رمى لويس سواريز، مهاجم ليفربول، حجره في بئر يشرب منها وأسقط الانكليز في القعر، عندما قاد الأوروغواي لإلحاق الهزيمة الثانية المتتالية بمنتخب "الأسود الثلاثة" 2 - 1 يوم الخميس على ملعب "آرينا كورنثيانز" في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال البرازيل 2014 . وعوضت الأوروغواي، بطلة 1930 و1950، ورابعة النسخة السابقة هزيمتها الأولى أمام كوستاريكا، فيما أصبحت انكلترا منطقيا خارج المونديال، جراء خسارتها الثانية على التوالي بعد الأولى أمام ايطاليا 1 - 2 . وضرب سواريز (27 عاما)، هداف الدوري الإنكليزي مع ليفربول (31 هدفا)، بقوة بعد غيابه عن المواجهة الأولى، إثر عدم تعافيه بشكل كامل من جراحة أجريت له في ركبته، مسجلا هدفين ثمينين للمنتخب الأمريكي الجنوبي. وهذه أول مرة في التاريخ تخسر إنكلترا مباراتين في نسخة واحدة منذ 1986، وإذا ما أضفنا خسارتها الأخيرة في مونديال 2010 على يد ألمانيا، فهذه أول مرة تخسر فيها ثلاث مباريات متتالية، فيما حققت الأوروغواي فوزها الأول في المونديال على منتخب أوروبي منذ 15 مباراة. وارتدت المباراة أهمية كبرى، ليس لأنها جمعت بين بطلين سابقين وحسب، بل لأن الطرفين بحثا عن تعويض سقوطهما في الجولة الافتتاحية والإبقاء على حظوظهما في التأهل إلى الدور الثاني. وكان منتخب الأوروغواي، الذي دخل نهائيات البرازيل مصطحبا معه ذكريات 1950 حين تمكن من قهر "سيليساو" في معقله التاريخي "ماراكانا" (2 - 1)، ضحية ثاني مفاجأة كبرى في النسخة العشرين من العرس الكروي العالمي، بعد إسبانيا حاملة اللقب التي سقطت أمام وصفتها هولندا 1 - 5، وذلك بعد سقوطه أمام نظيره الكوستاريكي 1 - 3 . وعاد الى صفوف الأوروغواي، بطلة 1930 والتي وصلت في جنوب أفريقيا 2010 إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 40 عاما، نجم ليفربول سواريز ليواجه زملاءه في "الحمر"، بينهم خمسة تواجدوا في التشكيلة الأساسية للمدرب روي هودجسون، وهم القائد ستيفن جيرارد وغلين جونسون ورحيم ستيرلينغ وجوردان هندرسون ودانيال ستاريدج. أما بالنسبة لإنكلترا، فكانت تأمل تعويض سقوطها أمام ايطاليا بطلة العالم أربع مرات (1 - 2) في مباراة قدم خلالها شباب الانكليز أداء مميزا خلافا للعناصر المخضرمة وعلى رأسها واين روني، الذي لعب في الجهة الهجومية اليسرى غير المعتاد عليها. وهذا أول فوز للأوروغواي على إنكلترا منذ 1990 منذ تفوقها في مباراة ودية على ملعب ويمبلي في لندن 2 - 1 عبر سانتياغو أوستولاتسا وخوسيه بيردومو مقابل هدف لجون بارنز. والتقى الفريقان مرتين سابقا في كاس العالم ففازت الأوروغواي 4 - 2 في ربع نهائي مونديال 1954 وتعادلا في الدور الأول من نسخة 1966، وتواجها آخر مرة وديا في مارس 2006 على ملعب "انفيلد"، حيث فازت إنكلترا بهدفي بيتر كرواتش وجو كول، وفي المجمل فازت الأوروغواي خمس مرات وانكلترا 3 وتعادلا 3 مرات. وكانت الأوروغواي، أصغر دول المونديال (3، 3 ملايين نسمة)، لعبت مرتين قبل في ساو باولو في مونديال 1950 فتعادلت مع إسبانيا 2 - 2 وفازت على السويد 3 - 2 . واعتمد مدرب انكلترا روي هودجسون التشكيلة عينها، التي واجهت إيطاليا، وفي ظل الجدل حول دور واين روني في المنتخب على حساب عناصر شابة واعدة، وطلبه خوض تمارين الاثنين مع فريق البدلاء، إثر أدائه السيئ في المباراة الأولى، لعب مهاجم مانشستر يونايتد دورا مركزيا في مقدمة التشكيلة، فيما انتقل رحيم سترلينغ إلى الجهة اليمنى وداني ولبيك الى اليسرى.