لم تخرج إلى حدود اليوم الحكومة المغربية، بأي رد فعل رسمي يمكن أن يحفظ ماء وجه الجالية المغربية المقيمة في ايطاليا، التي مست في عمق كرامتها بعد العبارات «العنصرية» التي عممها ماريو بريتشيا، مستشار بلدي بمدينة تورينو، ينتمي إلى حزب رابطة الشمال. ووصف ماريو بريتشيا، المستشار البلدي للمنطقة التاسعة من مدينة تورينو عن حزب رابطة الشمال، كل من عبد الهادي وعبد الحميد بردي (أبناء العم)، البالغين على التوالي 44 و55 المنحدرين من مدينة خريبكة، اللذان لقيا حتفهما الثلاثاء الماضي وسط مدينة تورينو، متأثرين بطعنات بسلاح أبيض «بالبراز». واعتبر ماريو بريتشيا، الذي ساند حزبه، المعروف بمواقفه المتطرفة اتجاه المهاجرين، مصادقة مجلس الشيوخ الايطالي على الملتمس 129 القاضي بمأسسة ايطاليا لعلاقاتها مع جبهة البوليساريو «ديبلوماسيا»، موت عبد الهادي وعبد الحميد بردي، اللذان كانا يعملان حارسين لموقف للسيارات بالقرب من مستشفى مولينيت بتورينو، اعتبرهما «فضلات بشرية». هذه، التصريحات رفضها عمدة المدينة، بييرو فاسينو عن الحرب الديمقراطي، واعتبرها «فضيحة وغير مقبولة»، وقال «إن من يتفوه بمثل هذه العبارات لا مكان له في مجتمعنا»، كما شجب هذه التصريحات ذات الحمولة العنصرية والمتطرفة التي تنم عن عدم احترام الانسان حيا أو ميتا كما كان دينه، جنسه ولونه، عدد من الفعاليات الجمعوية المغربية في ايطاليا وخاصة بمدينة تورينو كانت ربطت الاتصال بييرو فاسينو، من أجل «استنكار» ما قام به عضو من مجلسه البلدي، ماريو بريتسيا. وفي انتظار رد فعل رسمي مغربي، الذي حاولنا أمس الحصول عليه بدون جدوى في اتصالنا بكل من أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، ومصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، موقف يدافع على كرامة الجالية المغربية المقيمة في ايطاليا وأيضا صدور بيان من النسيج الجمعوي يعمم على الصحافة الايطالية، عاد المستشار البلدي المعادي للمهاجرين، ماريو بريتسيا ليعتذر للجالية المغربية، بعد الحرج الغائر الذي احدثه في قلوبها، ويقول أن لم يكن في نيته أن يتسبب في الأذى بعباراته لعبد الهادي وعبد الحميد بردي، ظنا منه أنه سوف ينهي الجدل الذي تسببت فيه عباراته في حق الضحيتين، اللذان قتلا غدرا، بل مست بلدا بأكمله. يذكر أن التحقيقات الأولية، بينت تعرض كل من عبد الهادي وعبد الحميد بردي، المشهود لهما بسمعة طيبة، لنزيف حاد إثر تلقيهما لطعنات بالسلاح الأبيض على مستوى الصدر و البطن . وكانت مصادر مطلعة رجحت أن تكون «تصفية حسابات» نفذتها «مافيا مواقف السيارات» دافعا لمقتل المهاجرين المغربيين المقيمين في الديار الإيطالية. وكشفت ذات المصادر ل«الاتحاد الاشتراكي» أن الشرطة الإيطالية لم تستبعد فرضية ضلوع عصابات منظمة في اقتراف الجريمة. وللإشارة، علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن المصالح القنصلية المغربية بمدينة طورينو الايطالية بتنسيق مع المصالح المركزية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وأيضا السلطات المحلية الايطالية تتابع عن قرب تفاعلات الحادث منذ أن وصل إلى علمها عثور شرطة مدينة تورينو على جثثي مغربيين متباعدتين الواحدة عن الأخرى، مرميتين على قارعة أحد شوارع المدينة المحاذية للمركز الطبي مولينيت، كما تنتظر أن تنتهي التحقيقات و تسلم الترخيص النهائي من قاضي التحقيق من أجل إنهاء إجراءات ترحيل الجثمانين ليواريا الثرى بالمغرب.