قال تعالى:"وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا "18) (الجن) وقال تعالى: " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" وجاء في السنن: {يدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فيجد حلقتين، حلقة يدعون الله ويسألونه ويتضرعون إليه، وحلقة أخرى يطلبون العلم ويسألون، قال عليه الصلاة والسلام: هؤلاء العباد، يدعون الله إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون العلم وإنما بعثت معلماً، ثم جلس معهم عليه الصلاة والسلام). المَسجد هو كل ما أعد ليؤدي فيه المسلمون ذكرانا وإناثا الصلوات الخمس جماعة، بما في ذلك صلاة الجمعة . وقد يطلق على ما يتخذه الإنسان في بيته ليؤدي فيه صلواته كانت نوافل أو فريضة وقال الزركشي :كل مكان يتعبد فيه فهو مسجد لقوله (ص) وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا ...وقال : ولما كان السجود أشرف أفعال الصلاة لقرب العبد من ربه اشتق اسم المكان منه فقيل مسجد، ولم يقولوا مركع.. إن سياق اختيار موضوع المساجد مرده أن العديد من المواظبين على صلاة الجمعة يشتكون بين الفينة والاخرى في عدة مساجد بعدة مدن ومناطق من بعض مضامين خطب بعض الائمة التي توظف وتستغل منبر بيت الله لتمرير مواقف بعض التوجهات السياسية والمذاهب ، وتحويلها الى فضاء للتشكيك والطعن بالإشارة واللمز والغمز في استقصاد لقوى المعارضة الوطنية أحيانا كما يطعنون في الليبراليين والرأسماليين واليساريين والديموقراطيين، ودعاة حماية الحريات وحقوق الانسان أحيانا أخرى، ووصفهم بأنهم تركوا الاسلام وتشبهوا بالغرب والشرق أو أنهم يدعون للميوعة والانحلال الخلقي . بل يصل بهم الامر الى توزيع الاتهامات كل جمعة على الناس، قدحا وتقريعا، مصحوبا بالوعيد وسوء العاقبة عند جردهم لبعض المظاهر المجتمعية المرتبطة بالعادات والتقاليد وبعض الاعراف ، باستثناء من يمدحهم أو يزكيهم خطيب الجمعة دون أن يحددهم في إطار تمريره للبدائل والحلول التي يريد إقناع الناس بها.ويصل البعض الى اعتبار القوانين والدساتير التي تعتمدها الدولة قوانين مرفوضة لا يجب اعتمادها في تدبير أمور الناس. ولنقف هنا عند دور المسجد في زمن النبوة وزمن الخلفاء الراشدين على وجه الخصوص مع الاخذ بعين الاعتبار بدايات تطور بناء إدارات للدولة الاسلامية زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه . فالمسجد هو مكان للعبادة، ومدرسة للتعليم وجامعة للبحث والتأطير والتفقه في أمور الدين وبرلمان أو مجلس للتشاور في قضايا المسلمين ذكورا وإناثا ..ومقر لوزارة الخارجية تستقبل فيه الوفود وتدار فيه المفاوضات والمباحثات وتدبج فيه المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات ومنه ترسل البعثات ، وكانت مجلسا للتداول في أمور الحرب والجهاد ومقرا للقيادة العسكرية. وتميزت كذلك بكونها منتدى لفنون الأدب والشعر والخطابة وفضاء للإنشاد والترويح عن النفس ، حيث لعب في المسجد الاحباش ورقصوا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة. ويستعمل أحيانا للتمريض ، وكان كذلك محلا للراحة تطمئن فيه القلوب والانفس وتترقى روحانيتهم وتتقوى عزيمتهم، ويسعون لتعلم الحكمة والعمل الصالح.فكان المسجد بذلك يشكل إدارة لمؤسسة الدولة في بساطتها وبداية تشكلها ... ففي زمن النبوة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم هو مبلغ الوحي الإلهي للناس والقاضي والقائد العسكري ورئيس الدولة والمعلم المربي، حيث كان الله ملهمه ومرشده وموجهه وحافظه وعاصمه لتكون أقواله وأفعاله وتقريراته مكملة لما أجمل وفصل من الوحي، ومدققة لما لم يفصل ومفسرة لما يحتاج الى توضيح بمراعاة للظرفية ومستوى المعارف أنذاك وملابسات كل حالة ونازلة وحدث .لهذا فلا قول بعد قول النبي إلا إذا كان رأيا خاصا به حيث كان يجيب عن سؤال الصحابة ...في السُّنة والسيرة: " يا رسول الله ، أهو الوحي ؟ أم الرأي والمشورة ؟.. " فإن قال: إنه الوحي، كان منهم السمع والطاعة له ، أما إن قال لهم الرسول - جوابًا عن سؤالهم -: إنه الرأي والمشورة.. فإنهم يجتهدون ، ويشيرون ، ويصوبون.. لأنه صلى الله عليه وسلم هنا ليس معصوما ، وإنما هو واحد من المقدمين في الشورى والاجتهاد . لهذا يعد المسجد أصل وأساس المعرفة الايمانية والعلاقات التي تحكم وتنظم حياة المسلم في بيته ومع جيرانه ومع المسلمين ومع الناس كافة في كل المعاملات ، فلا يمكن للمجتمع الأول للمسلمين أن يتماسك وتترسخ جذوره إلا بالانضباط والاتباع والعمل الدؤوب، ونشر قيم الود والتراحم والتآلف والمحبة، والعدل والمساواة بين مكونات الأمة. قال (ص) "..وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده .."..رواه مسلم . لهذا يمكن الجزم بأن دور المسجد هو التوحيد بين الناس واجتناب كل ما يؤدي للتنافر والصراع والفتن من مثل إثارة النعرات القبلية ،والمساس بأعراض الناس وانتهاك حرماتهم أو استفزازهم بذكر عيوبهم التي قد يعرف بها البعض ممن يحضر للصلاة.. أو بالتشكيك في إيمان الناس أو نصرة مذهب على آخر أو تكفير جماعة أو أفراد من المجتمع ... وهذا ما اشتكى منه العديد من الناس في أزمنة سابقة وفي أيامنا هاته ،حيث تبدلت أحوال بعض المساجد وابتعد بها بعض الأئمة عن أداء مهمتها السامية ورسالتها النبيلة التي أقيمت من أجلها ليقحموها في دائرة دعاية سياسوية بغطاء دعوي تضيق على الناس بوصف التشدد والتطرف، هو الاسلام الحقيقي وغيره لا يعتد به - ولنا في ما تبثه بعض القنوات الفضائية ببعض المساجد الكثير من الامثلة التي تتسبب في الاضطرابات والفتن والصراعات والتكفير بأمزجة بعض المشايخ - فأصبحنا نرى الناس يتوزعون على المساجد ليلائم هواهم هوى بعض الائمة ...؟؟؟كما ابتعد العديد عن صلاة الجمعة لمخافة أن يقعوا في المحظور إن انفعلوا واحتجوا بالمسجد على التجاوزات التي قد تصدر أحيانا ...وهذا وجه من أوجه "منع مساجد الله" على عباد الله. إن هذا التراجع في دور المسجد أرجعه بعض العلماء إلى الأئمة أنفسهم في المقام الاول - والى سكوت أولي الامر وقبولهم بالأمر الواقع - ، وعدم إدراكهم واستيعابهم لآلية التواصل وحسن التبليغ والتعليم والنصح في أمور الدين والدنيا.. فأصبح البعض منهم يطيل الخطبتين معا ويثقلهما بمقدمات طويلة مشبعة بالسجع والجمل المركبة والمصطلحات الغامضة -التي لا يفهم معانيها إلا العارفون باللغة العربية - ويعمدون الى شحنها بالوعيد والتنفير والتعسير ...كما يمررون رسائل مشفرة وواضحة من مثل ما فعل أحد الخطباء مثلا بأحد دول المشرق الذي كفر الشيعة بل جعل معتقدات غير المسلمين أحسن من مذهبهم، وخلق فتنة أضرت بالعلاقات بين دول وأغضبت كل من سمع أو تناهى الى علمه ذلك الاتهام الخطير وتلك المقارنات الغريبة .ومثل هذا يفعله البعض عندما يمس بشكل مستفز ببعض العادات والتقاليد المرتبطة ببعض الطوائف المنتشرة بالغرب الاسلامي، والتي لها امتداد ببعض دول إفريقيا دون أن يراعي في ذلك الالتجاء الى الحسن من اللفظ والكلام والدلالات والمعاني التي لا تقدح ولا تجرح، ولا تدفع الى التعصب وردود الافعال الأكثر عنفا. فالحكمة هي القاعدة الجوهرية التي بنى عليها سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام خطبه ومواعظه ونصائحه ومعاملته مع الجميع، فلم يكن صخابا ولا بذيئ الكلام ولا متشنجا ولا متشددا. بل كان كل كلامه رحمة يرتاح له المؤمن وغير المسلم .. إن للائمة والوعاظ مكانة محترمة ومتميزة لأنهم حسب المفهوم والمؤمل يتكلمون بالقرآن والسنن النبوية وبالسير الصالحة . لهذا عندما يتكلمون يسكت الجميع احتراما وتعظيما لمكانتهم. ومن هنا لا يجب ولا يجوز أن يستغل أي كان تلك المكانة ليمرر ويفرض على الناس سماع مواقفه الشخصية وقناعاته المذهبية، وحقده وسياسة حزبه على الناس بالمسجد وبالأعراس أو الافراح أو اللقاءات العامة لأن الوطن والدين والسياسة للجميع، ومن حق الجميع وليست حكرا لهذا على ذاك ..كما لا يجوز أن يستغل البعض القنوات والاذاعات بتوظيف أوجه دعوية معلومة الانتماء لتيار أو حزب لترويج أفكارهم الخاصة .وإلا وجب على الدولة أن كان ذلك مسموحا به ومقبولا أن تجعل من حق المذاهب والاحزاب على حد سواء أن تكون لهم أجنحة دعوية وحصصهم لإمامة الناس وبالمجالس والكراسي العلمية وبالبرامج الدينية بوسائل الاعلام حتى يتجه كل واحد الى المسجد الذي الذي يؤمه إمام يتقاسم مع الافكار والقناعات وحتى السياسات . ولنا في الشرق ومحيطة الامثلة الصارخة التي دفعت كل توجه الى إحداث قناته" الدعوية" السياسوية والتي تحولت بسبب الحراك الشعبي الى منابر مفتوحة لتوجهات سياسية، وظف فيها الدين بأشكال أساءت الى أمة سيدنا محمد بإجازة القتل والتفجير وإثارة الفتن والدعوة للجهاد والجهاد المضاد والتكفير على المذهب والموقف السياسي. فإذا تأملنا العلة في ما يمنع إتيانه وفعله والاقدام عليه بالمساجد سنجملها في : * تحريم نشدان الضالة به ، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {من سمعتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا: لاردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا}..- والضالة قد تكون غرضا ماديا أو معنويا وقد تكون نفعا سياسيا لجهة ما على حساب جهة أخرى . * منع الرسول الكريم أن تقام فيه الحدود جملة وتفصيلا *أن يسل فيها سيف أو أي سلاح * كما نهي عن جعل المساجد موضعاً للبيع والشراء . * جعلها أمكنة للاستفزازات الكلامية التي قد تخل بضوابط الصلاة أقوالاً وأفعالاً ، وتمنع تحقق الخشوع فيها وهذا يشوش على الناس بالمسجد وخارجه ...والامر يسري هنا على الافراد بالمسجد كما يمكن أن يعني الامام إن حول كل خطبته أو البعض منها الى لغو وتشويش على المصلين بتدخله في الامور السياسوية - أو تصريف موقف ما من قضية ما بمنظار شخصي - التي هي شأن أصحاب الاختصاص في الامكنة الخاصة بذلك إلا المسجد الذي يصلي فيه المغاربة بمختلف انتماءاتهم وقناعاتهم. لهذا يعبر عدد من السياسيين والدعاة المحايدين في وطننا هذا وفي غيره، عن اعتراضهم على إقحام المساجد في السياسة واتخاذ الدين ستاراً ومبررا لأفعال وقرارات بعض الساسة بهدف الوصول للمسؤوليات العامة، في استغلال بشع لبيوت الله لأمور حزبية ومذهبية، متهمين بعض الدعاة والائمة بالقيام بالدعاية السياسية لأحزاب علي حساب أحزاب أخرى. إن المساجد هي بيوت الله ومحل لثقة الناس تهوي إليها أفئدتهم ويتواصلون مع ربهم في صلواتهم الجماعية التي أمروا بأدائها، ويتلقوا فيها نفحات مشرقة ومبهجة ومبشرة ومحفزة لروح الإيمان في النفوس والقلوب. إننا اليوم - وحتى قبل هذا العصر - نرى الدول التي ننتمي إليها قائمة على مجموعة من المؤسسات والتخصصات الحكومية والخدمات المتنوعة التي تحتاج الى احترافية وخبرات ومهنية عالية، ولم يعد من الممكن أن تكون وزارة الدفاع والصحة والبريد والخارجية وغيرها بالمساجد، بل حتى الشأن الديني أصبحت له مؤسساته وضوابطه بما يحفظ وحدة الامة وحرية المعتقد، وتجنب التطرف والفكر التكفيري والتشرذم المذهبي المرتكز على العصبية المقيتة . وبات من الواجب أن تحفظ المساجد التي تشكل الملجأ الجماعي للمسلمين والمسلمات لضمان استمرار الوحدة، وليس أن تكون سببا في الفرقة والتمزق والفتن . ان ديننا شامل ومسألة اخضاعه لسياسة حزب ما أمر غير شرعي .. إن الاسلام ينظم الاختلاف في تدبير كل الامور الشرعية والمادية والمعنوية والاجتماعية بما يحقق اليسر والتراحم وينشر المحبة والتعاون والتكامل.. ونحن هنا لن ندخل في التحليل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لنصنف السياسات بالاسلامية وغير الاسلامية، باعتبار المنهجية والطريقة المعتمدة في تدبير وتسيير أمور الأمة والدولة فالحلال بين والحرام بين . إن الذين يريدون أن يخضعوا الدين للحزبية والفرق والمذاهب في المسائل السياسية، أنتجوا عبر التاريخ الكثير من المآسي والانقسامات والحروب، وما زلنا نرى أمثلة في راهننا حيث يقتل البعض البعض الآخر ويكفره. وتستباح دماء الإخوة في الدين وتصبح نساء مؤمنات سبايا، وأموال أمة سيدنا محمد غنائم بمبررات جاهلة وتفسيرات تعسفية سببها فتاوى بعض الدعاة والائمة. قال أحد الشيوخ:" إنه لا ريب أن خطبة الجمعة من شعائر الله العظيمة التي لها أهمية كبرى في دين الله عز وجل.. لذلك أمر الله بالسعي إليها وأوجب الاستماع لها وحرم الكلام وقت إلقائها وكانت الخطبتان شرطا في صحتها...وأشار الى أن لخطبة الجمعة حقائق ومقاصد عظيمة مدارها على الموعظة والتذكير وتبصير الناس بأمور دينهم." ولكن للأسف الشديد فقد جنح البعض عن هذا المنهج القويم، ونحوا بالخطبة منحى أفقدها مواصفاتها الشرعية المستمدة من الهدي النبوي وعمل السلف الصالح، حتى سيست الخطب فخرج بها عن دورها الشرعي في الموعظة والتذكير والتبصير . ويضيف أحد الشيوخ الجادين : أما الدخول في "متاهات" الاحزاب ونقد الأشخاص، فهذا شيء مرفوض تماما على المنبر. فمهمة الخطيب تقتصر على أن يربي ويعلم مبادئ الإسلام الصحيحة للناس. وأن يترك للناس الحرية في التعامل مع الأحداث. فلا أحد يرضى أن تتحول المنابر الدينية من منابر الفضيلة إلى منابر الدعاية لتيار فكري وسياسي كيفما كانت توجهاته . قال الحسن البصري: "أيها المؤمن! لن تعدم المسجد إحدى خمس فوائد أولها: مغفرة من الله تكفر ما سلف من الخطيئة، وثانيها: اكتساب رجل صالح تحبه في الله، وثالثها: أن تعرف جيرانك فتتفقد مريضهم وفقيرهم، ورابعها: أن تكف سمعك وبصرك عن الحرام، وخامسها: أن تسمع آية تهديك". ونختم هذه المقالة بدعوة أولي الامر لحماية بيوت الله من كل من يستغلها لأغراض سياسوية أو لإثارة الفتن ولحماية المجال الديني والدعوي من أي نزلاق حتى نضمن لأمتنا التماسك مع ضبط عادل لقواعد الاختلاف والتنافس من أجل الخير والتطور والرخاء والتقدم . رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: »يَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ لِأَمْرِ دُنْيَاهُمْ، لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ فَلَا تُجَالِسُوهُمْ...«"