أنيس بيرو، الوزير المكلف بالهجرة، منهمك جدا هذه الأيام، لكن ليس في التفكير لإيجاد حلول للمشاكل التي تتخبط فيها وزارته ومعها جاليتنا بالخارج، وليس في «التخمام» لإعادة ترميم صفوف حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي إليه. أنيس بيرو الذي لا يخفي طموحه، لكي لا نقول طمعه، لسحب بساط رئاسة الأحرار من تحت أقدام صلاح الدين مزوار التي تبدو أنها ما زالت ثابتة، نراه هذه الأيام منشغلا كثيرا بالسفريات إلى الخارج التي يبدو أنها هوايته الرئيسية التي بسببها ظل يهفو إلى القطاعات التي تمكنه من ذلك. وقد تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا أنه عقد اجتماعا ببلجيكا مع المنتمين لحزبه من الجالية المغربية في الخارج في مكان لا يصلح للاجتماعات بقدر ما يصلح «لتقرقيب الناب»، وهذا ما يؤكد انشغال انيس بيرو بأمور حزبه ودواليبه السياسية في اتجاه ترتيب أوراق دخول منافسة زعيم الحزب الذي يبدو أنه في غفلة من أمره، أو أنه منهمك في التأمل بزهو كبير في الصور التي تناقلتها له المواقع الاجتماعية والإخبارية، حيث يبدو مادا يديه في خيلاء لأناس يكبرونه سنا كي يقبلوها. والسؤال المطروح اليوم على الوزير أنيس بيرو لا يتعلق بسفرياته الكثيرة التي ينافس فيها وزير الخارجية ورئيسه في الحزب، بل في من يمول لقاءاته الحزبية في الخارج؟ سؤال يبدو منطقيا جدا ما دام الأمر يتعلق بأموال الدولة وليس بأموال الحزب، وهي الأموال التي امتطى بها طائرته وأنفق منها على فندقه، وبقيت له فيها مآرب أخرى لعل منها أنشطته الحزبية التي تعد محرمة بأموال ميزانية الشعب المغربي في مثل هذه الحالات. ثم لماذا لم ينفق من ماله الخاص ويستدعي أعضاء حزبه في الخارج لاجتماع في فيلاته الفخمة حتى يستمتعوا بمهارة الصانع التقليدي أو فيلة صديقه في تمارة التي نقشتها وأثثها يد نفس الصانع التقليدي. ورغم أن السيد أنيس بيرو ينتظر بشغف كبير رحيل محمد أوجار إلى الديار السويسرية كي يخلفه في معارك جديدة داخل الحزب يعتلي بها دفة تسيير شؤونه، فإن الباحث في سيرته سيجد أنه كان رئيسا لمصلحة في وزارة التجهيز قبل أن يفاجأ به أصدقاؤه في دواوين بعض الوزراء، لينتقل بعدها إلى العمل الوزاري في محو الأمية التي لم يخلف فيها شيئا يذكر من إنجازاته، والتي انتقل بعدها إلى وزارة الصناعة التقليدية حيث وجد مخططا كبيرا ليمتطيه هيأه الاستقلالي عادل الدويري. وإذا كان من إنجازات كبرى خلفها أنيس في الوزارتين السابقتين، فلن تكون سوى تعيين مقربيه وأفراد عائلته المحظوظين في مناصب المسؤولية والقرار، إضافة إلى استجلابه لأطر ضعيفة الكفاءة لوضعها في مناصب حساسة ترتبط بالتسيير المالي والإداري. ولأنه اعتاد على نفس الأسلوب، فها هو يكرر نفس العمل في قطاع الجالية المغربية في الخارج وينصب كاتبا عاما معروف بصداقته الطويلة معه، ويستجلب شخصا آخر سبق أن عينه مديرا في الصناعة التقليدية كي يهبه منصبا آخر بهذه الوزارة.. والبقية تأتي.