وصل وزير الخارجية الامريكية جون كيري مساء أول أمس الى العاصمة الجزائر، رغم الضغوطات التي أجريت من أجل الغاء زيارته أو تأجيلها ، كما نشرت عدد من وسائل الاعلام الجزائرية المعارضة لترشح بوتفليقة، ونشرنا الخبر أمس نقلا عنها بعدما نسبته لمصادر مطلعة، ولوكالة انباء دولية مثل رويترز، وأعلن كيري في تصريحات بالمطار بأنه جاء في زيارة رسمية تأجلت كثيرا بسبب " الظروف الدولية الصعبة"، كما أعلن مسؤولون رسميون أن الزيارة التي تستغرق يومين ، بعدها ينتقل كيري للعاصمة الرباط، تخص الأمن ومكافحة الارهاب وخاصة بمنطقة الساحل. وفي إشارة من كيري قال للصحافة إن الشعب " الجزائري يريد تعلم اللغة الانجليزية" . وكانت مصادر أكدت للجريدة أن الزيارة، تحمل في طياتها مشروعا سريا أمريكيا كمقترح لحل مشكلة الصحراء العالق منذ سنوات بسبب التدخل الجزائري، الطرف المحتضن لأطروحة الانفصال والممول الرسمي لها. وأفاد ذات المصدر أن المشروع الامريكي الجديد يعتمد المحادثات المباشرة على أساس الوصول إلى حل تفاوضي. وكشف المصدر أن مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، يشكل منطلقا للتباحث بين الطرفين وتسعى الادارة الامريكية الى تطويره في الوقت الذي استبعدت باقي السيناريوهات، ومنها تقرير المصير الذي تجاوزته الاممالمتحدة والمجتمع الدولي الذي أصبح يعتبر إطار الحكم الذاتي، المقترح من طرف المغرب، بأنه جدي وذو مصداقية. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أعلنت أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيزور وللمرة الأولى منذ تسلمه منصبه كلا من الجزائر والمغرب. وقالت جين بساكي إن كيري سيقوم بزيارة تمتد من الأول وحتى الخامس من ابريل لكل من الجزائر والمغرب. وأضافت أن كيري سيلتقي مسؤولين في الجزائر أولا، ثم يعقد لقاءات مشابهة مع مسؤولين في المغرب. وحسب مصادر إعلامية، فإن الزيارة تكتسي بعدا استراتيجيا وستتعلق ملفاتها بالتعاون الاقتصادي والعلاقات الاستراتيجية وكذا مكافحة الارهاب في القارة السمراء ، منطقة الساحل. وتربط نفس المصادر زيارة كيري بالوضع المتقلب في أوكرانيا واجتماع حلف الناتو هذا الاسبوع لمعالجة القضية التي اكتست بعدا دوليا بعدما ضمت روسيا جزيرة القرم الى أراضيها، مما يشكل ضربة للتوجه الامريكي وحلف الاطلسي. وتأتي المبادرة الامريكية، تجاه المغرب والجزائر بعد فشل المبعوث الأممي كريستوفر روس في تحريك حوار جدي في المنطقة، وإقرار عدد من العواصم بفشله رغم الزيارات المكوكية التي يقوم بها بين الفينة والأخرى الى المنطقة. ونشير الى مسؤولين مغاربة رفضوا التعليق على الخبر، مشددين على أن زيارة كيري تدخل في إطار تعميق التعاون الاستراتيجي .