية لا يسعني إلا أن أتقدم بأحر التهاني لكافة الاتحاديات والاتحاديين، بمناسبة نجاح المؤتمر الوطني العاشر للحزب، الذي أعتبره من منظوري كشابة اتحادية، بأنه مؤتمر للإنصاف، بحيث أنصف العديد من أبناء المدرسة الاتحادية الذين هم اليوم في برلمان الحزب (المجلس الوطني)، والمصالحة مع الذات الاتحادية، سواء في اعتماد مرجعية الحزب التي لا فرق فيها بين هذا أو ذاك ولا أيقونة ومغمورة، سوى بالوجود الفعلي والقرب من المناضلين والمناضلات، ومصالحة كذلك مع فلسفة الاتحاد، خاصة فيما يتعلق بقبول الاختلاف والاحتكام للديمقراطية في اتخاد القرار. نعم لقد شكل مناسبة ليرى المغاربة جميعا، قبول الاتحاديين للاختلاف، والإيمان بالرأي والرأي الآخر. ولقد رأينا جميعا كيف التف المؤتمرون داخل اللجان والجلسات العامة للمؤتمر كل برأيه، وكيف تداولوا مصير الحزب وتصوراته للمرحلة المقبلة داخل ورشات النقاش. كما شكل بالنسبة لنا فرصة للتعبير عن التفافنا حول شخص الكاتب الأول، أخينا ادريس لشكر الذي ينتمي للمدرسة الاتحادية الأصيلة، تربى في صفوف الشبيبة الاتحادية، والقطاع الطلابي الاتحادي شاهد على إسهامه الفعال في النضال الاتحادي داخل الجامعة، وتدرج في المسؤولية الحزبية وعاصر القيادة التاريخية. والإجماع حوله هو مزاوجة في نفس الوقت، بين الشرعية التاريخية والشرعية الديمقراطية. كما سمح المؤتمر بتشبيب الهيئة التقريرية، سواء من حيث وجود قيادة الشبيبة الاتحادية أو من خلال النظر إلى أعمار الأخوات والإخوة المنتخبين من الجهات. ولا يفوتني أن أشير إلى أن المؤتمر أنصف كذلك جهة الداخلة وادي الذهب، أولا برفع تمثيليتها داخل المجلس الوطني، وثانيا باعتماد نمط الترشيح والانتخاب الجهوي، مما سمح بانتخاب 4 مناضلين يمثلون الأجيال الاتحادية، الأخ الغيلاني نفال من قدماء المدرسة الاتحادية وعمر الصويني خريج مدرسة الشبيبة الاتحادية والحاج محمد بوسيف من الأطر الاتحادية الشابة، وطبعا أخونا سليمان الدرهم الغني عن التعريف. وأخيرا أعبر عن أسفي، عن الآراء السلبية التي يتداولها العدميون، ومن استطاع الحزب التخلص منهم من اللاهثين وراء المقاعد والمصالح، وهم اليوم يحاولن بائسين تصوير خروجهم خاسرين، بأنه استقالات مبنية على الاحتجاج، ولا يسعني إلا أن أقول لهم بأن الاتحادي هو إما داخل الاتحاد أو ليس اتحاديا، فحزبنا هو حزب الاختلاف والاتحاد وتغليب المصلحة العليا للوطن. وعاش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قويا متجذرا. ونحن عازمون على استعادة المبادرة في واجهة الفعل السياسي في بلادنا.