نظمت ست جمعيات من المجتمع المدني بالجماعة القروية دار السي عيسى، التي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 24 كيلومترا «جمعية الأمان الجمعية البوعنانية جمعية فرطميس جمعية السنابل جمعية دراع بن الاشكر وجمعية سيرنو» وقفة احتجاجية يوم الخميس 20 مارس 2014 أمام مقر جماعة دار السي عيسى، حيث فاق عدد المحتجين 400 من سكان الدواوير التابعة لنفوذ هذه الجماعة، مما كثف من حضور رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، وجاءت هذه الاحتجاجات بعد معاناة السكان المتعددة وفي مجالات متنوعة، فضاق صبرهم ، بعد أن لمسوا أن الرئيس بعيد كل البعد عن تحقيق ما كان يوزعه يمينا وشمالا من وعود ستغير جماعتهم في حملاته الانتخابية السابقة، فلا إصلاحات ملموسة ولا طرق ولا ممرات عُبدت وأصلحت أو رُممت، وتسبب ذلك في عزلة بعض الدواوير لوعورة المسالك، وهو ما جعلها محرومة من الاستفادة من النقل المدرسي لأبنائها ومن خدمات سيارة الإسعاف. هذا بالإضافة إلى غياب الإنارة العمومية في أكثر من نقطة ما يعرض المواطنين لأخطار تهدد أمنهم واستقرارهم. إلا أن النقطة التي أفاضت الكأس وكسرت الصمت الذي دام لسنوات عجاف، حسب المحتجين ، هي مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فالرئيس الذي هو رئيس اللجنة المحلية، يرفض المشاريع رغم أهميتها الكبيرة وحجم مردوديتها على الساكنة ، خاصة إذا كان أعضاء الجمعية حاملة المشروع لا يدخلون في خانة المقربين منه ، في حين يقبل ويؤشر على مشاريع أقل أهمية حتى وإن كانت تطالب بإمكانيات مالية جد مهمة، فقط لأنها مقدمة من طرف جمعيات لمقربين من الرئيس. «والأمثلة، كما أكدها العديد من فعاليات المجتمع المدني حاضرة ومفضوحة، كجمعية رئيستها معروفة بالمنطقة، وهي من المحسوبين على الرئيس رغم فشلها الذريع في أكثر من مشروع، ثم جمعية يرأسها موظف بجماعة دار السي عيسى وكيل المداخيل ، وهو في نفس الوقت مستشار بالجماعة القروية مول البركي، ويستغل سيارة هذه الجماعة رغم أنه لا يقوم بأي مهمة لصالح ساكنتها» ! هذا وقد علمت الجريدة أن السلطات المحلية تسعى منذ الاحتجاجات الأخيرة « إلى تلطيف الأجواء بهذه الجماعة، حيث بادر رئيس الدائرة باستقبال مجموعة من السكان وممثل عن منظمة حقوقية بالمنطقة». وأكدت مصادرنا «أن اللقاء كان جد مفيد نتج عنه خصم 20 درهما من واجب النقل المدرسي وإعطاء وعود لدراسة إمكانية فك العزلة عن بعض الدواوير، بإصلاح أو ترميم بعض الممرات والطرق». معاناة السكان بهذه الجماعة القروية لا تقف عند هذا الحد، فقد أكد بعض المواطنين أن مدرسة ابتدائية بجماعة دار السي عيسى لم يتوصل لحد الساعة تلاميذها ومنذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي 2014/2013، بوصل عن التأمين المدرسي، رغم أداء واجبه مع انطلاق الدراسة ، وتخشى مجموعة من الأسر بهذه الجماعة التي يتابع أبناؤها دراستهم بهذه المدرسة أن تنتهي السنة الدراسية الحالية دون توصلهم بالوصل وتجهل ساعتها الجهة التي ستستفيد من واجبات التأمين المدرسي». واستغرب أحد المواطنين تصرفات رئيس جماعة دار السي عيسى، حين استدعى العمالة وشخصيات لتدشين بئر بالمنطقة، بعد أن نسب حفره إلى منجزاته، في الوقت الذي يعرف العديد من أهالي هذه المنطقة أن هذا البئر حفر في القرن الماضي، بل ويعرف حق المعرفة اسم من كان السبب في حفره! هذا وطلب عدد من الفعاليات الجمعوية والسكان بهذه الجماعة ، من والي جهة دكالة عبدة وعامل إقليمآسفي إيفاد لجنة مختصة إلى مقر جماعة دار السي عيسى للوقوف على حقيقة المعاناة التي مازالوا يعيشون تحت ظلها. وناشدت الجمعيات المقصية مشاريعها ، رئيس اللجنة الاقليمية وعامل إقليمآسفي ، إعادة فتح ملفات مشاريعهم التي رفضها رئيس اللجنة المحلية ومقارنتها مع المشاريع التي تم قبولها . وأكدت مصادر من عين المكان أنه «إذا ما استمرت الأوضاع عما هي عليه اليوم، فإن السكان مستعدون للقيام بمسيرة حاشدة من دار السي عيسى صوب مقر ولاية جهة دكالة عبدة بآسفي ، من أجل أن يلتفت المسؤولون بشكل جدي إلى معاناتهم المتعددة الأوجه».