يبدو أن زعيم الحزب اليميني المتطرف «من أجل الحرية»، خيرت فيلدر يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن يلقن مناصريه من المعادين للديانة الاسلامية والمناهضين لوجود الأجانب على الأراضي المنخفضة، دروسا في التاريخ والجغرافيا. فليس من مكر الصدف أنه بالقدر الذي ترتفع فيه وتيرة الخرجات العنصرية لزعيم الحزب اليميني المتطرف، خيرت فيلدر، التي كان آخرها العهد الذي قطعه على نفسه أمام ناخبين محتملين بالعمل على التقليص من عدد المغاربة من هولندا، بالقدر ذاته تتفاقم هفوات مناصريه ويظهرون أنهم لا يفقهون شيئا عمن يعيش بين ظهرانيهم. قبل أيام من تواصل سلسلة الاعتداءات التي ذاقت، قبل أسبوع، الجالية المغربية بضواحي مدينة لاهاي الهولندية ويلاتها بعدما هاجم متطرفون هولنديون حيا يقطنه المغاربة (دوينلورب) ببلدة بدينهاج، مطالبين إياهم بالرحيل، تصاعدت بداية الشهر الجاري أصوات متطرفة مقربة من زعيم الحزب اليميني المتطرف، خيرت فيلدر تنادي ب«تهجير الغاربة» وإصدار حكم العودة دون رجعة في حقهم نحو بلدهم». لقد أثار ما عاشته الجالية المغربية المقيمة منذ اسابيع من هجمات عنصرية بالموازاة مع تشبث «بنك التأمين الاجتماعي الهولندي (إس في بي) باسترداد الأموال التي تم تحويلها لفائدة المتقاعدين المغاربة المقيمين بهولندا وبالتدقيق في مدخراتهم بالمغرب، تعاطفا هولنديا كبيرا. وفي الآن ذاته خلقت تصريحات بعض من مناصري زعيم الحزب اليميني المتطرف، خيرت فيلدر خلال وقفة احتجاجية ببلدة نيمين نظمت ضد تعبير عمدة المدينة عن تعاطفه مع المغاربة وشجبه لتصريحات خيرت فيلدر، نوعا من الفرجة بين الهولنديين امتدت الى مواقع التواصل الاجتماعي. فقد تمكن الصحفي توم ستال، الذي كان ينجز روبورتاجا عن وقفة لحساب تلفزيون بونيوز أن يبين نباهة مناصري زعيم الحزب اليميني المتطرف، خيرت فيلدر وكذلك موسوعية معلوماته الجغرافية والتاريخية. فقد صدم الصحفي توم ستال، الذي لم يسلم من الاعتداء هو أيضا من هؤلاء المتطرفين، صدم لصلابة معلومات أحد المتطرفين، الذي لم يتردد في منح الجنسية التركية للمغاربة، وثقته الزائدة في النفس، بمطالبة المحتجين المهاجرين «المغاربة بالعودة إلى بلدهم إسطنبول»، لأنهم يقول المحتجون «أتوا من هناك». الأكيد أنه أصبح من المفروض على زعيم الحزب اليميني المتطرف «من أجل الحرية»، خيرت فيلدر أن يضمن برنامجه السياسي والانتخابي في القادم من الايام أبوابا تقدم معلومات ذات بعد تاريخي وجغرافي وروابط اجتماعية ودينية تمكن مناصريه، خاصة الشاب الثلاثيني الذي جال تصريحه «البليد» العالم»، من الانفتاح على الآخر وأن يعرف أن المغرب عاصمته الرباط، وتركيا عاصمتها انقرة .