لم أكن أعرف أن القفطان سلاح جريمة حتى من علينا الصديق والصحافي الوزير، الناطق الرسمي باسم الحكومة، برد على عريضة ناقشت واتخذت موقفا من تدخله في الغرفة الثانية حول.. سهرة القفطان. لا أخفي أن الرد على العريضة، التي كان العبد الفقير إلى ربه من موقعيها، أثار الانتباه في مجمله. أثار الانتباه وهو يقول: أن ما تضمنته العريضة يعكس «خطابا إيديولوجيا وتمييزيا وتحريضيا معاديا للديمقراطية». الله الله: يوسف فاضل وأنا تمييزيان مثل بيتر بوتا (هل تذكرون غريم السيد نيلسون مانديللا وقائد الأبارتايد؟). طبعا، معناه أيضا أن محمد الشوبي، والعبد الفقير إلى ربه معاديان للديموقراطية. كم هو جميل أن يتهمك وزير يلعن القفطان بأنك معاد للديموقراطية. ماذا لو كنا نتحدث عن البيكيني مثلا، لا شك أن محمد الشوبي سيصبح أدولف هتلر والعبد الفقير إلى ربه.. الحجاج بن يوسف الثقافي (الثقافي...نا الله السي الخلفي!). وبفضل غضب شديد اللهجة، أثار الرد الانتباه، لما يقول السيد الوزير أن التوقيع على العريضة «يفرغ المؤسسات المنتخبة من مصداقيتها وصلاحياتها، ويصادر حقها في التعبير». الله، واش هذا بصح ؟ واللا الخلفي يتكلم عن .. تلامذة أوفقير والسيد البصري رحمه الله .. هل هي منى فتو، الجميلة، الرقيقة، البديعة التي وقعت معنا، أم مارلين لوبين.. هل الموقع ذلك الكاتب الجميل سعد سرحان أم.. المقبور له محمد أوفقير!! لم يقف الغضب الوزيري (هل هو فعلا مصطفى الخلفي الذي أعرف؟) عند هذا الحد، بل ذهبت به تهيؤاته حول الدولة العميقة وأشباحها المخزنيين إلى حد أنه اعتبر بأننا نفعل ما نفعله لأننا نريد الحيلولة دون مواصلة مسلسل تنزيل الجيل الثاني من الإصلاحات في القطاع السمعي البصري، والقائمة على الاستقلالية والتعددية وتكافؤ الفرص وضمان المنافسة وإرساء الشفافية والحكامة الجيدة». أنا بصح هذا واللا واحد ابن .. الايه!! هل هي فتيحة سداس التي أعرف، وخدوج سلاسي التي أعرف، و سناء العاجي التي نعرف، ولطيفة أحرار التي تعرفون (اللا لطيفة هادي غير قضية قفطان أما لو كان البيكيني ديال المسرحية لو راكي فوق المشنقة)، و صباح الشرايبي التي نحب ونقدر، أم تراهن أمازونيات القذافي يردن العودة بالسيد الخلفي إلى الجيل السابق من الإصلاحات؟ طبعا، يتهم السيد الوزير المخرج محمد مفتكر وطغمة الموقعين بأنهم يسعون ل«تنميط الإعلام ومصادرة الرأي الآخر» والدعوة إلى تعطيل الآليات الدستورية والديمقراطية». واتهم المختار الغزيوي ونرجس الرغاي والفلول الموقعين معهما بالانفعال، لأن السيد الوزير يعرف أن «التماهي (في العريضة) مع التقارير الدولية غير المنصفة للمغرب في مجال حرية الصحافة وتبنيها، يؤكد الطابع الانفعالي للعريضة». وكان يمكن أن يضيف أن الموقعين على العريضة، تغلبوا على الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، لأننا ندعو إلى .. دولة الفقيه، بما أننا ضد الإصلاحات التي تبني الديموقراطية. وكان من الممكن أن يطلب من وزير العدل والحريات بإلقاء القبض علينا لأننا أزعجنا الجيران عندما أحدثنا ضجيجا في الليل ونحن نفرغ المؤسسات من مضامينها، مثلما تفرغ الحاويات .. كان من الممكن أن يرفع منسوب الاتهام، ويتهمنا بإسقاط محمد مرسي. وكنا سنقبل ذلك بكل أريحية. لكن أن يقول لنا أننا «« أدلجة قضية وطنية هي قضية دور وسائل الإعلام في محاربة الجريمة.. فتلك قصة أخرى. فلم نجد من أثر للجريمة سوى قفطان، هو الذي نبهنا إلى أنه شعر بالخجل رفقة والدته ( أطال الله عمرها ورضاها عليه) وهو يتابع أطوار السهرة إياها. شخصيا تساءلت في خروجه الإعلامي أمام البرلمان ، بدون كثير سخرية: لماذا يرى الوزير الركبة .. ولا يرى القفطان؟ وحقا، لماذا يصر الحزبيون المنتمون إلى جمعيات دينية على أن يروا دائما ما يختفي من الجسد عادة؟ واحد يرى الصدر، والآخر الإبطين (بنيكران ومصورة دوزيم) وآخر، مثل الشوباني، لم يحدد لنا ما الذي دفعه إلى رد فعل ضد صحافية أخرى، بالرغم من غياب الركبة والابطين ..وفرخي حجل على صدور النساء) لماذا ينظرون إلى الأصبع عندما تشير أنت إلى القمر..! حقيقة، ألا تعتبر أي امرأة من نسائهن عارية تحت .. الحجاب؟ تحت الخمار وتحت الجلباب؟ السؤال الآخر: إذا كان القفطان أداة الجريمة، مثلا هل ستكون التكشيطة .. هي الجثة؟ وأين المحفز على القتل؟ لست أدري، ما إذا كان السيد الوزير، الناطق الرسمي باسم الحكومة، سيقف عند هذا الحد، أم أنه سيحيل على وزارة الداخلية كل القفاطين التي أهملتها لكي تكون على قد المساواة مع الجناوا. وكل المدعوين إلى الحفلات المغربية سيصبحون بموجب .. شرامليا وسيتعزز القاموس الخاص للصحافة بمصطلح التقفطين، دلالة على ظاهرة إجرامية جديدة. وسيكون على السيد وزير الداخيلة أن يعقد اجتماعا طارئا مع بوشعيب الرميل ويحضران لميلاد شرطة.. التدخل السريع للهجوم على القفاطنية، ويطرح النائب عبد الله بوانو سؤالا ناريا : كم من حبة قفطان حجزت في بداية الحملة؟ وماذا تنوي الحكومة أن تفعله لتعويض الخياطين، بعد أن أفلست تجارتهم؟ وهل سيتعامل الاتحاد الأوروبي معهم على قدم المساواة مع زارعي الكيف .. ولن تفوت الفرصة السيد أفتاتي الذي سيهاجم وزير الفلاحة بسؤال ناري ناري: ماذا أعددتهم من قفاطين بديلة للقفطان الشرمولي ؟ وهلم عبثا، وهلم .. جرة وقفطانا. والله يسترنا جميعا، آمين.