تميزت سهرة اختتام المهرجان الدولي للضحك في دورته 11 التي امتدت فعالياته من 2 إلى5 أبريل 2014 الجاري، بعرض لفرقة روسية راقصة حلت ضيفة على المهرجان، حيث قدمت رقصة فلكلورية لشعب القوقاز، بعدما تزيا أعضاؤها بملابس زاهية الالوان ذات طابع فلكلوري محلي ، و أضفوا على الحفل جوا مشعا من البهجة التي تصاحب الرقص، ودعوة جمهور الحفل إلى المشاركة الحميمية تمثل الطبيعة الانسانية بغض النظر عن اختلاف اللغة التي لم تكن عائقا لتذوق فنون تلك الشعوب النائية في البعد الجغرافي، إذ أن الموسيقى كانت لغة الإشباع الروحي والرقص و لغة الجسد في التعبير عن ثقافة الانسان أينما وجد. بعدها قدم نجوم برنامج كوميديا عروضا كوميدية أمتعت الجمهور الحاضر ، كما تم تقديم عرض فكاهي للمتألق هارون خلدون المقيم بفرنسا.. عمل تقاسم من خلاله لحظات ممتعة مع الجمهور الحاضر عبر ارتكازه على إثارة ذكريات شيقة لطفولته في قالب كوميدي .. و عند نهاية العرض أوضح رئيس المهرجان السيد برجي أن اختيار تيمة الطفل في هذه التظاهرة ، أمر فرض نفسه، في ظل تفشي ظواهر التحرش الجنسي واغتصاب الأطفال، والهدر المدرسي، مضيفا "أن واجب الفنان هو التوجيه ، من أجل الانتباه للظواهر المخيفة التي أصبحنا نعيشها داخل مجتمعنا، عن طريق الضحك." وأشار إلى أن المهرجان أصبح محطة رئيسية في المغرب من أجل تطوير فن الكوميديا والكشف والتنقيب عن الوجوه الفكاهية الجديدة، مضيفا أنه يسعى والمحيطين به إلى تطوير العمل التربوي الخلاق لدى الأطفال. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الدولي للضحك للدار البيضاء قد أسس سنة 2003 من قبل الرئيس الحالي للمهرجان وجمعية أصدقاء جامعة الحسن الثاني "الفن والثقافة"، بالتعاون مع رئاسة جامعة الحسن الثاني وكلية الآداب والعلوم الإنسانية. هذا، وكانت فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان الضحك قد انطلقت تحت شعار " لنضحك جميعا من أجل حماية أطفالنا " و المنظم من طرف جمعية "الفن و الثقافة" يوم الأربعاء 2 أبريل بالمركب الثقافي "توريا السقاط"..و قد اندرج حفل الإفتتاح لهذه الدورة، التي تابعها جمهور غفير في إطار رغبة اللجنة المنظمة بإعادة إحياء فن الكوميديا بتقديم المسرحية الكوميدية " مايد إن موروكو"، "ملي كايتلاقى ولد كاريان سونطرال مع ولد درب الكبير"، مسرحية من تأليف جواد الخودي ومن إخراج سعد التسولي، وهي قصة كوميدية مرحة بالدارجة المغربية، لمدة 90 دقيقة، من تشخيص سعد التسولي وجواد الخودي . وقد عملت هذه المسرحية على تسليط الضوء على المعاناة المزرية وغير الإنسانية التي عاشها ويعيشها المغاربة بسجون العار بتندوف و كذلك تسليط الضوء على عمق قضية الوحدة الترابية وحب الوطن.. أما حكاية "ملي كايتلاقا ولد كاريان سونطرال مع ولد درب الكبير" فتبرز أنه رغم التباعد الفكري والاجتماعي والثقافي واختلاف رؤى شخصيتين.. الذي سيخلق الصراع بينهما، بينماسيجمع بينهما حب الوطن وسيجعلهما متآزرين ومتعاونين ، دفاعا عن الكرامة والوطنية التي لاتساوم بثمن رغم كل الإغراءات.. هي مأساة صراع أحداث ومواقف تضع المشاهد أمام صورة العدو الذي يظهر ولايظهر. وقد تميز حفل الإفتتاح هذا أيضا بتكريم بعض الوجوه الفنية و المسرحية كالفنانين سعد التسولي و جواد الخولي، الذي اعتبرا أن هذا التكريم هو اعتراف بالعمل و تشجيع لمواصلة الطريق مهما كانت الصعوبات التي واجهتهما. وكانت فعاليات المهرجان قد استمرت طيلة أربعة أيام بعرضها لفقرات الماستر كلاس و تقديم دروس للأطفال في تقنيات فن الكوميديا و المسرح وورشات حول الكتابة الفكاهية، وتقديم عروض فكاهية لأطفال الذي تراوحت أعمارهم ما بين 12 و 16 سنة.