نظم مجلس القيادات الشابة لمنظمة البحث عن أرضية مشتركة ضمن المشروع المنجز بشراكة مع جمعية الشعلة للتربية والثقافة حول المشاركة المواطنة لشباب المناطق الحضرية المهمشة بالمغرب، مائدة مستديرة بالثانوية التأهيلية فاطمة الزهراء حول: بمشاركة السيد أحمد كعبوش رئيس المنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان والسيد عبد الرحمان العليوي عضو المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعاتى الفداء مرس السلطان، والسيد محمد قمار رئيس المرصد المغربي لنبد الإرهاب والتطرف. حضر المائدة المستديرة عدد هام من تلامذة المؤسسة إلى جانب مدير المؤسسة والحراس العامون والأساتذة إضافة إلى عدد هام من ضيوف الجمعية: رئيس جماعة المشور،نائب وزارة الشباب والرياضة، مندوبة التعاون الوطني مدير المركز الاجتماعي حي عمر ابن الخطاب ، رئيسة الشؤون الاجتماعية لجماعة المشور، قائدة دائرة المشور الدارالبيضاء... تناول السيد أحمد كعبوش رئيس المنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان الموضوع من الزاوية الأمنية باعتبار أن الأمن من أهدافه الأساسية السهر على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، حيث أبرز أن مديرية الأمن الوطني تعتمد في تدخلها ومنهجها المقاربة التشاركية، التي سعت من خلالها إلى إنتاج مفهوم جديد للأمن يعتمد عدة أبعاد: إنسانية، اجتماعية، تخليقية... مكنت من تجاوز المفهوم التقليدي للأمن الذي كان يعتمد أكثر على الجانب الزجري. ليركز بعد ذلك على أهمية التعاون بين المواطن وأجهزة المن وعلى أهمية التواصل بين الجانبين معتبرا أن الإحساس بانعدام الأمن الذي شعر به المواطنون في بعض اللحظات هو شعور خاطئ لأن للدولة الوسائل الكافية للقيام بحماية المواطنين إذا تعرضوا للعنف وهدد أمنهم. ضمن هذا السياق قدم السيد رئيس المنطقة الأمنية مرس السلطان مخطط عمل المنطقة والذي يعتمد أساسا على المحور الوقائي أي الوقاية من ارتكاب الجريمة في الشارع العام ومواكبة تلاميذ المؤسسات التعليمية عبر التواصل المستمر من خلال الخلايا المخصصة لهذا الغرض...، وقد اعتمدت الخطة منهجية استباقية عبر حملات على الدراجات النارية والأسلحة البيضاء مكنت من إيقاف عدد هام من المشتبه فيهم والتحقيق معهم ليتم بعد ذلك إما إطلاق سراحهم بعد التأكد من هويتهم أو إحالتهم على القضاء. وقد قدم السيد رئيس المنطقة الأمنية إحصائيات وأرقام همت الفترة الممتدة من 06 أبريل 2014 إلى غاية 26 ماي 2014 سواء على مستوى عمليات الأمن مع السلطات المحلية أو دوريات الأمن أو مستوى السير الذي يهدد كذلك بشكل كبير أمن المواطنين وهي الإحصائيات التي أبانت عن المجهود الكبير للفرق الأمنية في التصدي للجريمة والعنف وحماية أمن المواطنين. من جانبه قارب الأستاذ عبد الرحمان عليوي عضو المجلس العلمي لعمالة مقاطعات مرس السلطان الموضوع من الزاوية الدينية حيث ركز على الدعاوي الإرهابية وخطرها على المجتمعات البشرية من خلال مقدمة تناول فيها ثلاث مقامات: مقام الإيمان ? مقام إتمام النعم ومقام الرضى ليتناول بعد ذلك مدلول كلمة الإرهاب الذييعني شرعا ‹›تخويف الآمنين في ديارهم وأوطانهم، ونشر الأفكار المشككة لهم في تشبتهم بتوابتهم الدينية والوطنية..›› مبرزا أن الاعتماد على الوسطية والاعتدال يبعد الدعاوي الإرهابية عن المجتمعات معتبرا أن فهم الأدلة العقلية والنقلية على ضوء علم الأصول والحكام الفقهية يعتبر أعظم وسيلة لإبعاد الفكر الإرهابي... ليخلص إلى أن الأفكار المساعدة على خطر الإرهاب مرده إلى التنقيص من العلماء وأن درء الأخطار عن الأوطان والديار يقتضي محاربة هذه الأفكار الإرهابية بالمقاربات الشمولية التي تعتمد النصح الرشيد من طرف العلماء والعمل الصالح والسديد للشباب. من جانبه أكد السيد محمد قمار رئيس المرصد المغربي لنبد الإرهاب والتطرف على أهمية انفتاح المجتمع المدني على مختلف المؤسسات وأهمية أفكار الشباب المتقدمة التي تتطلب الاعتبار والرفع من الكرامة للإحساس بالذات ومن تم الانخراط في مختلف المبادرات الداعمة لنبذ العنف والتطرف. مبرزا أن الإيمان بالاختلاف والإنصات هو المدخل الأساسي من أجل مناهضة العنف في مختلف المواقع. كما أكد أن العنف يفضي لعدم التوازن وأن الأمن عامل استقرار ونماء ينبغي تكريسه والحفاظ عليه. وقد دعى في ختام مداخلته إلى التفكير الجماعي في مقاربة محور الجريمة الإلكترونية والعنف الإلكتروني لما أصبح يمثله هذا الجانب من تهديد لأمن وخصوصية المواطن. وقد توجت المائدة المستديرة بنقاش هام وغني ساهم فيه تلامذة المؤسسة التعليمية والفعاليات الحاضرة التي واكبت المائدة حتى نهايتها، حيث ركزت التدخلات على مفهوم الأمن والعنف وطبيعة المبادرات الأمنية خاصة الحملة الأمنية الأخيرة ومدى استمراريتها في نفس الإيقاع، وأهمية التبليغ عن الجريمة وأدوار المواطن في العملية إلى جانب أدوار المؤسسات التعليمية في ترسيخ للاعنف والتسامح.