تأتي الجولة ما قبل الأخير حبلى بالإثارة والتشويق والندية حتى، وستكون حارقة وملتهبة في محطتي الدارالبيضاءوخريبكة، حيث فتيل الصراع على اللقب يزداد اشتعالا، ولهيب الإفلات من مخالب النزول تكتوي به ستة أندية، وبما أن مصير بعض الفرق قد يتحدد خلال هذه الجولة، فالمطلوب أن يكون التحكيم في مستوى الانتظارات. شاءت البرمجة أن تضع الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني في مواجهة ساخنة، وشاءت الصدفة أن يكون للطرفين المتباريين رهان موحد وحلم واحد، واعتباراً لكون هذه المواجهة هي جسر ييسر العبور نحو العالمية. فالأكيد أنه ستدور فوق صفيح ملتهب، وستحظى بمتابعة جماهيرية قياسية وسيتابعها إعلاميون كثر، بعضهم من أوربا. إنها مواجهة من نار بين فريقين يطمحان إلى معانقة العالمية. فالمغرب التطواني وجد نفسه في منعرج صعب وحاسم، وهو الذي كان بإمكانه تفادي هذا الوضع، لو عرف كيف يدبر بعض مباريات شطر الإياب (أربعة تعادلات وهزيمة أمام الجيش الملكي خلال اللقاءات السبعة الأخيرة)، ويراهن التطوانيون على محطة البيضاء لصنع الاحتفالية مبكراً، حيث أكد المدرب عزيز العامري أنه سيبقى وفياً لنهجه الهجومي، وأنه يبحث عن جني ثلاث نقط، حتى ولو كان التعادل مفيدا بالنسبة لفريقه، موضحاً في ذات السياق: «سنعمل على تحقيق الانتصار، مع كل التقدير للفريق المنافس»، وناشد في تصريحه بأن ترقى المباراة إلى مستوى العرس الكروي، وأن ترخي الروح الرياضية العالمية بظلالها على هذه المحطة. المدرب البنزرتي اعتبر العودة القوية للرجاء مؤشر على الإيمان القوي للاعبين بالدفاع عن حظوظهم للحفاظ على اللقب الذي بحوزتهم، وأضاف في تصريح له: «فريق الرجاء قادر على التجاوب مع المحطات الفاصلة والحاسمة، سيما وأنه سيلعب أمام أنصاره»، ولم يفته التذكير بأن الفوز على تطوان يجعل مونديال الأندية على بعد ثلاث نقط. واستعداداً لهذه المباراة، دخل فريق الرجاء في معسكر مغلق بمركز ويلناس منذ الأربعاء الماضي، لأخذ أكبر جرعة من التركيز، ما يعني بأن البنزرتي على وعي تام بجسامة المهمة، خصوصاً وأن أول مباراة له برسم الدوري الاحترافي، كانت أمام المغرب التطواني، ومني خلالها بالخسارة. محطة أخرى ستكون حارقة، وستجمع أولمبيك خريبكة وأولمبيك آسفي، هذا الأخير يكفيه التعادل ليضمن البقاء، لأن الخسارة قد تزج به داخل منطقة الحسابات الضيقة خلال الجولة الأخيرة التي سيواجه فيها الرجاء البيضاوي. بالمقابل، فالفريق الخريبكي خياره الوحيد الانتصار قبل الانتظار، وأي نتيجة غير الفوز سترمي به في أحضان الدرجة الثانية، ولعل وضعية الفريقين فوق خريطة الترتيب تجعل من هذه المحطة مباراة سد قد تحسم في مصير هذا الطرف أوذاك. فريق جمعية سلا مطالب هو الآخر بصنع الانتصار أمام الأنصار لتفادي حسابات الجولة الأخيرة، لكن الفريق المنافس هو الوداد البيضاوي الذي أضحى يؤثث البرنامج ليس إلا.. ورغم ذلك، فالمدرب بنهاشم صرح بأنه يعي جيداً أهمية المباراة، لكنه أبدى تخوفاته من هذه المواجهة، مضيفاً في تصريحه «سنلعب بحذر شديد، لأن الضغط سيكون على لاعبينا، وطموحنا الخروج على الأقل بنقطة واحدة». الوداد الفاسي الذي أضحى حظوظه في البقاء ضئيلة، إن لم نقل منعدمة، سيلعب ورقته الأخيرة أمام حسنية أكادير، وهو يعي أن مصيره ليس بين أقدام لاعبيه، ومع ذلك، سيدافع عن البصيص من الأمل الذي تبقى له، وإن كان توديعه للدوري الاحترافي بات أمراً محسوماً فيه بنسبة كبيرة جداً. نقطة واحدة تزن ذهباً بالنسبة للنادي القنيطري خلال استقباله للدفاع الجديدي، وكان بإمكان الكاك الذي تجمد رصيده في 31 نقطة منذ عدة دورات تفادي تواجده بمنطقة حسابات آخر ساعة، لو ناقش المباريات الأخيرة بشكل إيجابي، ومع ذلك، فحظوظه في البقاء لا يحتاج إلى معجزة، كما هو الشأن بالنسبة للوداد الفاسي وأولمبيك خريبكة. فريق المغرب الفاسي الذي وجد نفسه في وضعية غير مألوفة لديه، وغير معتادة بالنسبة لجمهوره سيرحل إلى وجدة للدفاع عن حظوظه في البقاء، حيث سيواجه النهضة البركانية في مباراة لحسابات خاصة، ولعل رهان المدرب عبد الرحيم طاليب هو رد دين الرباعية المسجلة خلال لقاء الذهاب، وتعزيز الرصيد لتأمين البقاء، وتحقيق الانتصار على فريق الأمس، وهذا الرهان ليس مستحيلا، لكنه صعب المنال على لاعبي الماص الذين يخوضون المباراة تحت ضغط نفسي كبير، جراء الوضعية غير الآمنة التي يوجدون بداخلها. البرنامج: السبت 16 ماي 2014: شباب الحسيمة الفتح الرباطي س 16 الوداد الفاسي حسنية أكادير س 16 الأحد 17 ماي 2014: نهضة بركان المغرب الفاسي س 16 جمعية سلا الوداد البيضاوي س 16 أولمبيك خريبكة أولمبيك آسفي س 16 النادي القنيطري الدفاع الجديدي س 16 الرجاء البيضاوي المغرب التطواني س 17 الإثنين 18 ماي 2014: الجيش الملكي الكوكب المراكشي س 19