تنفرد الجهة الشرقية ومدينة وجدة على الخصوص بأكلة «كران»، أكلة تحظى بشعبية مميزة وانتشار باعتها في مختلف أماكن وأحياء المدينة وقرب الإدارات والساحات العمومية والمؤسسات التعليمية والملاعب الرياضية... تحظى هذه الأكلة الشعبية بالإقبال عليها نظرا لإعجاب كافة الطبقات والفئات المجتمعية بها، سواء من ساكني المدينة والمنطقة ككل أو من طرف زوارها، حيث يستغلون فرصة التسوق لتذوق هذه الأكلة، ورغم تحضيرها في جل البيوت الوجدية، إلا أن الأغلبية تفضل تناولها في الخارج باعتبارها تراثا ثقافيا محليا يتميز بنكهة خاصة ومنفردة. «كران» أكلة بسيطة وسهلة التحضير لا تتطلب مقادير كثيرة، فهي تتطلب استعمال حمص مطحون، زيت، ملح، خمارة حمراء، بيضتين، وماء، تخلط المقادير جيدا بالطراب الكهربائي ويوضع الخليط في مول ويدخل إلى فرن ساخن حتى يصير متماسكا (يجف من الماء). فبالإضافة إلى بساطتها فهي رخيصة الثمن، بحيث يمكن اعتبار هذه الأكلة أحيانا غذاء أساسيا ومهما لشريحة واسعة من أبناء المدينة، وبصفة خاصة الأسر الفقيرة والمعوزة، نظرا لثمنه المناسب جدا فدرهم واحد يكفيك بأن تتذوقها وتسد رمقك. ولعل ما يميز أكلة «كاران» صمودها القوي أمام كل التطورات الحديثة والتغيرات التي عرفتها ساكنة وجدة، فرغم الانتشار الواسع لمحلات الأكلات السريعة والخفيفة، وكذا المطاعم الشعبية والعصرية وحتى الماركات العالمية من قبيل «ماكدونالدز»، لم تستطع كل هذه العوامل القضاء على أكلة شعبية حافظ على حمايتها أهلها من تيار العولمة الذي بدأ يجهز على بعض من تراثنا المحلي. وعن أصل هذه الأكلة الشعبية، هناك من يقول بأنها تركية وهناك من ينسبها إلى دولة إسبانيا، عرف بها الغرب الجزائري كما شرق المغرب وخصوصا مدينة الألفية التي ظلت حبيستها ولم تنتقل إلى باقي المدن المغربية. (*) صحافية متدربة بمكتب وجدة