تعرض العشرات من المواطنين إلى عملية نصب من طرف أربعة أشخاص بالعديد من الدواوير التابعة لجماعة خميسات الشاوية اقليمسطات، وهي عملية نصب تداخل فيها »الذكاء« باستغلال الظروف المأساوية لهؤلاء المواطنين، بعدما تمكن هؤلاء النصابون من سرقة العديد من البطائق الخاصة بإحدى جمعيات المعاقين بالعاصمة الرباط. جريدة »الاتحاد الاشتراكي« التي التقت بالعديد من المواطنين الذين ذهبوا ضحية هذا النصب ، أكدوا لها أن هناك أربعة أشخاص كانوا على متن سيارة بعدما زاروا أربعة دواوير، فتحوا نقاشا مع السكان وأوضحوا لهم أنهم مكلفون بتوزيع البطائق على ساكنة العالم القروي، كما عددوا الامتيازات التي يستفيد منها حاملو هذه البطائق التي هي في ملكية جمعية للمعاقين بالرباط. كما ادعوا أن ثمن البطاقة الواحدة 50 درهما. وأن من بين هذه الامتيازات، إلى جانب التطبيب والحصول على الأدوية مجانا، هناك استعمال القطارات والحافلات إلى غيرها من الخدمات. المواطنة حادة المنحدرة من دوار لبحيحات جماعة اخميسات الشاوية. قالت إنه فعلا تم إقناع كل الأسر بهذا الدوار وغيره من الدواوير الأخرى، حيث خرج المواطنون والمواطنات الذين تحلقوا حول »فاعلي الخير.« ولإحكام عملية النصب اشترطوا على كل شخص مستفيد أن يصطحب معه صورة شمسية لتثبيتها في هذه البطاقة، بعدما جلبوا معهم تضيف هذه المواطنة، «»لاصق سبيسيال»« إلى درجة أن بعض النساء يقول المواطن محمد، اقتلعن صورهن من وثائق أخرى حتى تتم الاستفادة من هذه البطاقة السحرية. إحدى المواطنات التي تعاني من مرض في عينيها سألت أفراد هذه العصابة إن كان بالامكان معالجتها، فرد عليها أحدهم «»شوفي أميمتي غادين نجيبوليك عوينات خضرين ديال نصرانية». « مواطن آخر تخطى عتبة السبعين من عمره، هو الآخر استفسر إن كان بالامكان معالجة أذنيه اللتين لم يعد يسمع بهما، فكان الرد جاهزا من طرف هذه العصابة التي أكدت له أن هناك دواء من بلجيكا »ناجعا سيتم استقدامه «وسوطة واحدة» حسب تعبيره يأتي الله بالفرج وتلوح الرابوز في الدرك وهو يشير إلى »جنان الصبار«. إمام مسجد الكوثر بدوار أولاد مالك بجماعة خميسات الشاوية هو الآخر لم يستثن من هذا النصب، فبعد أن توضأ أفراد هذه العصابة أمام أعين الجميع، منعهم الجشع وتنفيذ الخطة من أداء الصلاة مع الجماعة وبعد أن التحق بهم هذا الفقيه طلب أحد أفراد هذه العصابة من الساكنة السماح له لكي يستفيد هذا الفقيه من إحدى البطاقات مجانا، وهو ما تمت الاستجابة إليه إلا أن الفقيه الورع رفض هذه المجانية ومنح هؤلاء النصابين مبلغ 50 درهما. هذه الخديعة كشفتها إحدى الفتيات التي اتصلت بهاتف مقر الجمعية الذي كان مثبتا على البطائق، حيث أكد لها أحد مسؤوليها أن ما يحدث مجرد نصب، وأن جمعيته لا علاقة لها بالموضوع، مما حدا بأحد الشباب للاتصال بدرك أولاد سعيد وقائد قيادة أولاد سعيداقليمسطات، حيث طلب من المواطنين إلهاء أفراد هذه العصابة وهو ما حدث فعلا، ليتم اعتقالهم جميعا.