أجمعت شهادات ثلة من رجال المقاومة ومسيرين رياضيين وجمعويين، مساء اليوم السبت بمقر الاتحاد الرياضي المغربي للتنس بالدارالبيضاء، على أن مسار الراحل محمد امجيد كان حافلا بقيم الفضيلة والتضحية ونكران الذات والغيرة الوطنية، وشاهدا على مواقف جريئة ستظل منقوشة في سجل الوطنية المغربية. وأكدت هذه الشهادات، التي ألقيت خلال الحفل التأبيني الذي تميز بحضور على الخصوص عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة و فيصل العرايشي رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب، أن هذه المناسبة تعتبر عرفانا بالتضحيات التي قدمها هذا المناضل والوطني الغيور. واعتبروا، في هذه الشهادات التي استحضروا فيها مسار الراحل السياسي والرياضي، أنه سيظل حاضرا برصيده ووطنيته الصادقة المجسدة لقيم الالتزام والبذل والعطاء ونكران الذات والثبات على المبادئ. وفي هذا الصدد، أبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري في كلمة خلال هذا الحفل، الذي نظمته المندوبية السامية، إحياء للذكرى الأربعينية لوفاة الوطني محمد امجيد، أن أسرة المقاومة وجيش التحرير فقدت برحيله نموذجا مثاليا وشخصية فذة في التربية على خدمة الصالح العام. وأضاف أن الراحل، كان أحد الوطنيين الأفذاذ الذين أبلوا البلاء الحسن دفاعا عن حمى الوطن وحياضه والثوابت والمقومات الوطنية، مضيفا أن التاريخ سجل له مواقف ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ وحية في نفوس وحاضرة في الأذهان. كما ذكر بأن الراحل كان يهتم بتنظيم الشباب للتعبير عن الرفض للسياسة الاستعمارية حيث قام بالتعبئة للاحتفال بعيد العرش، وتنشيط حملة تحسيسية في أوساط الطبقات الشعبية بمدينة مراكش للتعريف بوثيقة المطالبة بالاستقلال حيث تعرض على إثرهما للاعتقال والنفي إلى مدينة بني ملال. وغداة الاستقلال، يضيف الكثيري، واصل الفقيد الجهاد الأصغر بالجهاد الأكبر من أجل البناء والنماء وإعلاء صروح المغرب الجديد الحر المستقل، مضيفا أن الراحل تقلد المسؤولية وانخرط في العمل الحر. وأشار إلى أن الفقيد بصم ميدان الرياضة بمبادراته الجادة، فكان من مؤسسي الجامعة الملكية لكرة المضرب التي انتخب رئيسا لها من سنة 1956 إلى 2009، وكان فيها مثالا للمسؤول الرياضي حيث تم تعيينه على إثرها عضوا باللجنة الأولمبية المغربية، مضيفا أن الفقيد كان حاضرا وبقوة في العمل الجمعوي، إذ يعود له الفضل في إنشاء المؤسسة المغربية للشباب الحاملة لاسم «المبادرة والتنمية» والتي تنشط في مجال العمل الجمعوي ودعم المشاريع والأوراش التنموية والاقتصاد الاجتماعي، وأنه كان حريصا على دعم الشباب من حاملي المشاريع الصغرى والمتوسطة. من جهة أخرى، أشار الكثيري خلال هذا الحفل التأبين المنظم بتنسيق مع عائلة الفقيد والاتحاد الرياضي المغربي للتنس بالدارالبيضاء، أن المندوبية ستعمل على إطلاق اسم المرحوم محمد امجيد على شارعين ومؤسستين وملاعب رياضية بكل من مدينتي الدارالبيضاء ومسقط رأسه آسفي. من جهته، أكد محمد خيرات أحد المسيرين بالاتحاد الرياضي المغربي للتنس بالدارالبيضاء، على أن المرحوم محمد امجيد سيظل حاضرا بين أصدقائه ومن عاشروه، مضيفا أن مبادئ الراحل ستبقى تخيم على عمل المسيرين الرياضيين. وبهذه المناسبة تم إطلاق اسم المرحوم محمد امجيد على الملعب الرئيسي لنادي الاتحاد الرياضي المغربي للتنس بالدارالبيضاء. يذكر أن هذا الحفل التأبيني عرف أيضا حضور والي جهة الدارالبيضاء الكبرى خالد سفير وعدد من أعضاء المندوبية السامية ومقاومين وإعلاميين وفنانين ورياضيين إلى جانب أفراد من عائلة الراحل وشخصيات أخرى.