التأكيد على أهمية المقاربة الأمنية في مكافحة الجريمة سيرا على عادتها وفي إطار سلسلة اللقاءات التي اعتادت على تنظيمها في العديد من المواضيع والمحاور التي تهم المواطن في العديد من المجالات، نظمت جمعية أبناء الحي للتنمية والتضامن بتنسيق مع جمعية ميمونة واللجنة الوطنية للإيكيدو يوشنكان والجمعية المغربية للصحة والتنمية وجمعية القدس للرياضات يوم الجمعة الماضي لقاء مفتوحا مع شباب منطقة الفداء تحت عنوان ''دور المقاربة الأمنية في مكافحة الجريمة'' وذلك بالفضاء الثقافي الأمل بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء. ويندرج هذا اللقاء في إطار انفتاح المؤسسة الأمنية على محيطها الخارجي بهدف التنسيق والتتبع وإيجاد حلول كفيلة لمحاربة ظاهرة الإجرام وكيفية التصدي لها. وحضر هذا اللقاء عبد المجيد فاطن المراقب العام بأمن منطقة الفداء مرس السلطان نيابة عن أحمد كعبوش رئيس منطقة أمن الفداء مرس السلطان، ورشدي فرشادو رئيس الدائرة الحضرية الإدريسية والكولونيل عبد الحق زمزم رئيس الهيئة الحضرية بأمن الفداء والدكتورعبد الإله المكاوي مدير مستشفى مولاي يوسف ورئيس الجمعية المغربية للصحة والتنمية والدكتور يوسف موحي أخصائي نفساني ومدير سابق بمستشفى برشيد للأمراض العقلية. في البداية افتتح عبد الله وافدي رئيس جمعية أبناء الحي للتنمية والتضامن اللقاء بكلمة، أشاد فيها بالقفزة النوعية التي تم تحقيقها على الصعيد الوطني بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجميع أنحاء التراب المغربي وذلك في العديد من المناحي والأصعدة والتي شكلت نقلة نوعية في تاريخ المغرب المعاصر، وفلسفة ملكية سامية يقتضى بها في تدبير أمور التنمية البشرية وإشراك الشباب في هذه المنظومة. وأشار عبد الله وافدي إلى المجهودات المبذولة والتقنيات المتطورة والخطوات الإستباقية المعتمدة من طرف جهاز أمن الفداء لمحاربة الإجرام والمجرمين. ومن جهته، شدد عبد المجيد فاطن المراقب العام بأمن الفداء على أهمية الدور التواصلي الذي تلعبه جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة مع السلطات الأمنية والمحلية، بعد أن رحب بالشباب الذي حضر هذا اللقاء المفتوح. وأضاف عبد المجيد فاطن، أن عناصر أمن الفداء على كامل الإستعداد للتصدي ومحاربة كل أشكال وأنواع الجريمة، داعيا شباب منطقة الفداء إلى تقديم الإقتراحات والمساعدات اللازمة بعد أن مدها بأرقام هاتفية مباشرة من أجل التنسيق والتتبع والتبليغ عن أي جريمة، مؤكدا بأن الغاية من هذه المجهودات تكمن في جعل المواطن يحس بالأمن والأمان. وفي كلمته، أشاد رشدي فرشادو رئيس الدائرة الحضرية الإدريسية بالمجهودات المبذولة من طرف السلطات الأمنية والمحلية لمكافحة الجريمة بمختلف أنواعها، مشيرا بذلك إلى أهمية تظافر جهود كل المتدخلين من أجل المساهمة في القضاء على ظاهرة الإجرام. داعيا إلى تكرار مثل هذه اللقاءات وجعلها دائمة بشكل متواصل. وبدوره تحدث الدكتور عبد الإله المكاوي مدير مستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء ورئيس الجمعية المغربية للصحة والتنمية، عن أهمية هذا اللقاء المفتوح مع شباب منطقة الفداء، ودعا عبد الإله المكاوي إلى ضرورة إشراك شباب المنطقة في المنظومة الرياضية لمكافحة السلوكات الإنحرافية ومحاربتها من خلال التنشيط والممارسة الرياضية خاصة وأن المنطقة تعرف تهيئ فضاء الرياضات متعدد الاختصاصات (فنون الحرب). وأوضح الدكتور يوسف موحي مدير سابق بمستشفى برشيد للأمراض العقلية الأسباب والدوافع التي تساهم بشكل كبير في ظهور الجريمة بشكل عام، مركزا في الوقت ذاته على الدوافع الأساسية لارتكاب مختلف الجرائم، مؤكدا هو الآخر على ضرورة إدماج الشباب رياضيا ثقافيا وفنيا مع تأطيرهم داخل الجمعيات. وفي الأخير، تم فتح باب النقاش مع شباب المنطقة، حيث تدخلت مجموعة من المتدخلين في كلمات أشادوا فيها بمجهودات جمعية أبناء الحي لتنظيم هذا اللقاء المفتوح، وثمنوا بموجبها المجهودات المبذولة من طرف جهاز أمن الفداء في القضاء على ظاهرة الإجرام بمختلف أشكاله. وللتذكير، فقد سبق لجمعية أبناء الحي أن عقدت عدة لقاءات تواصلية مع أحمد كعبوش رئيس المنطقة الأمنية للفداء مرس السلطان بقاعة الاجتماعات بمقر المنطقة الأمنية نذكر منها جمعيات المجتمع المدني، مجموعة من سكان حي الأمل، أمناء وتجار سوق بوجدور، أمناء وتجار سوق العيون.