أعلنت وزارة التجهيز والنقل، في بلاغ أصدرته أول أمس الاثنين، أن المغرب، وعلى غرار باقي الدول، سيقدم على "تعزيز الإجراءات الأمنية المطبقة على الرحلات الجوية المتجهة إلى الولاياتالمتحدة من مطار محمد الخامس الدولي"، وذلك بطلب من إدارة أمن النقل الأمريكية، وهي الإجراءات التي شرع في تطبيقها ابتداء من يوم أمس الثلاثاء. ورغم صمت الوزارة في بلاغها عن توضيح طبيعة هذه الإجراءات، فإنها أهابت بالمسافرين المعنيين اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحضور مبكرا إلى المطار من أجل تجنب أي تأخر عن موعد الرحلة. وكانت الوكالة الأمريكية للنقل الجوي قد أعلنت في وقت سابق، ضمن ترسانة من الإجراءات الأمنية المرتبطة بتفادي تفجير إرهابي لإحدى الطائرات المتوجهة إلى بلاد العم سام، أن المعدات الإلكترونية (الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة) ذات البطاريات غير المشحونة، والتي يتعذر تشغيلها من طرف أمن المطارات، سيحظر حملها على متن الطائرات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة، مضيفة أن المسؤولين الأمنيين سيدققون في جميع المعدات الإلكترونية للمسافرين أثناء تفتيشهم، طالبين من أصحابها تشغيلها، منبهة إلى أن حاملي الآلات غير المشحونة سيعرضون أنفسهم لتفتيش إضافي دقيق. ورغم عدم تحديد مصدر التهديد الذي ترمي هذه الإجراءات إلى استباقه بدقة، فإن التقارير الإعلامية ربطته بتزايد المخاوف من حدوث محاولات لنقل المتفجرات المتعذر رصدها بواسطة تجهيزات الفحص المستعملة حالياً في المطارات إلى داخل التراب الأمريكي، وذلك من طرف بعض فروع القاعدة، ومن إقدام عناصر من هذا التنظيم على تحويل الأجهزة الإلكترونية غير المشحونة إلى عبوات لتفجير الطائرات. وفي هذا السياق، كشفت يومية "لوفيغارو" الفرنسية، في موقعها الإلكتروني مساء أول أمس الاثنين، أنها حصلت على معلومات حصرية مفادها أن رجال القاعدة المتخصصين في مجال التفجيرات قد نجحوا في تطوير قنبلة جديدة جد صغيرة الحجم. وحسب ذات اليومية، فإن حجم "القنبلة الجديدة" لا يتجاوز حجم بطاريات الهواتف المحمولة، أي أنه لا يبلغ سوى بضعة سنتمترات مكعبة، لكن طاقتها الانفجارية كافية لتفجير طائرة أثناء التحليق. وأفاد مصدر رفيع المستوى اليومية الباريسية أن "صانعي قنابل القاعدة تمكنوا من تطوير نوع جديد من المتفجرات"، مضيفا أن شرارة الشك في هذا الاحتمال تعود إلى إنذارات داخل طائرات لنقل السلع خلال سنة 2010. وبالفعل، ففي شهر أكتوبر من تلك السنة، وبفعل معلومات واردة من أجهزة المخابرات السعودية، تم حجز قنابل مخبأة في آلات طابعة في كل من بريطانيا ودبي، كان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية قد أرسلها إلى الولاياتالمتحدة على متن طائرات لشحن السلع توقفت بالبلدين المذكورين. وحسب المخابرات الأمريكية، فإن تقنيي تنظيم القاعدة قد توصلوا، خلال السنوات الأربع الماضية، إلى تقليص كمية المادة المتفجرة بشكل ملحوظ، ما يجعل المكان المخصص لبطاريات الهاتف النقال أو اللوحة المحمولة أو الكمبيوتر المحمول كافيا لاحتوائها. ولا يكمن هذا التهديد الجديد، حسب خبير استشهدت به اليومية الباريسية، في استعمال بطاريات الأجهزة الإلكترونية المشار إليها كأدوات لتفجير القنابل المرتبطة بها عن بعد، بل في احتمال إخفاء المتفجر الجديد الصغير الحجم والقوي الطاقة التفجيرية داخل الأمكنة المخصصة عادة للبطاريات.