دعا نجيب ايت عبد المالك, رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش إلى عدم حصر دور الغرف المهنية في الوظيفة الإدارية المحضة, بل يجب تفعيل دورها كمقاولة عمومية في خدمة المقاولة الخاصة وإعطائها الوسائل والإمكانيات التي تمكنها من لعب دورها كفاعل أساسي في التنمية، وأضاف وهو يتحدث إلى المشاركين في الملتقى الأول للمهنيين الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية والفضاء المغربي بجهة مراكش تانسيفت الحوز السبت الماضي، تحت شعار: "دور الغرف المهنية في تأهيل المهنيين في ظل الإصلاحات المرتقبة" بأن الغرف مطالبة بتوفير الظروف الملائمة لإنعاش المقاولة الحرفية عن طريق تشجيع التكوين والتكوين المستمر وتحسين ظروف العمل ووضع الآليات المناسبة لتسويق المنتوج ومواكبة ومصاحبة مقاولة الصناعة التقليدية ودعمها والمساهمة في كل المشاريع التي تهم التنمية المحلية وخاصة تلك التي لها علاقة بقضايا المهنيين.. غير أن أيت عبد المالك أكد أن هذه المهام لن تتحقق دون العمل على تعزيز دور الغرف وتمثيليتها للمهنيين وذلك بالرفع من اختصاصاتها وتحويل دورها الاستشاري إلى دور تقريري وإشراكها بشكل فعال في التنمية المحلية والجهوية مشددا على أن إصلاح وضع المهنيين يرتبط بشكل كبير بالدور المنوط بمؤسساتهم التمثيلية والتنظيمية داخل الفضاء الجهوي والتي يجب أن تكون في مستوى مواكبة التوجهات الجديدة للاستثمار والتنمية الاقتصادية. وعلى المستوى الوطني, قال أيت عبد المالك بأن الغرف المهنية مدعوة اليوم إلى فتح نقاش داخلي بينها حول محور أساسي وهو أية غرفة نريد في ظل المستجدات؟؟ والغاية من ذلك التفكير هي وضع آلية وطنية تستهدف توحيد عمل الغرف وعقلنته في اتجاه صياغة البرامج المناسبة لدعم مقاولة الصناعة التقليدية, آخذة بعين الاعتبار الخصوصيات والمؤهلات الجهوية للقطاع, تتمتع هذه البرامج بالمرونة اللازمة لأقلمتها مع الظروف المحيطة بالمهنيين كل داخل المجال الترابي الذي يشتغل فيه.. واستطرد رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش بأن دور الغرف المهنية في ظل هذه التحولات لا يمكن أن تتحقق دون وجود مهنيين فاعلين مشاركين بشكل جدي وحازم في بلورة الأدوار المرتقبة للغرف إلى واقع باقتراحاتهم وتصوراتهم وتتبعهم اليومي لمؤسساتهم التمثيلية وتزويدها بمختلف المعلومات و المعطيات المتعلقة بحرفهم وهو ما يحتم عليهم التكتل أكثر بشكل جماعي ومنظم يسهل على شركائهم التدخل لحل مشاكلهم. ودعا مختلف هذه التنظيمات إلى إعادة التفكير في الطرق التي تعتمدها حاليا في عملها إلى طرق أكثر تقدما تماشيا مع الإصلاحات التي تعرفها بلادنا خصوصا بعد المكانة التي أصبحت للجمعيات بمقتضى الدستور الجديد. واعتبر أيت عبد المالك الملتقى الأول للمهنيين لبنة إضافية في طريق التواصل بين المؤسسات المنتخبة والتنظيمات الموازية للمهنيين، كما تحدث عن الورش الضريبي الذي يعرف اختلالات عويصة, خصوصا في قطاع الصناعة التقليدية مذكرا في هذا الصدد باللقاء الذي عٌقد مع المدير الجهوي للضرائب بمقر غرفة الصناعة التقليدية, حيث تم تحديد المحاور التي سيتم الاشتغال عليها، والأهم من ذلك تم خلق مصلحة داخل الغرفة لتنكب على الملف الضريبي من خلال إخضاع أطر الغرفة لتكوينات في هذا المجال كما تم تسطير برنامج رفقة المديرية الجهوية للضرائب لتنظيم لقاءات تحسيسية وتأطيرية في مختلف مناطق تراب الغرفة لخلق جو من الثقة والتواصل بين المهنيين ومصالح الضرائب. وذكر رئيس غرفة الصناعة التقليدية بربط العلاقة مع مؤسسة بريد بنك المؤسسة التي سطرت في استراتيجيتها تقوية أواصر التعاون مع المهنيين.. وفي ختام كلمته أكد نجيب أيت عبد المالك أن الرهانات الموضوعة أمام الغرف كثيرة جدا وتستوجب فتح نقاشات متعددة تنخرط فيها كافة الفعاليات المهتمة بالشأن المهني لبلورة خريطة طريق تحدد الدعائم الأساسية التي تمكن الغرف من أن تكون بحق رافعة للتنمية. الفضاء المغربي للمهنيين أكد على أهمية تأهيل المهنيين والدفاع عن مصالحهم والإسهام في النهوض بأوضاعهم, مشددا على أن التكوين يلعب دورا أساسيا ولا بد من تظافر الجهود قصد تفعيل دور المؤسسات إيجابيا للانخراط الفعلي في الحراك الذي تعرفه البلاد. الملتقى تم خلاله عرض "خدمات بريد بنك" حول التقاعد, الادخار, القروض العقارية وقد عقبه نقاش مستفيض من القاعة, وكانت هناك تدخلات مؤثرة من المهنيين مما أبرز أن قطاع الصناعة التقليدية مازال يعاني الكثير من المعاناة وان الحرفيين يعيشون ظروفا اجتماعية قاسية رغم جهود الغرفة والتي طالبوا بتوسيع صلاحياتها تماشيا مع التطلعات التي يرتقبها الجميع في ظل الإصلاحات التي يعرفها المغرب حاليا.