أجمعت شخصيات سياسية ورياضية وثقافية على أن الراحل محمد امجيد، الفاعل الجمعوي، الذي لبى داعي ربه صباح أمس الخميس، عن سن تناهز 97 عاما، كان شخصية وطنية غيورة على مصالح البلد، أسدت خدمات جليلة للوطن والمجتمع. ففي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء خلال مراسيم تشييع جثمان الراحل، التي جرت عصر اليوم الجمعة بمقبرة الرحمة بالدار البيضاء، قال رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، إن الراحل كان "إنسانا وطنيا غيورا، كبر تقدري له لصدق خطابه، وحرصة على الدفاع عن أبناء الفقراء والمساكين، الذين كانوا في حاجة للمساعدة". وأضاف أن الراحل اهتم، فضلا عن انشغالاته الاجتماعية، بكرة المضرب، حيث استطاع أن يعطيها ألقا مغربيا على المستوى الدولي. ومن جهته أبرز السيد عبد السلام بودرار رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، أن محمد امجيد يعتبر نموذجا للإنسان الوطني الفذ، مشيرا في هذا السياق إلى أن الراحل كرس حياته لخدمة الآخرين. وأضاف أن الراحل كان يناضل أيضا من أجل مجموعة من القضايا تتعلق بالنزاهة والشباب والمستضعفين وتحديث المجتمع. ومن جهته اعتبر السيد مصطفى دنيال المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل، أن محمد امجيد ينفرد بعدة خصائص منها دفاعه عن القيم النبيلة، وعن المبادئ التي كان يؤمن بها. ووصف السيد دنيال، الراحل بكونه "مواطنا مغربيا كبيرا" يتميز أيضا بالتسامح والعطاء في المجالات التي كان يشتغل فيها. وفي السياق ذاته أكد الشاعر صلاح الوديع، أن محمد امجيد اضطلع بدور كبير في الظل في ما يتعلق بموضوع المصالحة والإنصاف، موضحا أن الراحل يعتبر " أحد الأعمدة الرئيسية في العلاقة بين حركة الضحايا والدولة"، هو ما قاد بعد ذلك إلى تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة، التي تعتبر تجربة نموذجية في مجال العدالة الانتقالية. وأضاف أنه منذ تأسيس منتدى الحقيقة والإنصاف، " شكل الراحل أيضا حلقة وصل بين السلطة وأعضاء المنتدى، بغرض احترام التجمعات والوقفات" التي كان المنتدى ينظمها، وذلك بالنظر لوزن الراحل والثقة التي يحظى بها من لدن الدولة والحركة الحقوقية على السواء. ومن جانيه أكد السيد خالد أوطالب مدير دوري جائزة الحسن لثاني للتنس، أن الراحل يشكل نموذجا بالنسبة إليه في المجال المتعلق بالاهتمام برياضة كرة المضرب وتشجعيها. وأضاف أن الراحل، الذي كان شجاعا وطيبا، بذل جهودا كبيرة في تشجيع الرياضة وممارستها. يشار إلى أن مراسيم تشييع جثمان الراحل جرت في موكب جنائزي تقدمه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بحضور مستشار صاحب الجلالة السيد فؤاد عالي الهمة ورئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، وعدة شخصيات من عالم السياسة والاقتصاد والفكر والرياضة والأدب، وأفراد أسرة الراحل. وكان الراحل، الذي يعد قيدوم المسيرين الرياضيين المغاربة، رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب لمدة ناهزت 45 سنة. وكرس محمد امجيد، المزداد بمدينة آسفي، حياته للعمل الجمعوي.