مسؤول أمريكي: هناك توجس من وجود قنابل لا يمكن رصدها بالأجهزة المتوفرة حاليا لن تعود الرحلة بين مطار محمد الخامس في المغرب ومطارات الولاياتالمتحدةالأمريكية كما كانت في السابق، فأمام تصاعد التهديدات «الإرهابية» وعلى غرار باقي الدول، أعلنت المملكة، عبر وزارة التجهيز والنقل، أنها ستعزز إجراءاتها الأمنية على الرحلات الجوية المتوجهة نحو بلاد العم سام، وذلك بناء على طلب من العاصمة واشنطن التي قالت إنها تخشى من «تهديدات إرهابية جديدة». وعن نوعية هذه الإجراءات التي ستطال المغاربة والأجناب المتوجهين نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر مطار محمد الخامس، يقول مصدر أمني من داخل المطار، إن هذه الإجراءات كان معمول بها في السابق، منذ الأحداث التي عرفتها أمريكا في 11 شتنبر 2001، حيث أن إدارة المطار خصصت محطة إركاب خاصة فقط، بالمسافرين المتوجهين نحو الولاياتالمتحدة، والتي تعرف دون غيرها من محطات الإركاب الأخرى في المطار عمليات تفتيش روتينية للركاب تشمل جميع أمتعتهم وثيابهم وكافة الأشياء التي يحملونها معهم مهما كانت طبيعتها، أما في ما يخص نوعية الإجراءات المشددة أكثر – يضيف المصدر نفسه - بعد طلب إدارة واشنطن ذلك، فستشمل بحثا دقيقا في أحذية الركاب وأجهزتهم الإلكترونية، بل هناك بعض الركاب من سيخضعون لتفتيش دقيق حتى على مستوى ملابسهم الداخلية، ليشمل التفتيش كذلك الهواتف المحمولة للركاب يدويا وتقنيا، كما سيخضعون لمراحل تفتيش عند كل نقطة أكثر مما يخضع لها باقي الركاب المتوجهين نحو دول أخرى، وذلك ما يفسر طلب وزارة النقل والتجهيز من المسافرين إلى الولاياتالمتحدة القدوم باكرا إلى المطار نظرا إلى ما تتطلبه هذه الإجراءات من وقت طويل. وكانت وزارة النقل والتجهيز قد أعلنت في بيان لها، أنه وبطلب من إدارة أمن النقل للولايات المتحدةالأمريكية وكما هو الحال بالنسبة إلى باقي الدول، «سيعمل المغرب على تعزيز الإجراءات الأمنية المطبقة على الرحلات الجوية المتجهة نحو الولاياتالمتحدة من مطار محمد الخامس الدولي، وذلك ابتداء من يوم أمس الثلاثاء»، دون أن تقدم توضيحات كافية بخصوص طبيعة هذه الإجراءات، باستثناء دعوتها للركاب المعنيين ب»اتخاذ الاحتياطات اللازمة والمجيء باكرا» إلى المطار لتجنب «أي تأخير في ركوب الطائرة». وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الأسبوع الماضي، تعزيز الإجراءات وتشديد المراقبة على المسافرين المتوجهين نحو أراضيها في بعض مطارات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، التي تعرف رحلات مباشرة من مطاراتها إلى المطارات الأمريكية، دون أن تفصح واشنطن عن طبيعة هذه الإجراءات ولا عن مكان ورقعة التهديدات. غير أن الوكالة الأمريكية للنقل الجوي كشفت نهاية الأسبوع المنصرم، عن بعض الخطوات الاحترازية التي سيتم التعامل بها وفرضها على الركاب، ومن بينها عدم السماح بوجود معدات إلكترونية غير مشحونة على متن الطائرات المتوجهة إلى الولاياتالمتحدة، وتشديد المراقبة والتدقيق من طرف المسؤولين الأمنيين على جميع المعدات الإلكترونية مع وجوب تشغيلها أثناء ذلك، ومن بينها الهواتف المحمولة». وكان مسؤول أمني أمريكي قد صرح في السابق لوكالة «رويترز» أن إجراءات التفتيش ستشمل أحذية الركاب وأمتعتهم، كما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن كل هذه المخاوف مرتبطة بتطور وسائل «تنظيم القاعدة» في سوريا واليمن بحيث أصبح بإمكانهم تهريب قنابل إلى داخل الطائرات. وقالت مصادر بالأمن القومي الأمريكي إنها، متخوفة من أن تقدم فروع القاعدة في كل من سوريا واليمن على صناعة قنابل لا يمكن رصدها بواسطة أجهزة الفحص الموجودة حاليا في المطارات، بل وتم تجريبها داخل سوريا، حسب ما كشفه جهاز الأمن القومي الأمريكي، يتكلف بنقلها متطرفون مقاتلون أجانب موالون لتلك التنظيمات ويحملون جنسيات غربية، كما سبق أن حدث سنة 2009 حين حاول تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» تنفيذ عملية انتحارية فاشلة كانت ستفجر طائرة متوجهة نحو «ديتريوت»، عن طريق قنبلة مخزنة في الملابس الداخلية لأحد أتباعها.