منذ الزيارة الناجحة التي قام بها جلالة الملك إلى الكوت ديفوار في فبراير الماضي، تعيش العاصمة ابيدجان والرباط شهر عسل حقيقي، يترجمه إعجاب الكوت ديفوار بكل ماهو مغربي، وتجسد ذلك من خلال زيارة وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامن السيدة فاطمة مروان على رأس وفد هام من مهنيي الصناعة التقليدية بمناسبة السوق الايفواري للصناعة التقليدية (MIVA). الوفد المغربي كان محط عناية خاصة مستفيدا من الزيارة الملكية. فبعد مرور شهر على الزيارة الملكية، مازالت صور جلالته تزين العديد من شوارع أبيدجان ومازال سكان أبيدجان يتحدثون عن تلك الزيارة التاريخية، فالعديد من الشركات المغربية اقتحمت بقوة بلاد الراحل فيلكس هوفويت بواني. وفي عهد محمد السادس تجاوز التعاون الاقتصادي مرحلة الشعارات. فبعد الأشغال العمومية والبناء والأبناك والتأمينات جاء دور الصناعة التقليدية ليكون محورا رئيسيا للتعاون بين البلدين. فالحكومة الايفوارية قررت سنة 2014 سنة إقلاع الصناعة التقليدية في الكوت ديفوار، وتنظيم تظاهرة السوق الايفواري للصناعة التقليدية ليس سوى تجسيد أولي لهذا التوجه، حيث تشارك فيه حوالي 15 دولة أفريقية من ضمنها المغرب الذي لبى دون تردد هذه الدعوة، ويجب الاعتراف في هذا الصدد أن هناك عدة أوجه شبه ونقط التقاء بين الدولتين: فالقطاع في المغرب يشغل 2,26 مليون شخص، أي حوالي 20% من السكان النشيطين، ويساهم بنسبة 9% من الناتج الداخلي الخام، ويتوفر قطاع الصناعة التقليدية منذ 7 سنوات على استراتيجية أطلق عليها اسم «رؤية 2015»، وهي الاستراتيجية المبنية على رؤية تشاركية بين الحكومة ومهنيي القطاع وتطمح إلى بلوغ رقم معاملات يقدر بحوالي 24 مليار درهم، وخلق 115 ألف منصب شغل ومضاعفة الصادرات بحوالي 10 مرات وإحداث 300 مقاولة متوسطة وصغيرة من ضمنها 20 إلى 30 مقاولة مرجعية وتكوين 60 ألف شاب .. والحصيلة حسب ما أكدت فاطمة مروان خلال اجتماع للمهنيين في البلدين حصيلة ايجابية عموما بالنظر للركود الاقتصادي العالمي بسبب الأزمة والذي عانت منه العديد من القطاعات. ويحتل قطاع الصناعة التقليدية في البلدين مكانة متميزة في التنمية المستدامة والنمو المتواصل، ففي الكوت ديفوار يشغل القطع 40% من السكان النشيطين وتعمل الحكومة على تطوير وتحديث القطاع حتى يساهم بنسبة 20% على الأقل من الناتج الداخلي الخام في أفق 2020. كما تستعد الجمعية الوطنية الايفوارية إلى إقرار مدونة الصناعة التقليدية هدفها حسب وزير السياحة والصناعة التقليدية وانعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة الايفواري جان لوي بيون، هدفها الأساسي هو رفع تنافسية منتجات الصناعة التقليدية وجعلها مطابقة لشروط السوق العالمي. ويندرج عقد شراكات مباشرة بين رجال الاعمال المغاربة والايفواريين في قطاع الصناعة التقليدية ضمن ترجمة عملية لرغبة البلدين وقائديهما في إعطاء محتوى ملموس لهذا التعاون الثنائي والعمل المشترك بين البلدين والعمل الجاد الذي تقوم به «دار الصانع» لتقديم المساعدة الكاملة للمهنيين المغاربة يساهم في الدفع بهذا التعاون إلى أعلى مستوى ممكن. ويبدو أن مؤسسة «دار الصانع» عازمة على أن تجعل من سنة 2014 سنة القارة الافريقية، فبعد الكوت ديفوار تنوي در الصانع خلال الأشهر القادمة التوجه نحو مالي والغابون والنيجر، وتؤكد الوزيرة مروان أن «التعاون جنوب / جنوب هو مستقبلنا ويشكل خارطة للشراكات والتعاون بين المغرب وكوت ديفوار في جميع المجالات الأخرى».