في إطار برنامجه السنوي لسنة 2014 الذي خصصه ملتقى الثقافات والفنون بالمحمدية للاحتفاء بالثقافة والمثقفين المغاربة، وفي سياق ربيع الشِّعر المغربي لشهريْ مارس وأبريل من السنة نفسها، تحيةً للشاعر الراحل أحمد بركات، يحتفى الملتقى بالتجربة الشِّعرية للشاعر عبدالرفيع جواهري، يوم السبت 29 مارس2014? ? بالمكتبة الوسائطية، بجوار دار الشباب العربي بالمحمدية، على الساعة الخامسة مساءً، تقديم الشاعريْن: صلاح الوديع وعبد الجميد جماهري، مع مصاحبات موسيقية بآلات عزف مختلفة، من توقيع مجموعة من الفنانين الموسيقيين بالمدينة. احتضن فضاء المكتبة الوسائطية بالمحمدية، مساء أوّل السبت 29 مارس 2014، لقاء شعريا وموسيقيا نظمه ملتقى الثقافات والفنون في إطار اللقاءات التي برمجها احتفاء بربيع الشعر المغربي بالمحمدية. واختار الملتقى لعشاق الكلمة الصادقة أن يكونوا، في هذه المحطة، في ضيافة الشاعر عبد الرفيع جواهري في لقاء طبعته الحميمية، وكان الصدق عنوانه البارز. استهل اللقاء الشاعر والناقد صلاح بوسريف بكلمة ألقاها باسم ملتقى الثقافات والفنون، ذكر فيها بأن اللقاء / الضيافة يأتي بمناسبة ربيع الشعرالمغربي بمدينة المحمدية، الذي أراد له المنظمون أن يكون ربيعا " لمصافحة ومحبة الشعر، الكلمة التي تعني كل شيء، وحيث يسود الشعر ولا شيء غير الشعر... بعيدا عن كل التشنجات وذهابا نحو إنسان يعانق الجمال ". وأضاف بوسريف " خلال أمسية اليوم، يستضيفنا شاعر أصر على أن نعانقه، أتاح لنا منذ عقود أن نستمع إلى كلماته، إلا المحبة لتي ظل يكنها لنا. إنه شاعر من الأوائل، من الرواد، تعلمنا على يده، كما على يد آخرين ننتظر أن يستضيفونا هنا اعترافا منا بهم". حضر إلى جانب عبد الرفيع جواهري، الشاعر صلاح الوديع الذي اعتبره بوسريف شاعرا " من الذين اتخذوا من الكلمة سلاحا لخلق أرض ثانية فوق هذه الأرض.إنه شاعر كبر في طيات الشعر. شاعر شب شاعرا وشاب شاعرا "، والشاعر عبد الحميد جماهري " الذي لا أراه إلا شاعرا رغم أنه وضع الشعر في رف ما، إلا أن هواء الشعر ظل يلازمه. التقينا منذ سنوات، في مهرجان الشعر بالشاون، وكان معنا الشاعر الراحل أخمد بركات الذي اعتبرنا لقاءاتنا الربيعية احتفاء به "، كما جاء في كلمة بوسريف. صلاح الوديع: " إن جواهري يطل علينا من نوافذ أخرى " عبد الحميد جماهري: " أرتبك وأنا بجوار الوردة. ما بالكم إذا كنت بجوار حديقة كبيرة؟ " عبدالرفيع جواهري: " أعدتم لثقافة الاعتراف ملامحها التي كدنا نفتقدها ". استهل الشاعر / المضيف كلمته بتوجيه الشكر " والاعتراف بالجميل لهذه الجمعية التي أعادت للشعر اعتباره، ولمفردات ثقافة الاعتراف ملامحها التي كدنا نفتقدها في هذا البلد. شكرا على هذه الالتفاتة الرفيعة لشخصي المتواضع ". وأضاف أن حديث صديقيه الشاعرين، الوديع وجماهري، " عن القمر الأحمر، جعلني أتذكر أنني أصبحت شيخا، لأنها أكملت خمسين عاما. قلتم بأنكم في ضيافتي،إنه شيء جميل أن تُقلب الأدوار، وأنا تعجبني المفارقات لذلك أقبل هذا العرض الذي أعطيه بعدا خاصا: مازلنا في حالة من الشعر، وهي قضية سرمدية منذ أفلاطون وكل الذين حاولوا قتل الشعر. مات أفلاطون وعاش الشعر، وسنظل بحاجة للشعر مادامت هناك أحقاد وحروب.إني أعتز بالاستضافة رغم أنه ليس لدي ما أقدمه سوى الشعر.لست في حاجة لتوجيه الشكر لصديقي صلاح وعبد الحميد اللذين تفضلا في حقي بما يفوق إمكانياتي؛ كل ما قمت به يظل بسيطا لأجل هذا الوطن.وأقول لكل أصدقائي بأنني لم أنسحب من الصحافة ومن السياسة، بل تأمل بحزن عميق وهو ما عبرت عنه شعرا...إننا ما طوينا الكتاب ولم نقرأه بعد.إن الكلام كثير، ومن الأفضل أن نفتح قلوبنا للشعر ". اختار عبد الرفيع جواهري نماذج شعرية من دواوينه ليقرأها بين ضيوفه: قال البحر، فارس في حجم طلقة من البارود، الأيام تشتعل، نافذة الدخول، الحائط العتيق، شيء كالظل، صورة نملة، مقعد، الحمار، وعد البنفسج، النشيد البيروتي... ليتحد بعد ذلك صوت المضيف والضيوف في أداء رائعة " راحلة ".