استنادا إلى المذكرة النيابية رقم 6/021 المعتمدة على مراسلة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء رقم 14/0752 .وبعد توصلها من مصلحة محاربة الأمية والتربية غير النظامية بكل الوثائق (»استمارة الطفل المحصى, بطاقة الاستاذ وشبكة التفريغ، أقمصة خاصة) بادرت العديد من مؤسسات التعليم الثانوني الاعدادي التابعة لنفوذ تراب نيابة وزارة التربية الوطنية بعين الشق إلى الانخراط الكلي في عملية «من الطفل إلى الطفل»، خاصة تلك المؤسسات المجاورة لتكثلات سكنية تغلب عليها الكثافة السكانية، وتعيش في أوضاع صعبة لوجودها داخل مساكن عشوائية أو دواوير تدخل في حزام السكن غير اللائق الذي يعاني من مجموعة اكراهات تأثرت بها مجموعة من التلاميذ والتلميذات وتسببت في انقطاع عدد منهم عن دراستهم، ومن أهم هذه المؤسسات الثانوية الاعدادية الشهيد محمد بن المكي المجاورة لمنطقة المكانسة، وبالأخص دوار نبيل، حيث انطلقت مجموعة من تلاميذ هذه المؤسسة وتحت إشراف أحد أساتذتها الذي جمع خبرة ميدانية في هذا المجال وأصبح من خلالها يجيد عملية التواصل والاقناع والتأثير على الآباء والأولياء واستطاع أن ينقل طريقته هذه إلى المجموعة التي اختارها من تلميذات وتلاميذ المؤسسة صحبة مدير المؤسسة الذي أشرف على تكوين هذه المجموعة وتفسير طريقة طرح بعض الأسئلة التي ستلقيها مجموعته وطريقة ملء شبكة التفريغ وانطلقت في اتجاه أزقة منطقة المكانسة. نفس الشئ بمنطقة سيدي مسعود, حيث توجد الثانوية الاعدادية فاطمة التامي, التي خصص مديرها لقاء مع مجموعة من التلاميذ ينتمون لمجموعة من الدواوير المحيطة بالمؤسسة، تمكن تحت إشراف المسؤول عن مصلحة محاربة الأمية والتربية غير النظامية، نيابة عين الشق من ايصال مجموعة من التوضيحات لهؤلاء التلاميذ، الذين سرعان من انخرطوا في العملية واستطاعوا استقطاب مجموعة من المنقطعين عن الدراسة. ومن خلال جولة قامت بها الجريدة صحبة المجموعة الأولى التي تنتمي إلى تلاميذ وتلميذات الثانوية الاعدادية الشهيد محمد بن المكي والمجموعة الثانية التابعة للثانوية الاعدادية فاطمة التامي، تبين أن الأسباب يغلب عليها الطابع الاجتماعي والحالة المزرية للعديد من الأسباب، حيث أن أغلب المنقطعين خرجوا إلى ميدان العمل رغم هزالة مدخوله. وهي لا تتعدى بعض المهن التي تعتمد على المجهود البدني، داخل بعض الورشات العشوائية، أما من يفوق سنهم 15 سنة فقد توجهوا إلى البيع بالتجوال، عبر دفع أو جر عربة أو عربة تجرها دابة، فيما لم يجد الآخرون سوى البقاء في الحي لعدم توفر العائلة على ما يمكنها سد واجبات التمدرس، بعد أن صعب عليها الحصول على لقمة العيش - هذا الوضع لا تستثنى منه التلميذات، حيث انخرطن في اعمال تكاد تكون غريبة عنهن، لكن ظروف العيش الصعبة جعلتهن ينخرطن دون حرج لمساعدة أسرهن. الغريب أن مجموعة مهمة استطاع الأطفال الممدرسون اقناعها بالعودة من جديد، فمنهم من بإمكانه الاندماج في التربية النظامية ومنهم من سيتم ادماجه في التربية غير النظامية ومنهم من التزمت النيابة مصلحة محاربة الأمية والتربية غير النظامية بادماجه في التكوين المهني وقد لاقت هذه العملية استحسانا كبيرا من لدن الأسر المعنية.