تخطف فرقة «طبول بوروندي» الأضواء في برنامج عروض الشارع التي تصنع الفرجة في عدد من فضاءات العاصمة الرباط. بأزيائها المميزة وطبولها الضخمة، وحركات أعضائها التي تجمع بين البعد الفرجوي والدلالات الإثنولوجية التي تحيل إلى أنماط معيشية تقليدية خلدتها الذاكرة الفنية، جددت هذه الفرقة، التي شاركت في العديد من المهرجانات المغربية، صلتها بالجمهور في لحظات تفاعل تلقائية. ويقول رئيس الفرقة نياغابو غابرييل، إن المجموعة تخلد، من خلال عروضها، تراثا فنيا يمتد إلى قرون، إذ يعود إلى تأسيس مملكة بوروندي في القرن 16، حيث اقترن ضرب الطبل بتقاليد المحافل الملكية. بهذا المعنى، تكون الفرقة حافظا أمينا لتاريخ غير مكتوب مغرق في القدم، ووثيقة حية لنظام اجتماعي وثقافي عتيق. ويفسر هذا الارتباط بعض الجوانب الاستعراضية الحركية في عروض الفرقة، فحين يقوم العضو بحركة يدوية حول الرأس، بعد ضربة على الطبل وأخرى، إنما يوثق قصة ذلك القسم الذي كانت تؤديه فرق الطبول عبر القرون، بالوفاء الدائم للملك، والاستعداد لتقديم رؤوسهم فداء له. أما باقي الحركات الاستعراضية، يضيف غابرييل، فهي، على غرار بعض الأنماط التراثية في المغرب، تجسد مشاهد نمطية في الحياة التقليدية لشعب بوروندي، في الزراعة والقنص والاحتفالات الطقوسية.