أدان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني «الإرهاب بكل صوره»، رافضاً في الوقت نفسه «إلصاق تهمة الإرهاب بكل من يختلف معنا في التوجه السياسي». وقال الشيخ تميم في كلمة في افتتاح أعمال القمة العربية ال25 يوم الثلاثاء في الكويت «ندين الإرهاب بكل صوره»، مضيفا أن «للإرهاب مفهوم محدد هو استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت». وحمل بشدة على الحكومة العراقية التي اتهمها بوصم طوائف كاملة بالارهاب بسبب الاختلاف في السياسة، كما اتهمها بالتغطية على «فشلها» في الحفاظ على الوحدة الوطنية باتهام السعودية وقطر بدعم الارهاب في العراق. وقال الشيخ تميم في سياق تطرقه للوضع في العراق «لا يجوز أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة وأن نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا، فمن شأن ذلك أن يعمم الارهاب بدلا من أن يعزله». وأضاف «كما لا يليق أن يتهم كل من لا ينجح في الحفاظ على الوحدة الوطنية دولا عربية أخرى بدعم الارهاب في بلده» في إشارة إلى اتهام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السعودية وقطر بدعم الارهاب على أرض العراق. وحول العلاقات المتوترة بين بلاده ومصر، قال أمير قطر «نؤكد علاقة الأخوة التي تجمعنا بمصر، وكل الخير في الطريق الذي يختاره شعبها، كما نتمنى لها الاستقرار السياسي عن طريق الحوار السياسي المجتمعي الشامل». وتنعقد القمة العربية في وقت تشهد فيه العلاقات بين قطر ومصر توترا بسبب ما تبديه الدوحة من دعم لجماعة «الإخوان المسلمين» التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي أعلنتها الحكومة المصرية جماعة «إرهابية» في ديسمبر الماضي. وتطرق الشيخ تميم الى الكارثة الانسانية في سورية، وقال إنها «تزداد يوميا تفاقما بدون أفق دولي لإنقاذ الشعب الشقيق، في حين يمضي النظام السوري في غيه بدون وازع من ضمير وقد تجاوز في تعنته أسوأ التوقعات: مئات الالاف من القتلى والجرحى والمفقودين والمعتقلين فضلا عن الملايين من اللاجئين». وأضاف أن «الدول العربية ساهمت في عقد مؤتمر جنيف - 2 من أجل التوصل إلى حل يكفل لسورية سيادتها الوطنية وأمنها ووحدة أراضيها ويعيد السلم إلى ربوعها»، مشيرا إلى أن «النظام جاء للمفاوضات رغما عنه لتمرير الوقت، واستمر خلالها في حصد أرواح السوريين وانتهت المفاوضات بالفشل». واعتبر أن «ادعاءات النظام مجرد تمويه مكشوف، ولا يمكن أن تقضي الأسلحة الكيماوية على تطلعات الشعب السوري في الحرية، يجب علينا اتخاذ خطوات بناء على قرارات الجامعة العربية والمرجعيات الدولية لإنهاء هذه الازمة وتحقيق تطلعات الشعب السوري». وأكد الشيخ تميم أن القضية الفلسطينية تظل من أهم التحديات التي تواجه الأمة العربية، وقال ان «النزاع العربي الاسرائيلي يعد قضية مصير ووجود كعرب، ولن يتحقق الاستقرار والأمن في المنطقة إلا بتسوية عادلة تستند الى مقرارات الشرعية الدولية والعربيية»، مضيفا أن السياسات الاسرائيلية تمثل عقبة أمام تحقيق السلام المنشود. وأضاف أن «إسرائيل تضيف شروطا جديدة في كل جولة من المفاوضات وهي تريد من المجتمع الدولي أن يعتاد على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي حتى يصبح أمرا طبيعيا، وذلك عبر مواصلة سياسة الاستيطان وتهويد القدس والاعتداءات الخطيرة على حرمة المسجد الاقصى، مما جعل عملية السلام موضع شك لدى الشعوب العربية». واعتبر أن «الحصار الخانق الذي يعانيه قطاع غزة لم يعد أمرا مقبولا»، مشيرا إلى أن «قطر بذلت جهودا متواصلة من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع وإعادة إعماره وتوفير الوقود لتيسير ظروف الحياة، كما يتعين العمل على إنهاء هذا الحصار غير المبرر وفتح المعابر أمام سكان غزة». ولفت إلى أن «حال الانقسام الفلسطيني تحمل تداعيات خطيرة بالنسبة لقدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة الضغوط، داعيا القيادات الفلسطينية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا بتشكيل حكومة ائتلاف وطني انتقالية.