أدان خبراء دوليون في القانون والعلاقات الدولية، ببروكسيل، الصمت المطبق الذي يغطي الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان الأساسية في مخيمات تندوف في الجزائر. وقال الجامعي كريستوف بوتان، نائب رئيس جمعية تعزيز الحريات الأساسية، خلال لقاء حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء، نظم في البرلمان الأوروبي، «إن المشكلة الأساسية لحقوق الإنسان في المنطقة توجد في مخيمات تندوف التي يسود فيها قلق عميق». وعبر أستاذ القانون، الذي سلط الضوء على التوترات المتزايدة التي تسود مخيمات تندوف، عن مفاجأته للسرعة التي يسود بها الصمت حول الوضع في هذه المخيمات، وذلك على الرغم من طلبات المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان، وكذا لصمت بعض الجمعيات التي تسارع دائما للتنديد بالانتهاكات المزعومة في أماكن أخرى. وقال كريستوف بوتان إنه من المعروف أن الجزائر، التي تحتضن مخيمات تندوف، تعد حاليا البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي يعوق، بشكل منهجي، زيارات المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان، في حين أن هذه الأخيرة تذهب بحرية وبشكل منتظم إلى بلدان أخرى في المنطقة. من جهته، قال الأستاذ عبد الحميد الوالي، الخبير السابق بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إن هذا الوضع يجعل مخيمات تندوف فضاء لانعدام القانون والحرمان من الحماية الدولية للاجئين، مشيرا إلى أن أحد العناصر التي تثير دهشة المراقب العادي أنه لا توجد تقارير شاملة، مفصلة وموثقة وعامة حول الوضع في مخيمات تندوف وتحللها في ضوء مبادئ وقواعد القانون الدولي للاجئين. وهناك نقطة رددها تشارلز سان بروت، مدير مرصد الدراسات الجيو-سياسية في باريس، الذي قال إنه فوجئ بالصمت الكبير للمجتمع الدولي على الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف وقمع أي احتجاج على الظروف الصعبة للبقاء على قيد الحياة، وكذا من جانب التعتيم المحيط بالوضع في المخيمات. وأكد تشارلز سان بروت أنه إذا كان هناك تفسير لهذا الصمت على انتهاكات لحقوق الإنسان في واضحة النهار، فمن الواضح أنه في الجزائر، والتي تحافظ على مناخ الحرب الباردة وتمنع أي زيارة لجمعيات حقوق الإنسان للمخيمات، وكذا إلى جانب المنظمات غير الحكومية التي تتفوق في سياسة المعايير المزدوجة. وقال إنه بوضعه الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية، رهائن، وإحاطتهم بجدار الصمت، فإن النظام الجزائري، الذي خلق النزاع في الصحراء المغربية، لا يزال يعيش في الكذب والدجل.