شهدت مدينة فاس في الآونة الأخيرة، وطيلة شهر رمضان، مدا خطيرا لوتيرة تنامي الإجرام من خلال عصابات مسلحة بالسيوف ومتخصصة في نهب أغراض و ممتلكات المواطنين ليلا ونهارا، وهو الأمر الذي أصبح يثير حفيظة الكل ويطرح التساؤل حول دور الدوريات الأمنية في الحد من الظاهرة التي أصبحت تميز مدينة فاس بشكل كبير. السكان يفشلون محاولة اختطاف أفشلت ساكنة حي الراشيدية 2 بفاس فجر يوم الاثنين 21 يوليوز محاولة اختطاف شاب من طرف ثلاثة أشخاص يشكلون عصابة اجرامية متخصصة في اختطاف شباب للمطالبة بالفدية من اجل اطلاق سراحهم. ووفق مصادر من عين المكان، فقد حاصرت الساكنة العصابة المذكورة بعدما انتشر خبر اختطاف شاب من الحي و إرغامه على ركوب سيارة خفيفة من نوع «رونو21 « بعدما وضعوا على فمه شريطا لاصقا لتفادي صراخه أو طلبه للنجدة ، واستمرت المحاصرة الى حين قدوم رجال الأمن الذين اقتادوا المتهمين الى مفوضية الشرطة للتحقيق . وفي إطار محاربة الجريمة دائما كانت ليلة «الجمعة / السبت 18 / 19 يوليوز» ليلة مأساوية، وأثناء تدخل عنصري أمن من فرق الدراجين بحي الوفاء لشكوكهما في شابين كانا على متن دراجة نارية من الحجم الكبير رفضا الامتثال الى اوامر رجال الامن انطلقت المطاردة بين ازقة وشوارع الحي لتنتهي بإدخال طفل و رجل أمن العناية المركزة بعدما اصطدمت به دراجة الامنيين و اصابة الطرفين إصابات بليغة لايزال رجل الامن على إثرها بقسم العناية المركزة في حين توفي الطفل صباح يوم الاثنين 21 يوليوز. جريمتا قتل في أقل من أسبوع في أقل من أسبوع عرفت فاس جريمتي قتل آخرهما عصر يوم الجمعة 18 يوليوز2014، بجنان السراج بمقاطعة جنان الورد بحي سيدي بوجيدة الشعبي حين باغث المسمى قيد حياته توفيق «ش»، شاب في منتصف عقده الثاني، ثلاثة جانحين بالأسلحة البيضاء و السواطير ووجهوا له عدة طعنات بالشارع العام .و امام الطعنات الموجعة سقط الضحية مضرجا في دمائه، فيما فر الجناة الى وجهة مجهولة، ليتم نقل الهالك الى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني على متن سيارة اجرة صغيرة، بسبب تأخر عناصر الوقاية المدنية وسيارة الاسعاف، الا ان قوة الطعنات عجلت بوفاته بقسم المستعجلات.و تعتبر جريمة يوم الجمعة هي الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، بعد أن أقدم حارس ليلي على ذبح احد الشبان بدرب الرميلة بعدوة الاندلس. جنازة تتحول إلى مسيرة غضب شيع المئات من ساكنة حي سيدي بوجيدة ظهر يوم السبت ( 20 يوليوز 2014 )، في جو رهيب اختلطت فيه الدموع و التكبير ، جنازة الشاب توفيق «ش» بمقبرة صهريج اكناوة بمقاطعة جنان الورد. الجنازة شارك فيها المئات من المواطنين و ساكنة حي سيدي بوجيدة بجنان السراج، وقد تحولت إلى مسيرة غضب واحتجاج ردد خلالها المشيعون و المحتجون شعارات ضد السلطات المحلية و الامنية بالمدينة . و امام تدفق المحتجين الى الشوارع و الاحياء المؤدية الى المقبرة و جنان السراج، اكتفت السلطات بمراقبة الوضع من بعيد، فيما اتخذت اجراءات احترازية خوفا من انتقال المحتجين في مسيرة على الاقدام الى وسط المدينة. ويتكرر الاغتصاب نهارا برمضان واقعة اغتصاب طالبة نهارا في رمضان العام الماضي و ما خلفته من استياء كبيرعادت من جديد. فقد علمت الجريدة وفق مصدر أمني، أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس قد تمكنت بتنسيق مع شرطة المنطقة الأمنية الثانية دار ادبيبغ، صباح يوم الخميس (17 يوليوز 2014)، من توقيف شاب في العشرينات من عمره، متهم باختطاف قاصر على مستوى شارع الشفشاوني.وأضاف المصدر أن المتهم الموجود رهن تدابير الحراسة النظرية بأوامر من النيابة العامة، استعمل سيارة لاختطاف القاصر واغتصابها بطريقة شاذة وتصويرها بهاتفه النقال بالقرب من حي مولاي عبد الله. وفي موضوع آخر يتعلق بالاغتصاب، أقدم شاب، خلال الساعات الأولى من صباح يوم الخميس (17 يوليوز 2014)، على اعتراض سبيل فتاة وتهديدها باستعمال سلاح أبيض من الحجم الكبير، حيث اقتادها بالقرب من مسجد يوجد بحي زينب، ومارس عليها الجنس بالقوة، مما أدى إلى افتضاض بكارتها. وأشار المصدر ذاته إلى أن المصالح الأمنية تمكنت من تشخيص هوية المتهم وعملت على إيقافه، خصوصا أن الضحية تعرفت على المشتبه به. هذا ورغم أن مشروع نشر كاميرات للمراقبة و توفير سيارات للشرطة والدعم اللوجستيكي تم إقراره منذ أكثر من سنتين، فإن تزايد عدد الجرائم بمدينة فاس، يظهر مدى تعثر الاستراتيجية الأمنية التي ينهجها المسؤولون، مما يستدعي العمل على وقف نزيف الجريمة بمدينة تحولت من عاصمة العلم والعلماء، الى عاصمة الجريمة والمجرمين!