أصبح فيليبي السادس ملكا لإسبانيا بشكل رسمي ابتداء من منتصف ليلة الاربعاء الخميس، وذلك بعد نشر القانون التنظيمي حول تنازل والده خوان كارلوس الأول عن العرش في الجريدة الرسمية للدولة. وهو القانون، الذي صودق عليه بالأغلبية في البرلمان. وكان الملك خوان كارلوس قد أعلن يوم ثاني يونيو الجاري عن قراره التنازل عن العرش لتمهيد الطريق أمام «جيل جديد شاب» يجسده الأمير فيليبي. وجرت أمس الخميس مراسيم تسلم الملك فيليبي السادس للسلطة في احتفالات رسمية وشعبية، وفي هذا الإطار سلم الملك خوان كارلوس الأول، صباح أمس المشعل لابنه فيليبي كقائد أعلى للقوات المسلحة الملكية، وخلال هذا النشاط، الذي جرى بقصر لاسارسويلا، سلم خوان كارلوس للملك الجديد وشاح الحرير الأحمر كقائد عام للجيش، قبل أن يتوجه الملك فيليبي والملكة ليتيسيا إلى مقر مجلس النواب، حيث أقيم حفل إعلان العاهلين الجديدين لإسبانيا. ولدى وصول الملك فيليبي السادس وعقيلته إلى مقر مجلس النواب، استقبل الملكان الجديدان عند مدخل المجلس من قبل رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي. وبعد عزف النشيد الوطني تم إطلاق 21 طلقة مدفعية تحية للملكين الجديدين وابنيتهما ليونور وصوفيا. وبعد ذلك، استعرض الملك فيليبي السادس تشكيلة عسكرية من القوات البرية والبحرية الملكية وسلاح الجو والحرس المدني، التي أدت له التحية، قبل أن يلتحق الملكان بقبة مجلس النواب. واحتشد آلاف الأشخاص على طول المسار الذي سلكه الموكب الملكي، لتحية العاهلين الإسبانيين. وقد زينت شوارع العاصمة مدريد بهذه المناسبة بآلاف الزهور والأعلام الإسبانية الحمراء والذهبية. وخلال هذا الحفل، الذي افتتحه رئيس مجلس النواب، خسوس بوسادا، أدى فيليبي السادس اليمين بوصفه ملك إسبانيا الجديد، وبعد أداء النشيد الوطني، ألقى أول خطاب رسمي له أمام أعضاء مجلس النواب والشيوخ وأعضاء الحكومة ورؤساء الأقاليم المستقلة، وشخصيات سامية أخرى. وجرى هذا الحفل بمقر مجلس النواب في مدريد، بحضور الملكة ليتيسيا وابنتيهما ليونور، ثمان سنوات، والتي ستصبح أميرة أستورياس، وصوفيا، سبع سنوات، والتي ستحمل لقب إنفانتا إسبانيا، والملكة صوفيا (الأم)، وإنفانتا بيلار ومارغاريتا شقيقتي خوان كارلوس، وأعضاء الحكومة والنواب والشيوخ، ودون حضور أي مدعوين أجانب. أما الملك خوان كارلوس فقرر متابعة الحفل، من قصر لاسارسويلا، مفضلا إعطاء الملك المقبل «دورا أكبر» بحسب القصر الملكي الإسباني. وفي خطابه تعهد العاهل الإسباني بالحفاظ على «وحدة إسبانيا» والدفاع عن «المصالح العليا لإسبانيا والإسبانيين». وبعد أن أشاد بوالده الملك خوان كارلوس على الدور الذي قام به من أجل «المصالحة»، أوضح الملك فيليبي السادس أن 39 سنة من حكم الملك خوان كارلوس تشكل اليوم «جزءا من تاريخنا، وإرثا متميزا». كما جدد العاهل الإسباني، التأكيد على «عزم» بلاده «التعاون» بشكل وثيق مع البلدان العربية والمتوسطية والشرق أوسطية. وأشار الملك فيليبي السادس، بهذه المناسبة، إلى أن هذه المناطق «تكتسي أهمية استراتيجية وسياسية واقتصادية» بالنسبة لبلاده. وأوضح العاهل الإسباني، من جهة أخرى، أن مسوؤلية بلاده هي «المشاركة في بناء أوروبا قوية، موحدة ومتضامنة، تحافظ عل التعايش الاجتماعي وتكرس موقعها في العالم، وترسخ ريادتها المبنية على القيم الديمقراطية». وأكد الملك فيليبي السادس، في هذا الصدد، أن إسبانيا مدعوة إلى تعزيز موقعها على الساحة الدولية، وداخل الأممالمتحدة، من أجل الدفاع عن «حقوق ومصالح» مواطنيها.