سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسار رجل حلق بفريق الحمامة البيضاء عاليا : عبد المالك أبرون رئيس فريق المغرب التطواني ، تحت مجهر «الإتحاد الإشتراكي» في عشر سنوات من التدبير الإحترافي للفريق
عشر سنوات مرت على صعود فريق المغرب التطواني لسدة أندية النخبة ، سنوات من الكفاح والنضال لبقائه في قسم الكبار، لم يكن احد يعتقد انه سيستمر وانه سيفوز بكل تلك الالقاب، بعد أن كانت زياراته خفيفة وقصيرة ومتقطعة لهذا القسم. الكثيرون اعتقدوا ان الصعود سيكون ظرفيا وأن العودة محتومة، لكن تدبيره ووضعه في يد آمنة جعله يستمر، من يقف وراء هذا الإنجاز، ما هي اسرار السنوات العشر من التدبير، الحاج عبد المالك أبرون رئيس الفريق تحت مجهر «الإتحاد الإشتراكي» في عشر سنوات من التدبير الإحترافي لفريق المغرب التطواني. الحاج عبد المالك أبرون، هذا الإسم الذي لمع في مجال الإلكتروميناجير بالمغرب، لم يكتفي بتلك الشهرة وبنجاح أعماله، لينكمش في مكتبه ويكتفي بالتوقيع وتتبع المبيعات والمشتريات.. بل خرج من قوقعة رجل الأعمال التقليدي ليكون رجل مجتمع بامتياز، فاختار أن يتحمل مسؤولية أبى الكثيرون تحملها، ولم يقدر آخرون عليها فنصحوه مبكرا بالإبتعاد، لكنه مع ذلك أصر على ركوب المغامرة، وتدبير فريق من طينة المغرب التطواني وان يصل معه لما وصل إليه حاليا.. عشر سنوات من التدبير المحترف لفريق بدأ صغيرا فأصبح من أكبر الفرق المغربية، تدبيرا، آداءا ونتائج.. لم يعرف فريق المغرب التطواني خلال سنواته الأولى بقسم الكبار، استقرارا تقنيا كبيرا، سواءا من خلال اللاعبين المنتدبين أو المدربين، رغم ما بدء يحققه من نتائج إيجابية وابتعاده كل البعد عن مخاطر وتهديدات النزول، فسرعان ما تعاقد مع بداية موسم 2007 2008 مع المدرب الوطني محمد فاخر، الذي حل بتطوان بهدف تطوير آداء الفريق وكان في أوج عطاءاته الرياضية، بحيث كان قد أنهى للتو مهمته كمدرب وطني للمنتخب المغربي. حضور فاخر رافقه أيضا انتدابات مهمة وكبيرة لأسماء ونجوم، لكن لم يكن هناك عطاء كبير كما تمنى رئيس الفريق والجماهير التطوانية، التي اضطرت في كثير من الأحيان للسفر مع الفريق حتى في مبارايات طنجة، حينما كان الملعب مغلقا. جهات معادية للفريق تكشر عن أنيابها للنيل من الفريق سجل هذا الموسم وصول الفريق لأول مرة في تاريخه لنصف نهاية كأس العرش، قبل أن ينهزم مع فريق المغرب الفاسي، لكن ذلك لم يقلل من طموحاته ونظرته للمستقبل، خاصة في ظل تشجيعات وتحفيزات الحاج عبد المالك أبرون. الذي لم يكن يدخر أي جهد في توفير كل الوسائل والإمكانيات، رغم قلة الموارد المالية التي سجلت أكبر نسبة لها في سنة 2008، مما دفعت الحاج أبرون للقول غير ما مرة «سأرحل» وهو يقصد بذلك التهديد بل واقع حال، حيث استمر صبره لسنوات ولم يكن هناك مستشهرين ولا مدعمين، سوى بعض المؤسسات المنتخبة وشركة أمانديس. لكن مع ذلك لم يكن ذلك عائقا في اتجاه تأهيل الفريق وتوفير البنيات، فكانت تحركات الحاج أبرون بمعية بعض المسؤولين في ولاية تطوان والمنتخبون، حيث تم توفير بعض الأراضي التي كانت تستغل اصلا كملاعب رياضية بالملاليين، إذ تم قبل ذلك إنجاز ملعب معشوشب بهدف إجراء التداريب وإمكانية لعب بعض الفرق الهاوية به، إلا أن ذلك يكن كافيا، بحيث كان التوجه نحو استفادة المنطقة من مركز للتكوين الرياضي في مجال كرة القدم، المشروع الوطني لتأهيل كرة القدم الوطنية بحيث مكن ذلك من توفير بقعة أرضية، ضمن اتفاقية مع الجمعية الحسنية التي تدبر أمور البقع الأرضية هناك بالملاليين. بداية المشروع كانت صعبة لكن جدية الحاج أبرون في تدبير الوضع، وكذلك الدعم الذي لقيه من والي تطوان آنذاك، سيجعل المشروع ممكنا بحيث تم الإتفاق نهائيا على تخصيص بقعة أرضية له، قبل أن تلتزم الولاية وبعض الجهات المنتخبة بما عليها من استكمال للأشغال. لتنطلق الأشغال الكبرى التي قامت بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وليكون المشروع جاهزا في غضون عام ونصف تقريبا، ولينطلق العمل به خلال موسم 2009 2010، والذي سيصبح مجالا حقيقيا للتكوين الرياضي لمدارس وفئات فريق المغرب التطواني. التكوين الذي كان هدف المكتب المسير، لم يبقى مجرد كلام مكتوب أو حلم، فهاهو يتحقق على أرض الواقع من خلال مركز التكوين، وملعب آخر بنفس منطقة الملاليين إضافة لبعض المدارس التي تحمل إسم الفريق، وتعمل على تكوين أعداد مهمة من فتيان المنطقة، الحالمين بالإلتحاق بفريق الكبار، حيث تم التحاق ثمانية لاعبين ينتمون لفريق الشبان بالفريق الأول، وهنا بدأت ملامح نتائج التكوين تظهر شيئا فشيئا، وليكون استثمار الفريق في هذا المجال مهما، وهو ما سيظهر أكثر جلاء في وقت لاحق. غياب الإستقرار التقني سيستمر ملاحقا لفريق المغرب التطواني، فمدة ستة أشهر فقط هي التي قضاها المدرب فاخر في ضيافة الفريق التطواني، ليخلفه في هاته المهمة عبد الرحيم طالب، الذي استطاع أن يعيد التفاهم بين اللاعبين وأن يعيد الأمل إليهم في تحقيق نتائج أفضل.. لكن ذلك لم يتسنى له في ظل موسم صعب، بسبب إغلاق المنصة من جهة وضعف المداخيل من جهة اخرى، كما أن البطولة كانت «حامية الوطيس» فلم يستطع الفريق بمعية طالب أن يحقق مطالب الجماهير التطوانية، وهو ما سيعجل برحيله ليخلفه مدرب فرنسي «جودار» القادم من حسنية أكادير، هذا الأخير الذي لم يغير أي شيء في مسار وتدريب الفريق، مما سيجعله بدوره يرحل، فاتحا الباب مجددا أما عودة فاخر مجددا في موسم 2009 2010 .. إلا أن مشاكل الفريق في هاته الفترة لم تكن في حدود المشاكل المادية والتقنية المعروفة، بل سيظهر «سرطان» آخر من الخارج، من خلال التضييق على الفريق وبث الإشاعة ومحاولة تدميره حتى داخليا. جهات لم تكن معروفة من قبل لكنها ستكشر عن أنيابها وتخرج من مخابئها لتسخر كل وقتها وإمكانياتها لمحاربة الفريق، والنيل منه بشتى الوسائل. مستغلين بعض الظروف الصعبة التي كان يجتازها بين الفينة والأخرى. فاستطاعوا التوغل على مستويات مختلفة، فلما فشلوا في تدميره داخليا سيعمدون لتأسيس فريق ادعوا انه سيكون منافسا أو حتى بديلا عن الفريق الأصلي.. وهو ما لن يتسنى لهم لكن بعد ان كبدوا فريق المغرب التطواني مجموعة مشاكل كان في غنى عنها... خلق فريق و في فمه معالق من ذهب للتضييق على المغرب التطواني في وقت كان الفريق يواجه الصعب من أيامه، في غياب استقرار تقني وتغير المدربين، وكذلك عدم جدوى بعض الإنتدابات التي لم تعطي ثمارها، كما أن الوعود بدعم الفريق وتوفير الإمكانيات المادية لم تنفذ في غالبيتها، في ظل كل هاته المعطيات، استغلت بعض الجهات الوضع لتخرج من الظل الذي كانت تشتغل فيه، و تفصح عن نواياها في محاولة لتدمير الفريق، او بالأحرى تدمير مسيريه وعلى رأسهم الحاج عبد المالك أبرون، منهم من كان في مرحلة من المراحل يسير ذات الفريق. بعد سنوات من العمل في الظل أو خلف ستار، استغل هؤلاء الظروف السيئة التي عاشها الفريق خلال فترة إغلاق الملعب، وارتباك في تدبير أموره المادية ليعلنوا رسميا أنه طرف معادي، كانت أهدافه في البداية ترمي للإساءة بكل الطرق لمسيري الفريق، سواء في حياتهم العملية أو العائلية، بل وعملوا على ابتكار وصناعة الأكاذيب والإشاعات، كلها بهدف دفع الحاج أبرون أساسا وبعض افراد أسرته لترك الفريق، فقد كانوا يدبرون ويخططون حتى مع بعض الجهات من خارج تطوان. كانت نيران صديقة كما يسمونها، لم يكن الأمر يتعلق بفريق آخر أو منافسين من خارج تطوان بل كانوا من أهل المدينة، ممن لم يعجبهم ما وصل إليه الفريق خاصة استقراره في قسم الكبار. فنشروا بعض أعوانهم وجواسيسهم من داخل إدارة المغرب التطواني ينقلون كل الأخبار، ويسهلون عليهم عمليات «القصف»، ومن ابرز ما انتجه هؤلاء «مونطاج» خاص بكلمة للحاج أبرون في إحدى اللقاءات بدار الصنائع، حينما انتقد آداء الجامعة الملكية لكرة القدم بحدة. لكنهم اخذوا بعضا من كلامه وأخرجوه من سياقه ونسخوه في سيديهات ووزعوه على بعض وسائل الإعلام بغية بث الفتنة بين رئيس الفريق ورئيس الجامعة. خطة هؤلاء كانت في البداية السيطرة على الفريق إلا أنها لم تنجح، حينذاك انتقلوا للخطة رقم إثنان وهي ترك المغرب التطواني يحتضر، والبحث عن فريق بديل ينافسون به عدوهم اللذوذ، الذي لم يترك لهم مجالا للتلاعب بالفريق الرسمي للمدينة، خاصة وأن منه ممن اغتنى في فترته ومن تلاعب بالملايين خلال تدبير شؤونه في فترات سابقة. كل هذا كان محفزا لأولئك لكي يبحثوا عن كل ما يمكن ان يعيق تقدم الفريق وعمل مكتبه المسير، الذي أضاع الكثير من الوقت في محاربة «التماسيح» و»العفاريت» التي كان يسخرها الأعداء وبأموال وعطاءات مغرية. «السوسة» دخلت لدواليب الفريق التطواني من كل جانبن واستطاع هؤلاء أن يحققوا بعض التقدم على أرضية المعركة، وهم يسخرون بعض وسائل الإعلام التي كانت تدور في فلكهم، او ممن لها حسابات خاصة مع الفريق ويهمها ان يختفي من سبورة القسم الأول، ليفسح المجال لمن اعتادوه من الفرق التي كانوا يحابونها وتحابيهم.. مؤامرة ضد الفريق شارك فيه االكثيرون على المستوى المحلي والوطني، وتفنن بعض أصحاب أموال المخدرات بالأساس في توفير الدعم اللوجيستيكي بكل قوة من اجل هذا المشروع، الذي سيفشل سريعا، لينتقلوا للخطة «ب». الخطة «ب» كان الهدف منها جلب فريق أو صناعة فريق آخر يلعبون به، فكان أن تم تأسيس فريق حمل إسما غريبا عن المنطقة، لكنه ولد وفي فمه ملاعق من ذهب، كلها استثمارات للأموال القادمة من السوق السوداء، التي لا يعرف احد مصدرها ولا من يقف ورائها. مقر في مستوى عالي بأكبر شوارع المدينة، مجهز بآخر التجهيزات والمستلزمات التقنية والرياضية، حافلة من آخر طراز لا تتوفر حتى لأكبر الفرق الوطنية في تلك الفترة 2010، إضافة لمكاتب مسيرة لمختلف الفرق التابعة للفريق الأم، لكن الكل كان مرتكز على فريق كرة القدم، الذي سخرت له كل الإمكانيات، وتم عقد ندوات صحفية ورحلات خاصة لبعض الصحفيين، لأجل الترويج لأول فريق محترف بالمغرب.. الحافلة أصبحت وسيلة إشهار اكثر مما هي وسيلة نقل، وحاول هؤلاء أن يغروا بعض لاعبي فريق المغرب التطواني، وان يجروهم لصفهم بل جروا حتى بعض الإداريين والتقنيين وغيرهم، وهم يدعون ان الفريق سيكون بديلا حقيقيا عن فريق المغرب التطواني، وله إمكانيات كبيرة وله من يسنده من علية القوم، ممن سيمكنونه من الحصول على أحقية المشاركة مباشرة في بطولة القسم الثاني دونما الدخول في الحسابات، شاهرين أسماء بعض المسؤولين الكبار في الدولة كورقة لعملهم أو لتضليلهم لمن يريدون جدبه لهم.. لكن حبل الكذب يبدو أنه كان أقصر مما يمكن...