يعتبر المدخنون أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السل. وأوضح أطباء أمراض الرئة في الجمعية الألمانية لطب أمراض الرئة والجهاز التنفسي (DGP) في برلين، أن المدخنين يعانون بالفعل من نقص المناعة، مما يسهل من انتقال العدوى إليهم، مثلما هو الحال مع مرضى السرطان وقصور الكلى والسكري والإيدز الذين يعتبرون أيضاً معرضين بشدة لخطر الإصابة بالسل. وأكد المختصون أن الاستنشاق المنتظم لدخان التبغ يؤدي إلى تعطيل وظيفة التنقية التي تقوم بها الأهداب الموجودة في الغشاء المخاطي المبطن للمجاري التنفسية. ثم تتقلص القدرة المناعية لدى المدخنين على مواجهة أي عدوى . وأضاف الخبراء أنه كلما ازدادت شراهة التدخين وطالت مدته، ازداد احتمال الإصابة بعدوى السل. وكان تقرير أمريكي قد أشار في وقت سابق إلى أن التدخين قد يكون مسؤولا عن 40 مليون حالة وفاة إضافية بمرض السل بين الأعوام 2010 و2050 . ونقلت وكالة «يو.بي.آي» الأمريكية عن موقع «ساينس ديلي الأمريكي» «أن الباحثين في جامعة كاليفورنيا استخدموا نموذجا حسابيا لتحديد تأثير التدخين في معدلات الإصابة بالسل مستقبلا، ووجدوا أنه بسبب زيادة خطر الإصابة بالسل نتيجة التدخين، فإنه سيكون هناك 18 مليون حالة إضافية من المرض بين سنوات 2010 و2050 «.وقال الباحثون إنه مع إصابة المدخنين بالسل، فإن احتمالات وفاتهم به تزداد، متوقعين أن يكون هذا المرض الرئوي مسؤولا عن 40 مليون حالة وفاة إضافية في الفترة المذكورة. وأشار الباحثون إلى أن نحو خمس سكان العالم يدخنون، وأنه يجري تدخين السجائر بشكل أكبر في الدول التي تزداد فيها الإصابات بالسل، وحيث اتسع سوق التبغ. وتوقع العلماء في حال تواصل التدخين على ما هو عليه حاليا، أن يزداد عدد الإصابات بالسل من 256 إلى 274 مليون شخص، أي بزيادة تصل إلى 18 مليون حالة جديدة. ولايقتصر الأمر على تدخين السجائر العادية، بل يشمل كذلك الإدمان على المخدرات بمختلف أنواعها، وتدخين النرجيلة أو ما يعرف ب «الشيشا» التي أضحت ظاهرة تتفاقم يوما عن يوم، في فضاءات للأسف محيطة بالمؤسسات التعليمية، الأمر الذي يهدد الناشئة من يافعين وشباب، وهو ما كانت قد أشارت إليه دراسة لوزارة الصحة، والتي تطرقت لموضوع الصحة المدرسية والجامعية، وتضمن تقريرها أرقاما عن علاقة هذه الفئات بالتدخين والإدمان. ويعد التدخين من أكبر الآفات التي يعاني منها كل مجتمع، وواحدا من الأخطار الرئيسية التي تهدد صحة الإنسان، حيث تتجاوز المشكلة الشخص المدخن إلى من حوله من غير المدخنين، وهو ما يعرف بالتدخين السلبي، حيث ينتقل الدخان إلى هؤلاء عن طريق الهواء. وتشير العديد من الدراسات إلى أن هذه العادة السيئة تبدأ في سن المراهقة والشباب، ومن هذا المنطلق ينبغي مواجهة ظاهرة التدخين بين الشباب باعتباره خطرا يهدد حياتهم. ويحتوي التبغ على حوالي 500 مركب تختلف نسبها حسب نوعه، منها القار، والكربون المؤكسد، والمادة الفعالة التي يحتوي عليها التبغ هي النيكوتين، هي ماده شبه قلوية سامة جدا لها تأثير خطير على الجسم والصحة. ويؤدي التدخين إلى مخاطر متعددة من بينها الإصابة بأمراض القلب، أمراض الجهاز التنفسي، السرطان ...الخ.