عمل أحمد التوفيق في التدريس منذ 1961، حيث شغل منصب أستاذ مساعد بشعبة التاريخ بكلية الآداب بالرباط من 1970 الى 1976 ثم أستاذا محاضرا بنفس الشعبة ما بين 1976 و1979 ، كما عمل نائبا لعميد كلية الآداب بالرباط ما بين 1968 و1978 قبل أن يشغل منصب مدير معهد الدراسات الإفريقية ما بين 1989 و 1995 ومحافظا للخزانة العامة بالرباط من 1995 إلى 2002. وقدْ أنجز التوفيق عدة أبحاث ودراسات في مجالات متعددة وبدا ميله إلى الإبداع الأدبي الذي تساكن لديه جنبا الى جنب مع الكتابة في مجال التأريخ الاجتماعي الذي خصه برسالة جامعية في موضوع (المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر من 1850 الى 1912 ) في الوقت الذي أغنى فيه خزانة الادب المغربي بأربع روايات «جارات أبي موسى» (1997) و»شجيرة حناء وقمر» (1998) و»السيل» (1999) و»غريبة الحسين» (2000 )، وقد عرفت روايته «جارات أبي موسى» طريقها إلى الشاشة الفضية من خلال الرؤية السينمائية للمخرج عبد الرحمان التازي. كما أنجز التوفيق مجموعة من الأبحاث شارك بها في عدد من اللقاءات العلمية أو أفرد لها إصدارت بعينها أو ترجمها إلى اللغة العربية. ويشارك في عضوية لجان تحرير عدة مجلات وإصدارات علمية منها مجلة كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط والموسوعة الببليوغرافية «الكتاب المغربي» الصادر عن جمعية المؤلفين المغاربة من أجل النشر بالاضافة الى مساهماته العلمية في مجال تاريخ المغرب القديم والحديث في تكملة إصدار الموسوعة المغربية (معلمة المغرب). وهو يشغل إلى جانب ذلك كاتبا للجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر ونائبا للكاتب العام للجمعية المغربية للبحث التاريخي. يشغل التوفيق منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ أن عينه به الملك سنة 2002، خلفا للوزير المدغري. وبهذه الصفة جاء كواحد من المشرفين على ترشيد الحقل الديني، محافظا على التوازنات الدينية الكبرى في المغرب، وفي مقدمتها نبذ التطرف والإرهاب الديني ورعاية المؤسسات الدينية الرسمية بشكل يضمن الجمع بين طابع المحافظة مع التجديد الذي لا يمسّ الجوهر المالكي للبلاد. ولعل الانطلاقة الحقيقية لعملية الإصلاح هذه هي هو تاريخ 2004 بعد عام واحد على تفجيرات الدارالبيضاء الدموية في ماي 2003. منها إدخال التلفزيونات إلى المساجد وإنشاء إعلام ديني مثل القناة السادسة وقناة القرآن الكريم. مجيء التوفيق كان داخل سياق أوسع هو رغبة البلاد في الابتعاد ما أمكن عن الوهابية السعودية، وهي الإرث الذي خلفه كل من الحسن الثاني وعبد الكبير العلوي، بعدما أصبحت الرياض متهمة من قبل واشنطن بنشر السلفية الوهابية وإنتاج التطرف. وقد ساعده على هذا التحول انتماؤه إلى إحدى الزوايا الصوفية البودشيشية، التي تتبنى دينا إسلاميا معتدلا وروحيا. وبهذه الصفة يحاول تحقيق «انتقال ديني» هادئ في مناطق معتمة داخل المساجد وخارجها لا تروق للكثيرين اليوم.