يشكل المتحف التربوي الصغير بمدرسة حي الشهداء بنيابة فاس بما تتيحه أروقته من معروضات بألوان من التراث المادي العلمي والحضاري للإنسان محطة مهمة ضمن برنامج الأبواب المفتوحة لمدارس حوض الأندلس مقاطعة فاسالمدينة الذي نظم مؤخرا بمشاركة خمس مؤسسات تعليمية . ويندرج هذا النشاط الثقافي والتربوي حسب المنظمين في إطار تنشيط الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية العمومية ،وإذكاء ديناميتها ، وإنجاح برامج الأنشطة الثقافية والتربوية والفنية والرياضية ، وكذا الانفتاح على المحيط الخارجي للمؤسسة ، والرفع من مرد ودية الحياة المدرسية وإشعاعها على المستوى المحلي والإقليمي ويشتمل المتحف على أجهزة عرض سينمائية من الجيل الأول ،وسائل قياس ، منتوجات تقليدية من معادن مختلفة تختزل ذاكرة زاخرة ومحفزة للإبداع التلاميذي ، في تنوعها وجماليتها التي تغري الزائر بمآثرها ورموزها ومحطاتها التاريخية المبتكرة ، والمتحف بمحتوياته من أشكال ثقافية متعددة من تقاليد وأنماط عيش وفنون تعبيرية ، رحلة في عمق التاريخ و الثقافة و التراث الإنساني ليس بفاس وحدها ولكن في العالم ، ويكفي القيام بجولة داخل هذا الفضاء المتحفي لاكتشاف الثراء الحضاري عبر مسار الإنسان في محيطه الجهوي والكوني . كما يشكل فرصة للاحتكاك التلاميذي لاستشراف رحلة الابداع عبر محطاتها المتطورة واعتبار المدرسة المغربية محطة لهذا الاستشراف والحاجة الماسة لاستكمال مسيرته. مجالا تجتمع فيه معروضات تاريخية شكلت محطات تأمل وتطور عبر مسار حافل بالعطاء والأبداع تراث حضارة تقاليد تنصهر في رحلة بالألوان. حضر حفل افتتاح برنامج الأبواب المفتوحة كل من ذ محمد دالي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس بولمان والسيدة نائبة وزارة التربية الوطنية بفاس وعدد من الأطر الإدارية والتربوية التابعين للحوض ويرى الحاج محمد كليوي مدير مدرسة حي الشهداء بفاس الحسن الخفيفي المسؤولان الرئيسيان عن البرنامج العام للأنشطة أن إحداث هذا المتحف بالمؤسسة »يعد مكسبا مهما بالنظر إلى الدور الوظيفي الذي يمكن أن يلعبه لا سيما على مستوى المساهمة في حفظ الذاكرة الإبداعية للمؤسسة ، من خلال صون وتجميع مختلف اللقى والمتروكات والمشغولات اليدوية التي رتبت محطاتها بعناية لغايات استطلاعية واستشرافية للحاضر والمستقبل إلى ذلك ، ضم حوض الأندلس كل من مدرسة حي الشهداء ? مدرسة أبي الحسن المريني ? مدرسة ابن رشد ? مدرسة باب الفتوح ? مدرسة ابن أبي زرع- وقد توزعت أنشطة برنامج الأبواب المفتوحة من 20 إلى 30 أبريل 2014 ما بين المسابقات الثقافية و دوري في كرة القدم و مسابقة في العدو الريفي ذكورا وإناثا . كما تم إنجاز خمس مجلات مدرسية من طرف تلاميذ كل مؤسسة تضم التربية الطرقية وقد أطرها ضباط شرطة من ولاية أمن فاس مع اجتياز التلاميذ امتحان السياقة على مثن الدراجات الهوائية . ومن ضمن أنشطة البرنامج كذلك ، عروض نظرية في موضوع «المراهقة والأمراض المعدية « من تأطير أطر طبية متخصصة إضافة إلى مشاركة بعض تلاميذ الحوض في مرسم الإبداع التشكيلي بمساهمة جمعية تنمية التعاون المدرسي . وتضمن برنامج العروض موضوعا حول «حقوق الطفل « تناول محاوره مدير مدرسة حي الشهداء وأنشطة بستانية وبيئية متنوعة ، حيث تم غرس وتشذيب الأشجار وتزيين الحديقة المدرسية والتزود بالشتائل والأغراس من طرف المجلس البلدي لمقاطعة فاسالمدينة . وإلى جانب فلكلور شعبي ورقصات تعبيرية ، كانت السينما التربوية حاضرة من خلال عرض أفلام تربوية ثلاثة منها تم إنتاجها بمدرسة حي الشهداء ، كما استفاد أكثر من 100 من تلامذة الحوض من فقرات صبيحة من إعداد فكاهيين محترفين بالإذاعة والتلفزة . واعتبر العديد ممن استمعوا إلى أحد تلاميذ المؤسسة بالمستوى الرابع ابتدائي وهو يقرأ قصائد شعرية من الشعر الجاهلي ،حيث يحفظ مجموعة من القصائد عن ظهر قلب مفاجأة الحفل بامتياز . بقيت الإشارة إلى المساهمة الفعالة والمتفاعلة من قبل منشطي ومنشطات مؤسسات الحوض وكذا جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ التي حققت النجاح المتوخى للتظاهرة الفنية والتربوية ، وكانت فرصة حقيقية لاستثمار المهارات الثقافية والتربوية والأدبية والرياضية لكل مؤسسة بالإضافة إلى تقاسم وتبادل التجارب الناجحة.