طالما احتار زوار قرية أرومد في مرتفعات جبال الأطلس الكبير أمام الطبيعة الصخرية التي للمرتفع الذي شيدت فوقه منازل القرية، فكثرت التأويلات وتناسلت الحكايات، لكن لم تكن أي منها لتقنع العالم البريطاني فيليب هافس، المتخصص في المورفولوجيا الجغرافيا بجامعة مانشستر. فما كان منه إلا أن توجه إلى عين المكان وأخضع تلك الصخور للدراسة والبحث والتمحيص، حيث وجد أن الأمر يتعلق بكتل صخرية هائلة متراكمة فوق بعضها البعض، ليكتشف أنها عبارة عن بقايا انهيار صخري لجبل أكسوال، الذي يصل ارتفاعه إلى حوالي 3912 متر، والواقع بين أوكايمدن وجبل توبقال، وبالضبط جوار منتزه ومحمية توبقال. وحسب فريق البحث، الذي قاده هافس، فإن الانهيار الصخري وقع قبل ما يناهز 4500 سنة. غير أن عملية البحث كانت محفوفة بالمخاطر بسبب طبيعة تضاريس المنطقة. ويعلق هافس على ذلك في تصريح لمجلة «لايفصاينص» العلمية المتخصصة: «لقد وقعت العديد من الحوادث في المنطقة، ولحسن الحظ فهي ليس خطيرة. كما أن ثمة العديد من القصص الغريبة التي يرويها زوار المنطقة. وأنا أمزح مع أعضاء الفريق بخصوص «لعنة أرومد»، حيث واجهتنا هذه السنة العديد من العواصف ونحن على مشارف الوادي أياما قليلة فقط قبل نشر نتائج هذه الدراسة، لدرجة أننا لم نقو على الوقوف على أقدامنا، وهو أمر غير معتاد في هذه المنطقة من العالم، حيث المناخ عادة حار أو معتدل». وترجح الدراسة أن يكون السبب في ذلك الانهيار الصخري هو ذوبان الثلوج قبل 11 ألف و700 سنة، أي مع نهاية العصر الجليدي الأخير، لكن الكتل الصخرية ظل مقاومة إلى حدود 4500 سنة الأخيرة.