أطلقت عمالة مقاطعة عين الشق مبادرة تستهدف إعطاء المنطقة التابعة لنفوذها ما تستحقه من جمالية، فبالاضافة الى الالتفاتة لمجال النظافة والاهتمام بغرس الاشجار في العديد من الشوارع وإصلاح اعطاب الانارة العمومية، فقد تم إحداث فريق يتكون من بعض رجال السلطة المحلية وأعوانها وعناصر من القوات المساعدة وبعض العمال، مزودين بشاحنة كبيرة وسيارة خفيفة وسيارة خاصة بأعوان السلطة، لشن حملات متواصلة في مواجهة ظاهرة الدواب الجائلة والعربات المجرورة بواسطة الدواب ومحاربة ظاهرة «البوعارة» التي اصبحت تكتسح مدينة الدارالبيضاء بصفة عامة، وتستمر هذه العملية الى الساعات الاولى من اليوم الموالي. وقد تم حجز عدد كبير من الدواب على اختلاف أنواعها (حمير، بغال، خيول ) و حتى بعض المواشي( بقر وغنم) والتي تم اقتيادها صوب المجازر البلدية، وذلك في أفق وضع حد نهائي لهذه الظواهر التي أضحت تسيطر على جل شوارع العاصمة الاقتصادية، ليلها أكثر من نهارها، و أساءت بشكل كبير الى صورة المدينة ، أما العربات المحجوزة ، فعدد لا يحصى منها تم نقله مباشرة الى المستودع الجماعي لسيدي معروف قصد إتلافها بواسطة جرافات كبيرة للحيلولة دون استعمالها مرة أخرى. هذه الحملات استحسنها سكان هذه المنطقة ووصفوها بالإيجابية ، حيث جاءت في وقتها المناسب تزامنا مع الحملة التي تشنها المنطقة الأمنية بعين الشق ضد ظاهرة التشرميل، التي أقلقت المواطنين، و طالبت فعاليات جمعوية وثقافية ورياضية، بمواصلة هذه العمليات، والقيام بأخرى مشابهة تكون خاصة بتحرير الملك العمومي علما بأن العديد من ورشات الميكانيك والمِطالة تشتغل بأحياء متعددة بهذه العمالة دون الحصول على تراخيص، بل منها من استولت على مساحات شاسعة بالشوارع الموجودة بها و الازقة التي اختنقت واحتلت واصبحت محاصرة من جميع مداخلها مما تسبب في فرض عزلة، لدرجة اصبحت سيارات الاسعاف او النقل المدرسي او سيارات الاجرة غير قادرة على ولوجها. وطالبت نفس الهيئات بمواجهة ظاهرة البيع العشوائي التي احتلت اماكن عمومية وتسببت في خنق الممرات والاستيلاء عليها بالاضافة الى ما تتسبب فيه من ازبال ونفايات تعرقل مبادرات النظافة. وأكدت مصادر مقربة أن الخضر والفواكه التي تم حجزها والتي تعد بالاطنان، قد تم توجيهها الى الخيريات التابعة لعمالة مقاطعة عين الشق. إلا ان الغريب في الأمر ان بعض اعضاء المجلس الجماعي بمقاطعة عين الشق عوض مباركة هذه المبادرة سارعوا الى التدخل لتحرير «حمار او بغل او حصان ش ولم يتركوا حتى هذه الفرصة تمر ، دون القيام بعمليات تسخينية انتخابوية، مُعرقلين المجهودات المبذولة للقضاء على هذه الظواهر الشائنة، ومستعرضين «عضلاتهم» أمام أصحاب هذه الدواب، الذين ينتمون الى مناطق مهمشة ذات كثافة سكانية!