عقدت المنظمة الاسلامية للعلوم والتربية والثقافة «الإيسيسكو» والمنظمة الاسلامية للعلوم الطبية بتعاون مع الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أيام 27/28/29 يونيو المنصرم، ورشة عمل إقليمية بالمغرب حول «الجوانب الطبية لداء فقدان المناعة المكتسب والتهاب الكبد الفيروسي» لفائدة الصحفيين العرب المهتمين بالمجال الصحي. الورشة كانت مناسبة لصحفيي دول: المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا، لبنان، مصر، الصومال، ا لسودان، العراق للتعرف على تجارب هذه الدول مع هذين الداءين اللذين لا يقتصر تأثيرهما على الفرد المصاب، بل إن لهما تكلفة اقتصادية واجتماعية ثقيلة، مما يقتضي من الدول سن سياسة صحية ذات بعد تنموي لتجاوز هذه التداعيات. وقد كان اختيار الإيسيسكو الصحافيين العرب لهذه الدورة نابعا من اقتناعها بدور الاعلامي في تشكيل الرأي العام تجاه ما يحدث داخل أي مجتمع، وبالتالي عليه أن يتحمل مسؤوليته الاخلاقية أولا ثم المهنية في التوعية والتحسيس بمثل هذه الامراض الوبائية. ولكي ينجح في أداء هذا الدور، عليه التسلح بالمعلومة الدقيقة والصحيحة وامتلاك المهارات المهنية لتصريف هذه المعلومات دون أي إخلال بأخلاقيات المهنة أو المس بالحياة الحميمية للمصابين. الورشة التي أطرها مجموعة من الخبراء في المجال، تناولت طرق انتقال المرضين والاسباب المساهمة في تفشيهما داخل البلدان العربية ومنها: الفقر، صعوبة الولوج الى العلاج، تلوث المياه( تسجيل 30مليون مصاب بداء التهاب الكبد الفيروسي بمصر)، وضعية النساء... بالإضافة الى ورشات حول دور المجتمع المدني في التوعية والتحسيس، ودور الإعلام في نشر الوعي الصحي وسبل تعزيز هذا الدور. وقد خلص المشاركون في هاتين الورشتين الى تسطير مجموعة من التوصيات نذكر بعضا منها: تكوين وتدريب إعلاميين متخصصين في المجال الصحي مع توخي الدقة في تقديم المعلومات وانتقاء المصطلحات والتنويع في مصادر المعلومات - تحسيس مهنيي الصحة بأهمية الاعلام الصحي وانفتاحهم على الاعلاميين - التزام المؤسسات الرسمية بمبدأ الشفافية في التعامل مع وسائل الاعلام - تركيز وسائل الاعلام على الجوانب الاجتماعية للمرضى وحماية خصوصياتهم - حث منتجي الاعلام السمعي البصري على تحمل مسؤوليتهم الاجتماعية من خلال تسليط الضوء على الامراض الوبائية في الاعمال الدرامية والسينمائية وبرامج الاطفال - إنشاء شبكة للصحفيين العرب المناصرين لقضايا الصحة. فيما خلصت ورشة العمل الجمعوي الى الاشتغال وفق سياسة القرب وحث هذه الجمعيات على إيجاد آليات للتمويل الذاتي وضرورة انتقال المجتمع المدني من قوة اقتراحية الى قوة ضغط على الحكومات، مع مراقبة وافتحاص مالية هذه المؤسسات من قبل الهيئات المانحة حتى لا يفقد هذا الفاعل مصداقيته أمام الرأي العام والمستفيدين من خدماته.