قالت السلطات المغربية اليوم الخميس إنها رفعت درجة اليقظة والحذر إلى أقصى درجة بسبب وجود تهديد إرهابي «جدي» للمملكة يرجع إلى تزايد عدد المغاربة المنتمين إلى التنظيمات الجهادية في سورياوالعراق. وقال وزير الإتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة مصطفى الخلفي نقلا عن وزير الداخلية «إن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة تفيد بوجود تهديد إرهابي جدي موجه ضد المملكة يرتبط خصوصا بتزايد عدد المغاربة المنتمين إلى صفوف التنظيمات بسورياوالعراق.» ونقل عن وزير الداخلية قوله في الاجتماع الأسبوعي للحكومة «حسب المعلومات المتوفرة فإن عددا من هؤلاء المقاتلين بعضهم يتولى مراكز قيادية بهذه التنظيمات لا يخفون نيتهم تنفيذ مخطط إرهابي يستهدف المملكة وقد يساعدهم في ذلك التجربة التي راكموها في مجال إعداد المتفجرات وتقنيات الحرب واستعمال الأسلحة الثقيلة والتكوينات التي استفادوا منها في مجالات عسكرية متعددة.» وأضاف أنه «من المحتمل أن يلجا هؤلاء إلى الاستعانة بخدمات المجموعات الإرهابية التي تنشط بدول شمال إفريقيا أو بعض المتطرفين المغاربة الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام.» وتعرض المغرب لهجمات ارهابية بالدار البيضاء في عام 2003 خلفت 45 قتيلا بمن فيهم 13 انتحاريا نفذوا التفجيرات. كما عرف عام 2007 تفجير شقيقين انتحاريين لنفسيهما وسط حي راق بالدار البيضاء. وقبله في نفس العام فجر انتحاري نفسه في مقهى للانترنت بالدار البيضاء أيضا. وأشار وزير الداخلية اليوم «إلى سعي مجموعات إرهابية إلى صنع متفجرات غير قابلة للكشف بواسطة أجهزة المراقبة الإلكترونية.» وقال إن «مجموعة من الإجراءات تم اتخاذها لمواجهة هذه التهديدات الإرهابية الجديدة ولحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم وهكذا قامت وزارة الداخلية برفع درجة اليقظة والتأهب على مستوى الإدارة الترابية والمصالح الأمنية.» وأضاف أنه تمت دعوة المسؤولين الأمنيين «إلى اتخاذ تدابير محددة تعزز الإجراءات الأمنية.. وطلب منهم أيضا العمل فورا على الرفع من مستوى الحيطة واليقظة إلى أقصى درجة.» وفيالسياق ذاته ،رفعت مصالح الإدارة الترابية والأمنية بالمغرب درجات اليقظة إلى أعلى مستوى، وذلك في مواجهة التهديدات الإرهابية لتنظيم «الدولة الإسلامية بالعراق والشام» أو ما يعرف ب «داعش»، حيث أفادت المعلومات الاستخباراتية المتوفرة بأن عددا من المنتسبين إلى هذا التنظيم الذي بايع «أبو بكر البغدادي» زعيما له والذي تم منحه صفة «خليفة المسلمين»، ممن يتحملون المسؤولية بمراكز قيادية بهذا التنظيم، لا يخفون نيتهم في تنفيذ مخططات إرهابية تستهدف المغرب. خارطة التهديدات والأماكن المشتبه في إمكانية تعرضها لأعمال إرهابية حددتها مصالح الإدارة الترابية والأمنية على الصعيد الوطني، وباشرت لقاءات عدة مع مختلف الفاعلين من اجل تحسيس مسؤوليها بضرورة التحلي بالحذر واليقظة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة والحرص على الكشف المبكر والتصدي للتهديدات الإرهابية، كما حثت مسؤولي السلطة والأمن على العمل على تعزيز الإجراءات الأمنية الجاري بها العمل في ميدان محاربة الإرهاب. وتضمنت لائحة المواقع المستهدفة مرافق حيوية بالقطاعين العام والخاص، على الصعيد الوطني سيما بالمدن الكبرى بكل من الرباط، مراكش، أكادير، طنجة، والدارالبيضاء، هاته الأخيرة التي تعرف درجات تأهب أمنية أعلى من المدن الأخرى، وتتصدر قائمة القطاعات المستهدفة مطارات المملكة، خاصة مطار محمد الخامس الدولي، إضافة إلى الموانئ، ومحطات التزويد بالكهرباء والماء ومصادر الطاقة بمختلف أنواعها، والسكك الحديدية، إلى جانب الطرق السيارة خصوصا على مستوى القناطر، وشبكات الاتصال الهاتفية، كما تشمل الإجراءات الأمنية المعابد، البعثات الدبلوماسية، الوحدات الفندقية والتي تحظى بنظام امني مساعد خلافا لقطاعات أخرى التي تفترض درجة تأهب قصوى. قطاعات أشرف مسؤولو الإدارة الترابية على الصعيد الوطني على عقد لقاءات مع القائمين عليها خلال الأيام الفارطة، من اجل التنسيق المشترك، والتي قد تكون عرضة لهجمات إرهابية محتملة، سيما على مستوى الطرق والطاقة والاتصال، بهدف «عزل المواطنين جغرافيا وقطع صلتهم بالعالم الخارجي» والسماح بتنفيذ مخططات الإرهابيين، كما تمت مطالبة المؤسسات التي تشتغل في مجال المتفجرات ويرتكز نشاطها التجاري على بيع البارود، بضبط ما بحوزتها، والتأكد من مسالكها التجارية لمعرفة الوجهات التي قد تتخذها حتى لاتقع بين أياد غير أمينة، وتفادي البيع المقنع الذي قد يكون الدافع إليه هو التملص الضريبي لكن قد تترتب عنه عواقب أوخم. وارتكزت الإجراءات الاحترازية في مناطق أخرى لاتتوفر على منشآت حيوية، على تتبع العائدين من الديار السورية، والتدقيق في أنشطة الأشخاص الذين قد تكون لهم توجهات متطرفة، وحصر كل المسلكيات الغريبة التي قد تكون مبعثا على الريبة والشك، وفي هذا الصدد فقد شهدت ولايات المملكة خلال اجتماعاتها الأمنية، استعراض شريط فيديو تم إعداده من طرف المصالح الاستخباراتية المغربية يوضح الكيفية التي يشتغل بها أعضاء التنظيمات الارهابية وسبل الاستقطاب وتجنيد الانتحاريين. تهديدات داعش لاكادير مثلما تقرربالعديد من المدن المغربية الكبرى،نُظمت سلطات ولاية جهة سوس ماسة درعة لقاءا تحسيسيا وتواصليا مع جميع الفاعلين الإقتصاديين وممثلي الوحدات الفندقية والمتاجر الكبرى وشركات الحراسة الخاصة للرفع من درجة الإحتراز واليقظة في سياق استراتيجية أمنية استباقية بمدينة أكاديرلمواجهة أية محاولات إرهابية محتملة ولكل ما من شأنه أن يؤثرعلى نعمة الإستقراروالأمن بالمغرب بعد أن تلقى هذا الأخيرتهديدات من تنظيم»داعش»الإرهابي. وشدد والي الجهة وعامل عمالة أكَاديرإداوتنان محمد اليزيد زلو في كلمته على ضرورة أخذ هذه التهديدات على محمل الجد بالعمل على الرفع من اليقظة والحذر من خلال تكثيف الحراسة الخاصة على الوحدات الفندقية والملاهي الليلية وتشغيل الكاميرات واستعمال كل الوسائل التكنولوجية المتطورة في هذا الشأن زيادة على رفع درجات الإحترازعلى كافة المستويات للحفاظ على أمن واستقرارالبلاد. خاصة أن هذا التنظيم الإرهابي دعا إلى تأسيس فرع له بالمغرب العربي وبالتالي قد ينقل أنشطته الإرهابية إلى المنطقة على غرارمناطق عربية أخرى مثل العراقوسوريا وليبيا خاصة بعد ظهور بارزلمقاتلين مغاربة في هياكله وانضمامهم إلى فصائل جهادية أخرى كما هوالحال في سوريا. لذلك لابد من اتخاذ احتياطات أمنية لازمة ومستمرة علما أن هذا التنظيم الإرهابي استقطب المزيد من عناصرالسلفية من داخل المغرب تلقت تداريب دقيقة ومركزة حول كيفية استعمال الأسلحة وتقنيات التفجيروالعمليات الإنتحارية قبل تعبئتهم من أجل العودة لتنفيذ مخططاتهم لتخريبية والإرهابية لزعزعة أمن واستقرارالبلاد. كما طالب من هذه المؤسسات الإقتصادية والسياحية التنسيق التام مع السلطات المحلية والأجهزة الأمنية من أجل إخبارها بكل التحركات المشبوهة في حينها للوفدين على الوحدات السياحية وتحسيس الحراس الخاصيين بأهمية تشديد المراقبة ورفع درجة اليقظة والحذر بالفنادق السياحية والملاهي الليلية والمتاجر الكبرى وتحسيس العاملين بالفنادق والشركات من أجل التبليغ عن ي تحرك مشبوه وتشديد المراقبة والحراسة بمواقف السيارات التابعة للوحدات السياحية... ومن جانبهم،أكد الفاعلون السياحيون وممثلو شركات الحراسة الخاصة في تدخلاتهم على إيلاء أهمية قصوى للظرفية الأمنية التي تستدعي احترازا كبيرا خوفا على القطاع السياحي لكونه قطاع هش وحساس يتأثر سلبا بأدنى انزلاق أمني،وخوفا أيضا من حدوث أزمة سياحية خانقة مع العلم أن مدينة أكاديرعرفت أزمتين كبيرتين الأولى في حرب الخليج الأولى سنة 1991،والثانية في سنة 1995،بعد نشر تقارير مغلوطة عن تلوث شاطئ أكادير. هدد مجموعة من شباب المغاربة المنتمين الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ، الملك محمد السادس ، في شريط فيديو على موقع يوتوب ، وقال أحدهم « ان دولة الخلافة قد قامت تبديلا جليلا لمحمد السادس » . ويظهر في الشريط على موقع يوتوب مجموعة من الشباب يتباهون بالانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ، ويبايعون ابو بكر البغدادي زعيم التنظيم الذي نصب نفسه خليفة للمسلمين . وصرح أحد الشباب المغاربة « الحمد لله الذي جعلنا من الذين اقاموا خلافة الله في أرضه ، وان دولة الخلافة قد قامت تبديلا جليلا لمحمد السادس ». و قال « الحمد الله الذي جعلني أنتمي الى الدولة الاسلامية على منهاج النبوة » و اخر قال « الحمد الله الذي احيانا حتى وجدنا شرع الله وخلافة اسلامية ». وظهر في شريط أحد الشباب من الريف المغربي « أسأل الله التباث والإخلاص والى المغرب انشاء الله ». وكان تنظيم ما يسمى ب«داعش» قد بث شريطا شن فيه هجوما عنيفا على عدد من المغاربة ضمنهم وزير العدل مصطفى الرميد الذي وصفه « بالظالم»، وكذا تكفير عدد من السلفيين المغاربة. واتهم التنظيم الارهابي محمد اليازغي القيادي الاتحادي « بكونه من رموز الإلحاد الشيوعي» ،كما هاجم التنظيم عبد السلام ياسين الزعيم الراحل للعدل والاحسان، واصفا إياه «بالقبوري والمشرك». وكشف محمد اليازغي الكاتب الأول الأسبق للاتحاد الاشتراكي للقوات ألشعبية عن تلقيه اتصالات من مسؤولين أعلنوا تضامنهم معه، وتساءلوا عن أسباب الهجوم الارهابي الذي يمسه من طرف التنظيم الارهابي المسمى «داعش»، والذي بث عبر شريط فيديو على المواقع الاجتماعية. كما أكد اليازغي، في تصريح للجريدة، تلقيه اتصالات من المناضلين للاطمئنان عليه ودعمه، إثر هذه الهجمة الارهابية ، والتي اعتبرها محمد اليازغي « بالحملة الظالمة تجاهه »، واصفا اصحاب الحملة «داعش» بالسائرين في طريق الضلال. وقد ظهر أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في أول شريط فيديو بعد أن نصبه التنظيم خليفة للمسلمين، غير أن الحكومة العراقية وصفت الشريط بأنه مزيف. وتم تقديم البغدادي باسم «الخليفة إبراهيم أمير المؤمنين»، قبل أن يلقي خطبة استمرت نحو 20 دقيقة. وفي خطبته، شدد البغدادي على أن دولة الاسلام أساسها إقامة الشريعة، مشيرا إلى أن «إقامة الدين وتحكيم الشرع لا يكون إلا ببأس وسلطان». واعتبر تنصيبه إماما بمثابة «واجب على المسلمين قد ضيع لقرون». كما دعا أنصاره إلى «الحرص على الجهاد وتحريض إخوانهم» عليه. وكان التنظيم قد غير اسمه إلى «الدولة الإسلامية» بعد إعلانه قيام «الخلافة الإسلامية» في الأراضي التي يسيطر عليها في العراقوسوريا.