نظمت ثانويتا ام البنين الاعدادية و الثانوية التأهيلية محمد الخامس و جمعيتا الاباء والأمهات بهما, ندوة فكرية حول « العنف المدرسي و شغب الملاعب : الاسباب و الحلول « و ذلك يوم الخميس 22 ماي الجاري بالثانوية التأهيلية محمد الخامس ، حيث قدم الاستاذ عبد الرحمان السملالي مدير ثانوية محمد الخامس كلمة ترحيبية شكر فيها الحاضرين و المشاركين في الندوة, معرفا بتخصصاتهم و مواقعهم في المسؤولية . انطلقت الندوة بعرض شريط حول شغب الملاعب ، بعده مباشرة تقدم الاستاذ عبد الاله العزوزي مدير ثانوية ام البنين و مسير الجلسة بعرض السياق و الظروف التي جاءت فيها هذه الندوة, معتبرا ان ظاهرة العنف في المدارس و في الملاعب الرياضية اصبحتا من المشاكل العويصة و الآفات الخطيرة التي أصبحت تؤرقنا جميعا و تهدد مناعتنا في الجسمين التربوي و الرياضي ، و اصبحت تسائلنا جميعا عن اسبابها و تجلياتها و بالتالي عن الحلول الكفيلة للتخفيف من حدتها ، ثم انطلقت الندوة بتدخلات كل من الاستاذ:حسن خابوس رئيس جمعية اباء و امهات و اولياء التلاميذ بثانوية ام البنين الاعدادية - والدكتور حمداش - الاستاذ الجامعي بجامعة ابن طفيل و الباحث السوسيولوجي في مداخلته تحت عنوان « كيف تنقلب الرياضة «و المراقب العام ، رئيس المنطقة الامنية بالقنيطرة المركز السيد العربي رفيق الذي قارب الموضوع من الناحية الامنية . ثم السيد كريم شوكري الكاتب الجهوي للجمعية الوطنية للصحافة الرياضية بجهة الغرب الشراردة بني حسن ، تلتها مداخلة الاستاذ نور الدين شيهب محامي والكاتب العام للنادي الرياضي القنيطري الذي تناول الموضوع من الزاوية القانونية و اخيرا الاستاذ محمد شابلي النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني بالقنيطرة الذي قارب موضوع العنف المدرسي من الناحية التربوية ، تلتها شهادة عبد الرحمان الحواصلي حارس مرمى النادي القنيطري الذي استقى شهادته من واقع الملاعب الرياضية المغربية ، و اعطى توجيهات للتلاميذ في حسن السلوك و متابعة الدراسة . .وأبرز المشاركون خلال أشغال هذه الندوة أن المقاربات التربوية والأمنية والسوسيولوجية والحقوقية وكذا الإعلامية والأسرية تروم العمل على الوقاية من السلوكات العدوانية وتربية الناشئة على نبذها من خلال نشر ثقافة الحوار بين التلاميذ وجميع مكونات المنظومة التعليمية ، وكذا بين المشجعين وجماهير الملاعب.كما تتوخى ضمان انخراط واسع لجميع المتدخلين في اعادة بناء سلوك المتعلم المتفرج وتفعيل أدوار الحياة المدرسية والانفتاح على التلاميذ المهمشين وتشجيع المواد التي تساعد الطفل على التشبع بالقيم ومأسسة رصد وتتبع حالات العنف بالوسط المدرسي وكذا بالوسط الرياضي.وشدد المشاركون على أن العنف المدرسي والعنف الرياضي تظل سلوكات غير اجتماعية تشوش على الشروط الموضوعية لبناء التعلمات داخل فصول الدراسة ، وكذا على عموم المتفرجين .وأشاروا إلى العنف المدرسي والرياضي يخلفان مجموعة من الاثار والاضطرابات النفسية لدى الطفل والتي تشوش على سيرورة العملية التعليمية وعلى سيرورة الحياة العامة وتعيق عملية الاستيعاب والتركيز والفهم والاندماج مع الآخرين . وللوقاية من العنف ، يضيف المتدخلون في هذه الندوة، يجب الرهان على دور الاسرة و المدرسة وكذا جميع المتدخلين في الحياة المدرسية وكذا في الحياة الرياضية ،في احتواء العنف وتدبيره والتصدي له من خلال خلق الظروف الضرورية لجعل الطفل شريكا وفاعلا، مشددين على ضرورة ترسيخ الجوانب الايجابية وتشجيع التلميذ على الخلق والابداع وجعله قادرا على الاندماج في محيطه.وكذلك الشأن بالنسبة للمتفرجين وشددوا على ضرورة خلق خلايا نفسية للاستماع وخلق خلايا تواصلية مع الاسرة ومع مشجعي الفرق الرياضية لتحسيسها بأهمية دورها وخلق مجالات رياضية وفنية ورياضية لتشجيع الاطفال على تفريغ شحنات العنف، الى جانب تكوين الاساتذة والمنظمين والمؤطرين حول كيفية تدبير العنف بكل أشكاله والتصدي له.وأكدوا على أن المدرسة تعد مجالا تربويا وتعليميا بامتياز, حيث تقوم بأدوار سامية ونبيلة بالرغم من رصد بعض مظاهر العنف من التلميذ نحو التلميذ أو من التلميذ نحو الاستاذ أو من الاستاذ نحو التلميذ.وشدد المشاركون في هذا اللقاء الدراسي على أهمية النهوض بثقافة حقوق الانسان لدى الطفل والحرص على ضمان حق الطفل في التعليم والترفيه والنهوض بثقافة المواطنة والحق والواجب لدى الطفل بتزامن مع ضرورة احترام الواجبات والتقيد بضوابط الالتزام والانضباط. ومن جهة أخرى، شدد المتدخلون على أهمية مواجهة التحديات على المستوى الحقوقي من خلال اعادة تعديل واصلاح مجموعة من التشريعات والقوانين لتتلاءم مع مواثيق حقوق الانسان، والتنسيق بين عدة متدخلين في المنظومة التعليمية والمنظومة الرياضية لتحديد المسؤوليات والأدوار واعتماد سياسة عمومية أفقية مندمجة وتحفيز الاطر االعاملة من خلال تحسين وضعيتهم القانونية والمالية. وأكد المشاركون على ضرورة تظافر جهود الجميع من أجل تحويل المؤسسات التعليمية والملاعب الرياضية الى مؤسسات وفضاءات خالية من العنف بفضل تكاثف الجهود بين جميع الفاعلين من مؤسسات ومجتمع مدني في اطار برنامج واضح المعالم.وأضافوا ان الفعل التربوي المدرسي والفعل الرياضي يأخذان أبعادا عميقة ترتبط بمستقبل الوطن ومواطن الغد، مما يفرض ضرورة العمل على ترسيخ القيم الانسانية النبيلة والقيم المشتركة والموحدة للرقي بالمنظومتين التربوية والرياضية والاهتمام بأوضاع التلاميذ والمتفرجين والنهوض بحقوقهم كأطفال وشباب. وقد تخلل الندوة ادراج شريط سينمائي يعالج ظاهرة العنف بعنوان « «هاذي حياتي» من انجاز تلاميذ محمد الخامس و اخراج الاستاذ محمد مطيع ، وكذا اغنية من انجاز تلاميذ محمد الخامس حول العنف ، كما تم توزيع شواهد تقديرية على المشاركين الستة في الندوة وعلى اباء وامهات التلاميذ والتلميذات الذين حصلوا على نتائج جيدة و يتحلون بسلوكات حسنة، كتحفيز للاباء والامهات الذين يساعدون المدرسة على التربية الحسنة لأبنائهم و بناتهم ، و على الحرص عليهم من اجل التحصيل الدراسي و تحقيق نتائج جيدة و ملموسة . وختمت الندوة بتنظيم حفل شاي على شرف المشاركين .