سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في لقاء حول آلية تطوير الصناعات التقليدية وتحويلها إلى صناعات تصديرية بمراكش. نجيب أيت عبد المالك : الرفع من قيمة وحجم الصادرات يستلزم تقوية مناعة المقاولات
قال نجيب ايت عبد المالك رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش بأن الرفع من قيمة وحجم الصادرات، يستلزم تحقيق مجموعة من الشروط من بينها تقوية مناعة المقاولات ومنحها قوة تنافسية من خلال عدة محاور أبرزها تقوية البنيات التحتية ووضع برامج للتكوين والتكوين المستمر والاهتمام أكثر بمقاربة النوع . جاء ذلك خلال ورشة عمل حول آلية تطوير الصناعات التقليدية وتحويلها إلى صناعات تصديرية صباح يوم الاثنين 28 أبريل 2014 بمقر غرفة الصناعة التقليدية، شاركت فيها مجموعة من النساء من مختلف البلدان العربية، وأضاف أيت عبد المالك أن غرفة الصناعة التقليدية اعتمدت مع باقي الشركاء الجهويين مخططا يمتد لخمس سنوات من أجل تنمية القطاع، وتم تسطير برنامج للتكوين أنجز منه هذه السنة 11 محورا استفادت منه بالأساس مجموعة من التعاونيات والجمعيات المهنية وجل المستفيدين من النساء، مبرزا أن الجانب الأكبر من عمل الغرفة ينصب حاليا حول دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني لينفتح هو الآخر على الأسواق الخارجية.. وقال رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش إن الهم واحد ومشترك وهو الرفع من مساهمة الصناعات التقليدية في التنمية الوطنية، وهو ما تجلى في الأهداف التي سطرتها استراتيجية تنمية قطاع الصناعة التقليدية بالمغرب على مدى عشر سنوات ابتداء من 2005 ، والتي جعلت من بين أهم أهدافها الرفع من رقم المعاملات الخاصة بهذا القطاع والرفع من نسبة حجم التصدير، وقد تم سن سياسة لهيكلة المقاولات ومواكبتها من خلال عقود/ برامج ودعم مشاركتها في الصالونات والمعارض الأجنبية. وأعطى ايت عبد المالك أمثلة في تجربة غرفة الصناعة التقليدية بمراكش التي يترأسها، من خلال اتفاقيات شراكة مع مجموعة من المؤسسات الأجنبية والتي بواسطتها يتم التعريف وترويج المنتوج التقليدي المراكشي خاصة والمغربي عامة. ونبه نجيب ايت عبد المالك الى ندرة وغلاء مجموعة من المعادن في ما يتعلق بالمواد الاولية اللازمة وذات الجودة العالية، مما هدد معه تنافسية المنتجات وأنذر بإفلاس العديد من المقاولات العاملة في مجموعة من المجالات، داعيا الى ضرورة تجاوز مخاطر ذلك من خلال تدبر الامر والخروج بحلول عاجلة، حفاظا على هذه الحرف ليس لأهميتها الاقتصادية والتجارية فحسب ولكن لكونها جزءا من الإرث الحضاري والثقافي لأمتنا العربية.. هذا وقد عرفت هذه الورشة تدخلات كل من مي السعدي مديرة التنمية الصناعية والتعدين، وعادل الصقر المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين والدكتورة علا أبو زيد نائبة المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية. وقد أجمعت كل التدخلات على أن قطاع الصناعة التقليدية أو الحرفية كما أطلقت عليها بعض التدخلات هو قطاع حيوي له أهمية قصوى في اقتصاديات البلدان العربية. كما أنه مرتبط بالبعد الحضاري والثقافي للشعوب وتراث إنساني تقتضي الضرورة الحفاظ عليه وتطوره، لكن لابد من توفير آليات الشراكة والتسويق وتسطير برامج تدخل في إطار علاقات التعاون بين البلدان العربية، بل يجب أن تكون في صلب تعزيز الوحدة العربية نظرا للكثير من التشابه في الكثير من الابداعات، وهو ما قد يسهل ويكسر حاجز التباعد. كما أن الخصوصيات ستعزز التنوع على شرط البحث عن وسائل لتشجيع التسويق.. وركزت الورشة على الدور الفاعل للمرأة في هذا المجال الحيوي. وكانت اللحظة القوية هي تلك التي تحدثت فيها المشاركات من مختلف الدول العربية عن تجاربهن في هذا المجال والمجهودات التي تبذلها كل دولة. وتبين أن هناك بالفعل الكثير من التجارب والاختلافات وكذا الاجتهادات، بل كانت التدخلات في غاية من الأهمية، خاصة في ما يتعلق بالطريقة التي تم بها إيصال الافكار، وتأثرت القاعة أكثر حين تحدثت ممثلة فلسطين عن تجربة هذا البلد المحتل، وقالت بأن الكثير من المنتجات التي يبدعها الفلسطينيون يتم وضع اسم اسرائيل عليها، وهذا احتلال آخر ومحو حتى للمجهود الابداعي وطمس للتراث الفلسطيني.. هذا وقد تم اختتام هذه الورشة بجولة في أروقة مقر غرفة الصناعة التقليدية والتي تشكل نموذجا فنيا لما أبدعه الصانع التقليدي المراكشي، وقد عبرت الكثيرات عن إعجابهن بتميز الصناعات التقليدية المغربية وتنوعها.. يذكر أن ورشة آليات الصناعات التقليدية وتحويلها إلى صناعات تصديرية تدخل في إطار انعقاد المؤتمر العربي الدولي الثالث عشر للثروة المعدنية بمراكش ما بين 28 و30 من أبريل 2014 تحت شعار: «الثروة المعدنية إمكانات واعدة لتنمية صناعية مستدامة».