وزارة الصحة تواصل تنفيذ التزاماتها بخصوص تثمين الموارد البشرية    "يونيسف": الكوارث المناخية تعطّل تعلم 250 مليون طفل في العالم    فيديو: ترامب يرفع السرية عن ملفي عمليتي اغتيال جون كينيدي ومارتن لوثر كينغ    النصب يُوقف رجلا وابنه بالقصر الكبير    الشركة الوطنية للطرق السيارة تقدم توصيات هامة لتجنب الازدحام خلال العطلة المدرسية    بوزيدان: اختلالات وتجاوزات المجلس الجماعي لطنجة تهدد مستقبل المدينة وساكنتها    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    بعد "الاحتقان" و"التصعيد".. تفاصيل اجتماع عامل الفقيه بنصالح بموظفي جماعة ولاد عياد    تعيين الفرنسي رودي غارسيا مدربا جديدا لمنتخب بلجيكا    الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى: مشروع قانون الإضراب غير عادل    الجزائر نحو عزلة داخلية بعدما عزلها العالم    الاستماع إلى ضابط شرطة متهم بالتورط في الضغط على زوجة بعيوي السابقة    بورصة البيضاء تفتتح التداول بارتفاع    الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة…انتشار حاد لفيروس الحصبة وفقدان أرواح الأطفال    تنفيذا لتعهدات ترامب .. أمريكا ترحل مئات المهاجرين    عجز السيولة البنكية يتراجع ب 8,26 في المائة    مواجهة الفتح والرجاء بملعب البشير بدون جمهور    نادي أحد كورت لكرة السلة يحتج على قرار توزيع الفرق في البطولة الجهوية    السكوري: مناقشة مشروع قانون الإضراب تتم في جو عال من المسؤولية    المكسيك تنشئ مراكز إيواء حدودية تحسبا لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة    النفط يهبط على خلفية مساعي ترامب لزيادة الإمدادات    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    روسيا تتهم رئيسة اليونيسيف بالاهتمام بأطفال أوكرانيا أكثر من غزة    كيوسك الجمعة | أكثر من 10 ملايين ونصف طفل معنيون بالتلقيح ضد "بوحمرون"    لقجع ينفي ما روجه الإعلام الإسباني بخصوص سعي "فيفا" تقليص ملاعب المغرب خلال مونديال 2030    العصبة الوطنية لكرة القدم النسوية تعقد اجتماع مكتبها المديري    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة بالمغرب    مايك وان" يُطلق أغنية "ولاء"بإيقاع حساني    الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية    سيفعل كل شيء.. سان جيرمان يريد نجم ليفربول بشدة    رقم قياسي .. أول ناد في العالم تتخطى عائداته المالية مليار أورو في موسم واحد    ما هو سر استمتاع الموظفين بالعمل والحياة معا في الدنمارك؟    ترامب يسعى لفرض "ضغوط قصوى" على إيران، فكيف ستبدو مع وجود الصين والمشهد الجيوسياسي المتغير؟    تفاصيل تحرك مغربي لدى سلطات بوركينافاسو والنيجر للبحث عن سائقين "مختطفين"    اتفاق مغربي موريتاني يفتح آفاق التعاون في قطاع الطاقة    الأزمي: تصريحات وهبي حول مدونة الأسرة تفتقر للوقار    تألق نهضة بركان يقلق الجزائر    جوائز "الراتزي": "أوسكار" أسوأ الأفلام        تضارب في الأرقام حول التسوية الطوعية الضريبية    الحكومة تحمل "المعلومات المضللة" مسؤولية انتشار "بوحمرون"    نكسة جديدة للجزائر ودميتها البوليساريو .. مجلس الشيوخ الشيلي ينتصر لمغربية الصحراء    رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا يطلع على الزخم التنموي بجهة العيون    خط بحري كهربائي بالكامل بين طريفة وطنجة    افتتاح السنة القضائية بمحكمة الاستئناف ببني ملال    مفكرون يدرسون متن الجراري .. طلائعيٌّ وسّع مفهوم الأدب المغربي    هناء الإدريسي تطرح "مكملة بالنية" من ألحان رضوان الديري -فيديو-    الدوحة..انطلاق النسخة الرابعة لمهرجان (كتارا) لآلة العود بمشاركة مغربية    مدارس طنجة تتعافى من بوحمرون وسط دعوات بالإقبال على التلقيح    تعرف على فيروس داء الحصبة "بوحمرون" الذي ينتشر في المغرب    أخطار صحية بالجملة تتربص بالمشتغلين في الفترة الليلية    إوجين يُونيسكُو ومسرح اللاّمَعقُول هل كان كاتباً عبثيّاً حقّاً ؟    الأشعري يدعو إلى "المصالحة اللغوية" عند التنصيب عضواً بالأكاديمية    حادثة مروعة بمسنانة: مصرع شاب وإيقاف سائق سيارة حاول الفرار    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترامب يدفع الرياض إلى لعب دور عسكري أكبر في مواجهة إيران

بإعلانه عن عقود تسلح تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار مع السعودية، يدفع الرئيس الامريكي دونالد ترامب الرياض إلى لعب دور عسكري أكبر في المنطقة وخصوصا في مواجهة ايران.
وتنوي الولايات المتحدة بيع السعودية المنظومة المتطورة المضادة للصواريخ «ثاد» التي تريد واشنطن نشرها في كوريا الجنوبية في مواجهة صواريخ بيونغ يانغ.
وستؤمن هذه المنظومة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات ولم يتم انتاج سوى عدد محدود منها، للسعودية حماية من الصواريخ البالستية الايرانية.
وفي الأمد القصير جدا، ستستأنف الادارة الامريكية تسليم المملكة قنابل دقيقة التوجيه، وهو الامر الذي تم تعليقه خلال عهد ادارة الرئيس السابق باراك اوباما.
وعبرت واشنطن عن دعمها للحملة العسكرية التي تنفذها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، على الرغم من الانتقادات الدولية لمقتل مدنيين في عمليات القصف السعودية.
ويقول جون كابيلو، الخبير في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»، المركز الفكري الأقرب إلى المحافظين في واشنطن، لوكالة فرانس برس «هناك إشارة واضحة» من إدارة ترامب إلى انه «سيكون هناك مستوى مختلف من التعاون» مع الإدارة السعودية.
ويضيف أن إدارة ترامب، كما في اوروبا وآسيا، تريد أن يكون لديها حلفاء يلعبون دورا أكبر في ضمان أمنهم بدون الاعتماد على الجيش الامريكي، موضحا ان هذا هو المنطق المطبق مع السعودية.
ويتابع «بتعزيز القدرات العسكرية السعودية»، تريد الولايات المتحدة «على الأرجح أن ترى السعوديين يتولون الجزء الأكبر من العبء» في مواجهة المخاطر الإقليمية وخصوصا تهديد إيران.
ويقول مدير الامن الاقليمي ونقل الاسلحة في وزارة الخارجية الامريكية مايك ميلر ان «حزمة معدات الدفاع والخدمات تدعم أمن السعودية ومنطقة الخليج في مواجهة ايران على الامد الطويل، كما تعزز قدرات المملكة في المساهمة في عمليات مكافحة الارهاب في المنطقة».
وقالت ادارة ترامب ان صفقة الاسلحة هي الأكبر في التاريخ وتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، لكن قسما كبيرا من هذه المبيعات تجري مناقشته منذ سنوات.
ويبدو المراقبون في حيرة امام معنى هذه الصفقة التي أدرجت في إطار سلسلة من الاستثمارات قالت وزارة الخارجية الامريكية انها يمكن ان تصل إلى 380 مليار دولار.
ويقول المساعد السابق لوزير الدفاع الامريكي للشؤون الامنية ديريك شوليت، أحد كبار مستشاري مركز «جرمان مارشال فاند» ان «كلا من الجانبين لديه دوافع لاظهار الامر كقطيعة مع الماضي وبداية عهد جديد».
وهو يرى في هذه العملية استمرارا طبيعيا لما بدأ في عهد أوباما الذي وافق على بيع السعودية اسلحة تبلغ قيمتها اكثر من مئة مليار دولار.
ويقول شوليت لوكالة فرانس برس «أتساءل لو كانت هيلاري كلينتون الرئيسية، ماذا سيكون مختلفا في هذه الرحلة السعودية؟ في مبيعات الاسلحة، لا أعتقد الكثير».
ومعظم الصفقات كانت معدة منذ اشهر او سنوات، لكن جاريد كوشنر صهر ترامب عمل على ضمان إنجاز الصفقات قبل زيارة الرئيس إلى المملكة.
العودة إلى الوضع الطبيعي
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان كوشنر اتصل برئيسة مجلس ادارة مجموعة «لوكهيد مارتن» ميريلين هيوسن ليطلب منها خفض سعر منظومة «ثاد».
و»لوكهيد مارتن» واحدة من أكبر الفائزين في الصفقات التي تشمل بيع سفن حربية متعددة المهام مع قطعها، بقيمة اكثر من 11 مليون دولار.
ويرى الامريكيون ان الامر يتعلق بتعزيز قدرات الردع في مواجهة البحرية الايرانية التي تعد تهديدا لحرية الملاحة في المضيقين الاستراتيجيين هرمز في الخليج وباب المندب في البحر الاحمر.
ويقول توني كورديسمان الخبير في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» للابحاث في واشنطن انها «مشكلة اساسية» للادارة الامريكية.
ويضيف ان «خطة تحديث القوات البحرية ستجعل السعودية شريكا أهم بكثير في التعامل مع التهديد غير المتكافئ الذي تشكله ايران في المنطقة».
ويعتبر جون كابيلو ان واشنطن تنشر اسلحتها في كل دول الخليج على امل ان تقوم هذه البلدان بزيادة قدراتها العملانية المشتركة لتتمكن من تشكيل بنية دفاعية جماعية ضد ايران.
ويضيف ان إعلان الرياض هو «خطوة» للتقدم باتجاه هذا التحالف الاقليمي الذي تتمنى واشنطن تشكيله، مذكرا بان «مسؤولين في الإدارة الأمريكية تحدثوا قبل أسابيع عن +حلف أطلسي عربي+».
لكن الخبراء يقللون من اهمية القرارات التي اعلنت في الرياض، مشيرين إلى ان مضمون الاتفاق والبرنامج الزمني لتطبيقه ما زالا غامضين إلى حد كبير.
ويرى توني كورديسمان ان الاتفاق يشكل عودة إلى الوضع الطبيعي بعد التوتر في عهد الرئيس السابق اوباما. ويضيف ان التوتر الذي نجم عن الاتفاق النووي الايراني «تمت تسويته على مستوى الحكومتين».
ويتابع «هناك الآن ثقة سعودية بان الولايات المتحدة ستكون شريكا استراتيجيا دائما» في مواجهة التهديد الذي يشكله في نظرها الايرانيون.
لكن بقي نوع واحد من السلاح مستبعدا من المحادثات السعودية الامريكية، وهي طائرات «اف-35» الخفية التي يحلم السعوديون ودول الخليج الاخرى بامتلاكها.
وتعترض اسرائيل التي تشارك في برنامج «اف-35» وتسلمت اولى هذه الطائرات منذ فترة وجيزة، على حصول الدول العربية على هذه «الجوهرة» التقنية.
ويرى لورن تومسون من مركز «ليكسنغتن اينستيتيوت» القريب من صناعة الدفاع الامريكية «هناك وسائل لبيع اف-35» إلى دول الخليج «تقلص من الخطر المحتمل على اسرائيل». ويضيف «لكن لا اعتقد ان إدارة ترامب مستعدة للقيام بهذا الخيار».
ايران ترد بعد زيارة ترامب إلى السعودية بالدفاع عن برنامجها الصاروخي (زاوية)
ردت إيران على الحملة التي استهدفتها مع زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى السعودية ثم اسرائيل، بلهجة ساخرة، واصفة القمة العربية الاسلامية الامريكية ب»الاستعراض» الذي اعتادت عليه الرياض، ومتهمة ترامب بالسعي وراء أموال السعودية، وقالت انها ستواصل برنامجها الصاروخي.
في المقابل، أشادت وسائل الإعلام الخليجية بما اعتبرته «تجديد الحلف» مع الولايات المتحدة في مواجهة التطرف وإيران.
واختار ترامب السعودية، الخصم الاقليمي الرئيسي لإيران، وجهة له في أولى جولاته الخارجية منذ توليه منصبه في يناير. ووقع في المملكة عقودا ضخمة يبلغ مجموعها 380 مليار دولار ضمنها 110 مليارات مخصصة للتسلح في منطقة تعاني من نزاعات كثيرة، خصوصا في سوريا واليمن والعراق، حيث تخوض طهران والرياض حروبا بالوكالة.
وأدلى ترامب في السعودية بتصريحات متشددة ضد طهران تزامنا مع قيام 41 مليون إيراني بإعادة انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني المؤيد لانفتاح بلاده على العالم، لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
خطورة البرنامج الايراني
وقال روحاني في أول مؤتمر صحافي بعد إعادة انتخابه الجمعة في طهران ان «الاجتماع في السعودية كان استعراضا بدون أي قيمة سياسية، لقد سبق ان نظمت السعودية مثل هذه العروض في السابق».
ورفض الاتهامات التي وجهها ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز إلى إيران خلال قمة الرياض بدعم الإرهاب.
وكان الرئيس الامريكي قال أمام قادة دول عربية ومسلمة الاحد في الرياض «من لبنان إلى العراق واليمن، ايران تمول التسليح وتدرب الارهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة اخرى تنشر الدمار والفوضى في انحاء المنطقة»، داعيا كل الدول إلى «أن تعمل معا لعزل ايران».
وشدد «إعلان الرياض» الذي صدر عن القمة على خطورة البرنامج الايراني للصواريخ البالستية.
وقال ترامب الاثنين بعد وصوله إلى اسرائيل «يمكن للولايات المتحدة واسرائيل ان تعلنا بصوت واحد انه لا يجب السماح لايران ابدا بحيازة سلاح نووي، ابدا»، مضيفا ان على إيران «أن توقف تمويل القتل وتدريب وتجهيز الارهابيين والميليشيات».
وقال روحاني من جهته «يجب ان تعرفوا أننا عندما نحتاج إلى إجراء تجارب صاروخية من الناحية الفنية، سنقوم بذلك ولن نطلب إذنا من أحد (…) صواريخنا هي للدفاع عنا ومن أجل السلام، وليست مصنوعة للهجوم».
وتابع «الذين قاتلوا ضد الإرهابيين هم من الشعبين العراقي والسوري ويساعدهم المستشارون العسكريون الإيرانيون (…)، وسنواصل القيام بذلك». كما دافع عن حزب الله.
واتهم السعوديين من دون ان يسميهم بدعم الارهاب، وقال «من يدعم الإرهابيين لا يستطيع محاربتهم».
وأضاف «لا أعتقد أن الشعب الأمريكي سينسى الدماء التي سالت في 11 سبتمبر»، في إشارة إلى هجمات 2001 عندما كان 15 سعوديا ضمن 19 انتحاريا خطفوا طائرات وفجروها بمركز التجارة العالمي وأماكن أخرى، ما ادى إلى مقتل نحو 3000 شخص.
وعن الاتفاقات التي وقعتها الرياض مع ترامب، قال «لا يمكنكم حل مسألة الإرهاب من خلال منح أموال شعبكم إلى قوة كبرى».
وتعليقا على الحملة على ايران، يقول أستاذ العلوم السياسية في باريس آزاده كيان «نرى جبهة من المحاربين قيد التشكل، وهذا ما يبعث على القلق خصوصا بعد انتخابات شهدت فوز روحاني وأظهرت أن هناك دينامية حقيقية لصالح تطبيق الديموقراطية والانفتاح في المجتمع الإيراني».
وكان روحاني صرح بعد فوزه السبت بأنه يريد الاستمرار في سياسة «التوافق» مع العالم التي كان بدأها خلال ولايته الأولى وتجلت خصوصا في استئناف الحوار مع الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما حول البرنامج النووي الإيراني. وأسفر هذا الحوار في تموز/يوليو 2015 عن إبرام اتفاق تاريخي بين طهران وست دول كبرى.
في الخليج، أشادت الصحف الصادرة الاثنين بزيارة الرئيس الامريكي إلى المملكة السعودية حيث استقبل بحفاوة بالغة، وبتجدد «الشراكة» مع واشنطن.
وعنونت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية صفحتها الاولى «شراكة عربية-اسلامية-امريكية تحاصر التطرف وإيران».
وكتبت ان القمة «وضعت اولى خطوات التنسيق والشراكة مع الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة الارهاب والافكار المتطرفة والدول الراعية له».
ووضعت صحيفة «الرياض» القمة في خانة توجيه «رسالة حازمة إلى إيران»، واعتبرت أنها حددت «مكامن الخطر على إقليمنا والعالم المتمثل في ايران، الراعية الاولى للارهاب في العالم تخطيطا وتنفيذا ورعاية وتمويلا».
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وصف الاحد في قمة الرياض النظام الايراني بأنه «رأس حربة الإرهاب العالمي».
تمزيق الاتفاق النووي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي الاثنين «لسوء الحظ، مع السياسة العدائية وهجمات القادة الامريكيين، نلاحظ مرة أخرى تعزيز الجماعات الإرهابية في المنطقة (…) والطغاة الذين يدعمونهم».
*واشنطن والتشدد في طهران يشكلان عائقا امام اصلاحات روحاني
بعد نشوة الانتصار، يواجه الرئيس الايراني حسن روحاني عددا من التحديات وعلى رأسها عداء الولايات المتحدة ومعارضة المحافظين المتشددين لسياسة الاصلاح والانفتاح التي ينتهجها.
ولا تزال المؤسسة الإيرانية من التيار المحافظ الراسخ في البلاد- لا سيما في القضاء والحرس الثوري – تشكك بعمق في كلام روحاني عن الحريات المدنية وبناء علاقات مع الغرب.
ويقول الخبير في الشؤون الايرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية كليمان ثيرم ان «المؤسسات غير المنتخبة ستحاول منع روحاني من تطبيق برنامجه الاصلاحي».
وأضاف «بالتالي، فإنه سيركز على الجانب الاقتصادي. واذا تحسنت معيشة السكان فسيكون في وضع اقوى للدفع قدما بإصلاحات هيكلية للحقوق المدنية».ولن تكون عملية تحسين الاقتصاد أمرا سهلا. ورغم الاتفاق النووي مع القوى العالمية، لا تزال واشنطن تفرض مجموعة من العقوبات التي تمنع البنوك العالمية والمستثمرين الأجانب من الاستثمار في ايران.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي، وإن كان لم يعد يأتي على ذكر ذلك، لكنه لا يوفر فرصة لانتقاد ايران، وهو حاليا يقوم بزيارة إلى السعودية، الخصم الإقليمي لايران. وقد وقع فيها صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار وصفت بأنها تستهدف «التأثير الإيراني السيء» في المنطقة.
ومع ذلك، فإن الحكومات الأوروبية والآسيوية عازمة على التمسك بالاتفاق النووي والاستفادة الكاملة من فرص الاستثمار المربحة في إيران.
وتشيد هذه الحكومات بفوز روحاني على المتشدد إبراهيم رئيسي الذي كان هدد بنهج أكثر صرامة في العلاقات مع الخارج.
وقال المستشار الدولي لهيئة الخصخصة الايرانية فريد دهديلاني بعد إعلان نتائج السبت ان «الكثير من المستثمرين الذين لم أسمع منهم منذ ثلاثة اشهر اتصلوا بي فجأة صباح السبت وبعضهم حجز تذاكره».
وأضاف ان «روحاني سيواصل بشكل اكثر فاعلية جدول اعماله الاقتصادي، الاستثمار في المصانع والانتاج وامتصاص رأس المال الاجنبي. أعتقد ان حكومته ستكون اكثر شبابا ومرونة».
وسيكون من الصعب تحدي قوات الأمن التي تسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد.
وفشل روحاني خصوصا في الإفراج عن زعماء المعارضة المسجونين أو في منع اعتقال العديد من المواطنين الذين يحملون جنسية مزدوجة من أجهزة الاستخبارات التي تبقى خارج سيطرته.
ويخشى كثيرون من أن تكون فترة ولايته الثانية مشابهة للولاية الثانية للرئيس الاسبق محمد خاتمي في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما أحبطت المؤسسة المتشددة كل محاولة للإصلاح.
لكن روحاني، وهو من داخل النظام، قد يكون في وضع أفضل من سابقيه، كما يقول أستاذ السياسة فواد إيزادي من جامعة طهران.
ويضيف إيزادي «لقد برز روحاني كسياسي أكثر ذكاء من خاتمي».
ويتابع «كان جزءا من النظام لفترة كافية لمعرفة كيفية التحرك داخله. لكن خاتمي كان أكثر أيديولوجية، الامر الذي قلص قدرته على إنجاز الأمور».
والأهم من ذلك أن نهج روحاني التكنوقراطي سمح له باختيار شخصيات محافظة مهمة مثل رئيس البرلمان علي لاريجاني.
ويقول ايزادي ان «التحالف مع لاريجاني كان مفيدا جدا لروحاني في الحصول على الوزراء والسياسات المعتمدة. وسيظل ذلك حاسما في ولايته الثانية».
ويبقى السؤال الكبير على المدى الطويل ما إذا سيكون لروحاني تأثير في صعود المرشد الأعلى المقبل بعد وفاة المرشد الحالي آية لله علي خامنئي.
ويقول إيزادي إن رئيسي الذي وصف بأنه خليفة محتمل، بات الآن خارج الدائرة.
التأييد الشعبي للمرشد
ويضيف «ربما سيعود بعد أربعة أعوام. ولكن مع هذا النوع من الاداء يمكننا ان نطمئن إلى ان رئيسي لن يكون المرشد الأعلى المقبل. يجب ان يكون هناك تأييد شعبي للمرشد».
ولكن مع سيطرة المتشددين بقوة على مجلس الخبراء الذي سيختار المرشد المقبل، لن يكون لروحاني وحلفائه تأثير يذكر في مسألة الخلافة.
ومع ذلك، فقد أظهرت نتائج انتخابات نهاية الأسبوع دليلا واضحا على أن سكان إيران الشباب يدعمون رؤيته بالنسبة لمستقبل البلاد.
ويقول علي فائز من مجموعة الأزمات الدولية إن «الشعب الإيراني لم يعد يؤمن بالاقتصاد الشعبوي والتغيير الجذري».
ويضيف «لديه ما يكفي من النضج لكي يفهم ان حل مآزق بلاده يكمن في الادارة الكفوءة للاقتصاد والاعتدال في العلاقات الدولية».
ولعل أبرز دليل على ذلك انتزاع الاصلاحيين خلال انتخابات الجمعة بلدية طهران من المحافظين الذين كانوا يسيطرون عليها منذ 14 عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.