أعلنت وكالة رويترز للأنباء في قصاصة لها، وعكس ما كان متوقعا، أن وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، قام بإدراج تغيير على زيارته التي كانت مبرمجة للجزائر يومي 2 و3 أبريل حسب البيان الرسمي لوزارة الخارجية الجزائرية، والمغرب، مفضلا العودة إلى الشرق الأوسط، حسب ما قالت وكالة رويترز، وهو الإلغاء الذي أثار عدة تساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي دفعت واشنطن إلى اعتماد أجندة جديدة. وكانت جهات جزائرية اعتبرت زيارة كيري غير مرحب بها في الوقت الحالي الذي يتزامن والانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الوقت الحالي، حيث قامت الجالية الجزائرية بوقفة احتجاجية أمام الكونغرس الامريكي رفضا للزيارة، التي قد تفهم أنها دعم لبوتفليقة في الوقت الذي تتزايد حدة الرافضين له. وكان مصدر دبلوماسي، رفض ذكر اسمه، قد صرح للجريدة أن زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكي للمغرب والجزائر والتي تستمر خمسة أيام، تحمل في طياتها مشروعا سريا أمريكيا كمقترح لحل مشكلة الصحراء العالق منذ سنوات بسبب التدخل الجزائري، الطرف المحتضن لأطروحة الانفصال والممول الرسمي لها. وأفاد ذات المصدر أن المشروع الامريكي الجديد يعتمد المحادثات المباشرة على أساس الوصول إلى حل تفاوضي. وكشف المصدر أن مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، يشكل منطلقا للتباحث بين الطرفين وتسعى الادارة الامريكية الى تطويره في الوقت الذي استبعدت باقي السيناريوهات، ومنها تقرير المصير الذي تجاوزته الاممالمتحدة والمجتمع الدولي الذي أصبح يعتبر إطار الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب بأنه جدي وذو مصداقية. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أعلنت أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيزور وللمرة الأولى منذ تسلمه منصبه كلا من الجزائر والمغرب. وقالت جين بساكي إن كيري سيقوم بزيارة تمتد من الأول وحتى الخامس من ابريل لكل من الجزائر والمغرب. وأضافت أن كيري سيلتقي مسؤولين في الجزائر أولا ثم يعقد لقاءات مشابهة مع مسؤولين في المغرب، مشيرة إلى انه كان ينوي زيارة هذين البلدين العام الماضي إلا أن خططه تبدلت في اللحظة الأخيرة. وحسب مصادر إعلامية فإن الزيارة تكتسي بعدا استراتيجيا وستتعلق ملفاتها بالتعاون الاقتصادي والعلاقات الاستراتيجية وكذا مكافحة الارهاب في القارة السمراء ، منطقة الساحل. وتربط نفس المصادر زيارة كيري بالوضع المتقلب في أوكرانيا واجتماع حلف الناتو هذا الاسبوع لمعالجة القضية التي اكتست بعدا دوليا بعدما ضمت روسيا جزيرة القرم الى أراضيها، مما يشكل ضربة للتوجه الامريكي وحلف الاطلسي. وتأتي المبادرة الامريكية، تجاه المغرب والجزائر بعد فشل المبعوث الأممي كريستوفر روس في تحريك حوار جدي في المنطقة، وإقرار عدد من العواصم بفشله رغم الزيارات المكوكية التي يقوم بها بين الفينة والأخرى والى المنطقة. ونشير الى مسؤولين مغاربة رفضوا التعليق على الخبر، مشددين على أن زيارة روس تدخل في إطار تعميق التعاون الاستراتيجي .محمد الطالبي