يرى عبد العزيز معيفي عن النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) بجهة مراكش، أن الدولة هي التي عليها أن تتحمل المسؤولية التعليمية للأطفال ذوي الإعاقة، وهي التي لها القدرة على الإستراتيجيات الممكنة، حيث اعتبر أن الجمعيات ليست لها القدرة على ذلك، متسائلا كيف يمكن أن نضع رجال المستقبل في أيدي جمعيات هاوية؟ مستدركا أنه لا يطعن في هذه الجمعيات، لكنها ليست محترفة. وأضاف المعيفي، خلال ندوة نظمتها النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) بجهة مراكش تانسيفت الحوز، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، مساء أول أمس الاثنين 19 ماي 2014 في موضوع «أية استرايجيات لضمان تمدرس ملائم للأطفال ذوي الإعاقة»، بالمركز الجهوي للتربية والتكوين ابن رشد بمراكش، «ليس صحيحا أن تعتمد الدولة على الجمعيات». وفي حديثه عن الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل النهوض بهذه الفئة الاجتماعية، وعن الحاجيات اللوجيستيكية والتعليمية التي يحتاجونها، أكد معيفي أن هؤلاء الأطفال في حاجة للطبيب بقدر حاجتهم للأستاذ، ذلك أن الطفل المعاق لا يحتاج الطبيب فقط عند المرض بل يحتاج إليه طيلة حياته، وذلك في التشخيص والتتبع وما إلى ذلك. وأوضح المتحدث أن نوع الإعاقة يتطلب تكوين مدرسين لأصحاب هذه الإعاقة بل وتكوين أبائهم أيضا، وحذر من ترك هذا المجال (مجال الإعاقة) إلى القطاع الخاص، هذا القطاع الذي وصفه معيفي بالمفترس، وشدد على أنه من غير المعقول تركه له. وتحدث عبد العزيز معيفي عما يجعل النقابة تهتم بمثل هذا الموضوع، حيث أوضح أن (ف د ش) منحازة إلى مختلف فئات المجتمع، وأضاف قائلا «نقابتنا لا تهتم بالأطفال المعاقين موسميا بل يدخل ذلك في فلسفتنا»، وأكد على أن النقابة تتعامل مع الموضوع من منطلق قوة اقتراحيه، وأشار أن الغاية تدعو إلى التفكير في منهجية للنهوض بشكل عملي في وضعية الطفل المعاق. و من جهته قدم الدكتور جمال الدين بوفتاس خلال الندوة، معطيات رقمية تتعلق بالوضعية الراهنة للعملية التربوية للطفل المعاق بجهة مراكش تانسيفت الحوز، التي يبلغ عدد الأقسام الخاصة بالأطفال في وضعية إعاقة بها 33 قسم بنيابة مراكش تحوي 419 طفلا، وسبعة أقسام بنيابة الحوز، وتعتبر نيابة شيشاوة الأضعف في هذه الحلقة بقسمين اثنين، مع العلم أن أول قسم قد أحدت سنة 1996 بمدرسة الشابي بمراكش. أما أستاذة التعليم الابتدائي، المكلفة بالإدماج المدرسي، بمدرسة الشهيد محمد الزرقطوني نيابة إقليمالحوز بشرى مجاهيد، فقد تحدثت عن تجربتها الخاصة في هذا المجال، حيث أبرزت مجموعة من المعيقات التي تواجها في عملها، منها قلة التجهيزات المخصصة للقسم المدمج، بالإضافة إلى تغييب القسم المدمج في مشروع المؤسسة، وصعوبة تشخيص الإعاقات، والتمييز بين بعض أنواعها، وغيرها من المشاكل التي تعيق المسألة التربوية في هذا المجال. وحضر الندوة محمد آيت واكروش الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم بالجهة وعضو المكتب الوطني للنقابة، وعبد الواحد المزكلدي رئيس مصلحة الحياة المدرسية بالأكاديمية الجهوية للتربية. ويندرج هذا اللقاء في إطار الحملة الدولية من أجل تعليم جيد للجميع، التي تنطلق خلال شهر ماي من كل سنة، وقد رفعت حملة هذه السنة شعار: «حقوق متساوية، فرص متساوية: التعليم لذوي الإعاقة».