شهدت فرنسا أمس الأحد 23 مارس الدور الأول للانتخابات البلدية، هذه الانتخابات تجري في أجواء الأزمة الاقتصادية التي مازالت تتخبط فيها فرنسا. ووسط تدني كبير لشعبية الرئيس فرنسوا هولند وكذلك حكومته الاشتراكية. وكذا أجواء عدة قضايا أمام القضاء تمس الرئيس السابق وزعيم حزب اليمين نيكولا ساركوزي، وهي كلها أجواء سياسية لصالح اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين، التي تحاول استغلال استياء الفرنسيين من الطبقة السياسية من أجل الفوز بأكبر عدد من المدن. هذه الأجواء وهذه المؤشرات هي في صالح اليمين المتطرف الفرنسي الذي يحاول استرجاع قوته، كما أنها من المحتمل أن تشجع نسبة المقاطعة وسط الفرنسيين لهذه الانتخابات، كما عبرت عنه العديد من الاستطلاعات التي سبقت هذا الاستحقاق. مقاطعة هذه الانتخابات والتعبير عن الخيبة من المنتظر أن تمس الناخبين من أصل مغاربي أو أفريقي أو الناخبين من أصل مسلم، كما تطلق عليهم الصحافة الفرنسية والذين صوتوا بكثافة في الانتخابات الرئاسية السابقة لمرشح اليسار بنسبة 90 في المائة. رهانات هذه الانتخابات البلدية متعددة، أولها أن الحزب الاشتراكي الحاكم يسعى إلى الحد من الخسائر بسبب تدني شعبيته، وثاني الرهانات أن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية يحاول الاستفادة من لا شعبية الحكومة لتحقيق انتصار في الانتخابات البلدية واسترجاع العديد من المدن التي ضاعت منه سنة 2008، لكن قضايا زعيمه نيكولا ساركوزي أمام المحاكم لا تساعده على هذا الاكتساح الذي كان في المتناول، خاصة أن قضايا ساركوزي أمام المحاكم متعددة، وكل يوم تأتي بأخبار جديدة وسلبية تؤثر بشكل سلبي على اليمين الكلاسيكي ويستفيد منها اليمين المتطرف الذي يسعى إلى الفوز بأكبر نسبة من المدن الفرنسية، خاصة أن الاستطلاعات لصالحه في العديد منها.