طموح، أفكار، رفض، مأساة، صراع، اعتقال، ظلم العدو الذي يظهر ولا يظهر، اختلاف وتباعد فكري، توحد في حب الوطن...، تلك بعض من أبرز النقط التي تطرق لها النص المسرحي «مايد إن. موروكو» الذي ألفه الفنان المسرحي جواد الخودي وقام بإخراجه الفنان سعد التسولي، ابن الممثل و المؤلف والمخرج المسرحي المقتدر الحاج محمد التسولي. لأول مرة، ومنذ سنوات، تطرح قضية من أهم القضايا بخشبة المسرح ، قضية يعيشها كل المغاربة الأحرار، المكافحون والمقاومون، البعيدون أو القريبون من مجموعة المرتزقة التي أرادت تغيير الحقائق التاريخية حول أرضنا وصحرائنا كمغاربة، ولكن لازال المغرب متشبتا بأرضه وحدوده رغم كل التعسفات... فقد عشنا ساعة ونصف الساعة من خلال هذا العرض، الذي قام بأداء أدواره كل من سعد التسولي الذي تقمص شخصية مواطن/دكتور/أستاذ جامعي في مادة الكيمياء، وجواد الخودي الذي لعب دور ابن كاريان سانطرال، والحاصل على مستوى الخامس ابتدائي، ويشتغل كهربائي بالكونطربوند. ويلتقي كل من ابن درب الكبير (ربيع) ب(العربي) ابن كاريان سانطرال بأحد سجون تيندوف، بعدما تم اعتقالهما كل حسب ظروفه، حين قضى العربي مدة 24 سنة، أما ربيعو فقد تم اعتقاله منذ سبعة أشهر، و كان اختطافه بالولايات الأمريكية، بعدما تمت المناداة عليه كأستاذ جامعي باحث لإلقاء محاضرة، حيث وجد نفسه بأحد سجون كوبا ثم الجزائر، ليحال بعد ذلك بمعتقل تيندوف، ويبقى ذلك هو مصيره بعد رفضه المساومات والإغراءات وتسريب الأخبار لعدو الوطن. إلا أنه لم يرض ولم يستسغ ما عاشه طيلة سبعة أشهر، وبدأ يخطط رفقة زميله العربي، ويبحث عن أي طريقة للهروب، حيث بدأ في عملية الحفر إلى جانب رفيقه في المعاناة..، وقد كان يختلفان في مجمل حواراتهما، لكن حب الوطن، يجمعهما، ويجعلهما رجلا واحدا، وكلمة واحدة، وتبقى تهمتهما أنهما مغربيان فقط.. ورغم أن هذا العمل المسرحي الجديد، الذي قدمته جمعية فرقة الشهاب المسرحية مؤخرا بقاعة المركب الثقافي سيدي بليوط، في قالب كوميدي مرح، فقد تم إبراز معاناة الأسرى، غيرالإنسانية بسجون العار، كما أكد ذلك المؤلف جواد الخودي، حيث تم تسليط الضوء كذلك على عمق قضية وحدتنا الترابية. وقد جاءت فكرة النص المسرحي من الإشارة والكلمة التي ألقاها جلالة الملك محمد السادس في خطابه الافتتاحي لأشغال البرلمان، الدورة الخريفية 2013، وكانت حافزا للتفكير في مساهمة المخرج والمؤلف (الخودي والتسولي) كفنانين في قضية الصحراء المغربية، كما قال جلالته على أنها ليست قضية ملك البلاد، وإنما هي أيضا قضية الجميع... العمل المسرحي «مايد إن موروكو» قدم باللغة الدارجة المغربية في مدة 90 دقيقة، نوعه كوميديا، قام بالسينوغرافيا سعيد الرايس. أما مراجعة النص فقد كانت للدكتور حسن حبيبي، الموسيقى والمؤثرات الصوتية للفنان سعيد موسكير، ومن تشخيص سعد التسولي وجواد الخودي. وقد كلف بمهمة إدارة الجولة وتنفيذ الانتاج للفنان المصطفى الغزولاني،. وقد عرف العرض حضورا قويا للجمهور الذي حج من درب السلطان والحي المحمدي وعدد من الأسماء الفنية و التقنية إلى جانب الإعلاميين المهتمين، وعلى مستوى الأداء لكل من الممثلين سعد التسولي وجواد الخودي، فقد كان متميزا نظرا لتجربة كل أحد منها، وحضوره سواء على خشبة المسرح، أو التلفزيون ولقيا استحسانا جيدا من لدن الجمهور الذي تابع العرض معبرا عن إعجابه بالتصفيق بحرارة بعد نهاية العرض الذي اختتم بالأغنية الوطنية العيون عينيا والساقية الحمرانية ليا الواد وادي ياسيدي.. ورددها الجمهور رفقة سعد التسولي ومراد الخودي اللذين قدمت لهما أكثر من ثلاث باقات من الورود.