في ظل الأجواء المتوترة بدواوير المكانسة 2-3-4-5 و دوار نبيل، تمكنت مصلحة محاربة الأمية والتربية غير النظامية من ولوج هذه الدواوير يوم الأربعاء 9 ماي 2012، لاعطاء انطلاقة عملية «من الطفل الى الطفل» بالمدرسة الابتدائية الحديويين التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية بعين الشق. وتندرج هذه العملية في إطار مشروع E 1P5 و خاصة الجانب المرتبط بالتحسيس و التعبئة حول ظاهرة الهدر المدرسي، وذلك لخلق أجواء مناسبة لتعبئة المدرسة ومحيطها وشركائها من اجل محاربة الظاهرة والاحتفاظ بالتلاميذ و إرجاع المنقطعين والمنقطعات عن الدراسة. وتستهدف العملية التلميذات والتلاميذ الممدرسين بالمؤسسة التعليمية الأطفال غير الممدرسين و القاطنين بمحيط المؤسسات التعليمية، و تعتمد بالأساس على الأطفال لاستقطاب أقرانهم ممن انقطعوا عن الدراسة لظروف مختلفة أو الأطفال الذين لم تشملهم قط عملية التمدرس لسبب من الأسباب، غالبا ما يكون نتيجة الأوضاع الاجتماعية. وتبدأ العملية بتحسيس التلاميذ بظاهرتي عدم الالتحاق والانقطاع عن الدراسة، تكوين التلاميذ على استعمال و توظيف استمارة وإجراء مقابلات مع التلاميذ غير الملتحقين والمنقطعين، حيث يقوم المدرس بفتح نقاش مع التلاميذ بشأن الموضوع عن طريق طرح بعض الأسئلة : حول إمكانية إرجاع هؤلاء الأطفال و استئنافهم للدراسة. هذه العملية لقيت ترحيبا من التلاميذ بالابتدائي والإعدادي و أبدوا رغبة كبيرة في القيام بها، واختار المسؤولون العدد الكافي منهم فانطلقوا بين أزقة هذه الدواوير و انخرطوا ، بكل تلقائية، في العملية وفق المعلومات التي تلقوها من الأساتذة المرشدين. هذا وقد حددت جدولة زمنية للعمليات المبرمجة لسنة 2011/2012 تتلخص في 5 عمليات: 1 التحضير، 2 التنفيذ، 3 استثمار نتائج العملية وإعداد التقارير ، 4 إعداد التقرير الوطني ، 5 الاستعداد لتنظيم عملية القافلة على الصعيد الجهوي و الإقليمي. وقد عرفت العملية تجاوبا من طرف أطفال هذه الدواوير خصوصا الفتيات، واستطاعت المجموعة المنتشرة من أطفال المؤسسات التعليمية، خاصة أطفال المدرسة الابتدائية الحديويين، لفت انتباه مجموعة كبيرة من المنقطعات والمنقطعين عن الدراسة الذين دخلوا مباشرة في حوارات عفوية، كشفت، بكل براءة، أسباب الانقطاع عن الذهاب إلى المدرسة، والتي ترجع إلى الأوضاع الاجتماعية المزرية وكثرة الولادات وارتفاع عدد الأطفال ، مما يصعب على الأب أو الأم توفير كل الحاجيات اللازمة، هذا بالإضافة إلى فقدان السكن لأبسط مقومات العيش الكريم . وقد أكدت بعض الأمهات للجريدة أن أطفالهم محتاجون لعملية التمدرس وأن الظروف والأوضاع الاجتماعية التي يعيشون وسطها تعد عائقا قويا، ولكن الجميع استحسن هذه العملية، «علما يضيف بعض الآباء أن مبادرات نيابة التعليم بعين الشق، ساهمت في ولوج العديد من الأطفال الذين لم يستطيعوا مسايرة التمدرس بالإعدادي مراكز التكوين، والوقوف بجانب المتفوقين في الامتحانات الاشهادية لمتابعة دراساتهم». اجتماع الجمعة الماضية، وفق مصادر مطلعة، الذي حضره عمال عمالات المقاطعات البيضاوية ، وعمال إقليمي النواصر ومديونة والمحمدية، إلى جانب رئيس جهة الدارالبيضاء ورئيس مجلس المدينة ورئيس مجلس العمالة، أثيرت خلاله أهمية إيجاد مقاربة تشاركية من أجل مواجهة معضلة الدور الآيلة للسقوط، حيث دعا الوالي الجديد، مختلف الجهات المتدخلة إلى، ضرورة التسريع من وتيرة تدخل السلطات الإقليمية والمنتخبة في معالجة مشكل ساكنة المدينة القديمة، التي عرفت مؤخرا انهيار منازل خلف سقوط ضحايا، وذلك بالعمل على تيسير ترحيل الساكنة المتضررة للمشاريع السكنية الجديدة بكل من ( الرحمة النسيم الغفران).