«أحياناً يشعر الإنسان بالحگرة في بلده ووسط أبنائه، حين يطاله الظلم والجور، ولا يجد من يحميه ويحمي حقوقه في العيش الهادىء الكريم»... هكذا بدأ المواطن نور الدين مرغشي رقم بطاقته الوطنية B544307 الساكن بحي الرميلة الزنقة 39 الرقم 06 مقاطعة عين الشق، سرد معاناته مع جارٍ له يسكن بشقة بالطابق الأول من عمارة كبيرة بشارع المنظر العام، رغم طرْقه لمختلف أبواب المسؤولين في السلطات المحلية أو المنتخبة، معاناة بدأت مع «مخالفة هذا الجار لكل القوانين والأعراف في ظل وجود من يحميه ويتستر عليه، بل ويُفتي عليه فتاوى تتصيد ثغرات القانون». وحسب الشكايات الموجهة للجهات المسؤولة ، والمعززة بتقرير عن مفوض قضائي استقدمه المشتكي لمعاينة البناء العشوائي والضرر الذي لحقه تتوفر الجريدة على نسخ منها فإن نافذة المطبخ بشقة المواطن نور الدين تطل على بهو جاره، وهو بهو كبير، يستفيد منه المشتكى به، الذي قام بتغطية البهو «لاكور» بسقف إسمنتي دون أن يحصل على أي ترخيص سليم يخول له ذلك، وهو ما يوصف ، حسب قانون التعمير، بالبناء العشوائي، الأمر الذي قرب المسافة بين سطح (لاكور) ومطبخ المشتكي، ونتج عنه ضرر كبير لهذا الأخير، الذي أصبح يعيش حالة من الرعب والخوف على أفراد أسرته ، خصوصاً وأن نافذة المطبخ أضحت قريبة جداً من السطح، ويمكن اختراقها بكل سهولة والدخول إلى المطبخ. منذ بداية أشغال هذا البناء، أخبر المتضرر السلطات المحلية في شخص القائد رئيس الملحقة الادارية بين المدن والمصالح المختصة بالمقاطعة، مصلحة شرطة البناء، «فاكتفى القائد بتقديم تطمينات لي، أما شرطة البناء وبعد خروجها ومعاينتها للوضع، اقترحت عليّ وضع شبّاك حديدي لنافذة مطبخي» يقول المشتكي، الذي كرر الاتصال بالمصالح ذاتها دون جدوى « هذا في الوقت الذي كان جاري يتقوى ويزداد طمأنينة، الأمر الذي دفعني لمكاتبة كل من رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء ، رئيس مقاطعة عين الشق، قائد الملحقة الادارية بين المدن، رئيس دائرة عين الشق، مدير الوكالة الحضرية بالدار البيضاء الكبرى، رئيس قسم الشؤون القانونية والمنازعات بالجماعة الحضرية للدار البيضاء...، دون أن تلقى شكايتي لهذه الجهات الآذان الصاغية». موقف جعل المواطن نورالدين مرغشي يحس ب «الحگرة» في دولة الحق والقانون، «خاصة ، يضيف ، بعد أن تلقيت تهديداً مباشراً من جاري ، الذي باغتني وأنا جالس بمقهى بشارع المنظر العام، بقولٍ قوامه أنه سيتصدى لي بكل قواه إذا لم أستسلم للأمر الواقع » ! وأضاف المتضرر أن هناك أشخاصاً يتصلون به هاتفياً، ويبلغونه أن المشتكى به له معارف في شتى القطاعات ولا يستطيع مواجهته! أمام الصعوبات التي واجهها نورالدين مرغشي، قرر وضع شكاية لدى الوكيل العام ضد كل المسؤولين ، الذين اعتبرهم «متواطئين» مع المشتكى به، وتستروا على «بنائه العشوائي» الذي ألحق به ضررا بليغا وحول حياة أسرته إلى جحيم ، علما بأنه وضع طلبا للقاء عامل مقاطعة عين الشق بشأن محنة أسرته المتواصلة، ولحد الساعة لم يتوصل بأي رد!