شرع مركز تكوين الشباب الملاليين، التابع للمغرب التطواني، في مهامه التكوينية والتأطيرية بعد استكمال عملية البناء والتجهيز وتكسية أرضية الملعب بشكل نهائي، عن طريق شركة ألمانية متخصصة في هذا المجال، حيث ينتظر أن تستفيد من هذا المركز مختلف مكونات مدرسة الفريق التطواني، وفق برنامج معد لهذا الغرض من طرف الطاقم التقني، وتحت إشراف أطر متمرسة وذات خبرة في مجال التكوين. خروج هذا المشروع إلى حيز الوجود لم يكن بالأمر السهل كما تابع الجميع، بل كاد يكون من المستحيلات لولا الجهد المتواصل لبعض الجهات، وخاصة رئيس الفريق الحاج عبد المالك أبرون، بشكل مباشر أو عبر طرق أخرى. فالطريق نحو إقامة هذا المشروع بالملاليين بالضبط كان صعبا ومليئا بالتحديات، خاصة لتجاوز عقبة بعض الملكيات والإستفادات التي كانت فوق تلك الأرض لسنوات، وصولا إلى بعض المحاولات التي كانت ترمي إلى السيطرة على تلك الأراضي لفائدة مشاريع سكنية لاحقا. مما زاد من صعوبات الوصول لتحقيق المشروع كاملا وفي ظروف أحسن. فالشروط التي وضعتها الجامعة لاستفادة أية مدينة من هذا المشروع، يتطلب عقارات شاسعة ليكون المشروع مكتملا ، مما جعل ذلك ينطبق على تلك الأراضي الممتدة بالملاليين، وبالتالي كان من اللازم خوض مجموعة من المعارك والتحديات للتمكن من توفير العقار كاملا وبالمقاييس القانونية أيضا. في البداية لم تكن الملاليين حاضرة ضمن اهتمامات المسؤوليين إلا أن رغبة رئيس الفريق في استغلال هذا الفضاء بحكم العديد من الامتيازات، التي يوفرها من حيث الموقع وكذا وجود فضاءات رياضية مهمة لاينقصها سوى التأهيل والاهتمام، كان هو الأهم، حيث تضافرت كافة الجهود من مسؤوليين ومنتخبين، للعمل على إقامة هذا المركز بالملاليين. التركيز على إقامة هذا المركز بتطوان كان سياسة استراتيجية لفريق المغرب التتطواني، قوامها الاعتماد على الشبان لتكوين لاعبين محليين وتفادي صرف مبالغ مالية كبيرة في جلب لاعبين من الخارج، مبالغ يمكن استثمارها في تكوين الفئات الصغرى وتوفير كل مستلزمات التأطير والتكوين. ثمار مدرسة المغرب التطواني كانت قد ظهرت وأثمرت منذ السنتين الأخيرتين، حينما أصبح الفريق الأساسي يعتمد على لاعبين من مدرسته، من قبيل ياسين الكحل، زيد كروش، أبرهون محمد، ناصر الميموني، والقائمة طويلة. حيث أصبح هؤلاء يشكلون ركيزة أساسية في فريق الحمامة البيضاء ولدى الفرق التي التحقوا بها. كما أن فريق الأمل يزخر بعدد من النجوم الذين يدقون باب الكبار بقوة، حتى أصبح الفريق في حيرة عن كيفية استغلال كل طاقاته ولاعبيه المحليين. فباب الاحتراف الذي فتح أمام الكرة المغربية، يجد معناه الملموس في فريق المغرب التطواني على مختلف المستويات، انطلاقا من الإدارة لتوزيع باقي المهام والمكونات في شقها التقني والتكويني، الذي من خلاله يراهن فريق المغرب التطواني على مركز التكوين الذي سوف يسهر على إعداد اللاعبين تحت إشراف أطر كبيرة وميزانية في حدود 100 مليون سنتم بتمويل من الجامعة، وهو مبلغ قابل للزيادة بالنظر لما ينتجه المركز من لاعبين لتغذية الفريق التطواني والمنتخبات الوطنية. وكذا الأكاديمية التي أحدثها لهذا الغرض بشراكة مع فريق أتلتيكو مدريد الإسباني للسهر على تكوين وإعداد لاعبين ذوي مستوى تقني وتأطيري جد عال. ويبقى الهاجس الكبير لدى فريق المغرب التطواني هو تحويل كافة الفضاءات، التي تحتويها منطقة الملاليين إلى قرية رياضية بمواصفات كبيرة، تكون مفتوحة على مختلف الرياضات وقبلة لكافة الممارسين الرياضيين.